( بقلم شوقي العيسى )
إمتدادات وجذور خالدة في نفوس المنتفضون والثائرون من عمق الثورات العراقية الخالدة التي سجلها التأريخ على جميل صفحاته وبقى وبقيت تلك الصفحات مشرقة برّاقة رغم شجونها وآلامها ولكنها كانت تحمل نشوة الإنتصار وفرحة يغمرها شعور بالأفق لأنها ثارت وأنتفضت على طغاة الزمن خصوصاً زمن طاغية مثل صدام....لقد كانت الإنتفاضة الشعبانية في العراق صفحة مشرقة لتأريخ العراق وسجلّت صفحة الإنتفاضة عنوان التغيير الذي بدأت ملامحه تتحرك منذ تلك الفترة التي شارك وبدأها أهالي جنوب العراق في صرخة مدوية أخرقت آذان الصمت المخيّم والمطبق على شفاه الكثير من متخوفين نظام وطاغوت العصر،،، ولم يأبه بكل قوة وإمكانية صدام الذي حكم العراق بالحديد والنار فكانت إرادة الجماهير في إنتفاضة شعبان المباركة أقوى من كل الصرخات وأعنف من كل التحديات وكان كل شخص من المنتفضين لدية قوى خارقة يحطم بها رؤوس الظلمة وهذا ماشعر به أبناء الإنتفاضة لعام 1991 .....
لقد إندلعت الإنتفاضة الشعبانية في كافة محافظات العراق ماعدا الرمادي والأنبار وتكريت مسقط رأس طاغية العراق فمن هنا بدأت نقطة الخلاف بين هذه المحافظات وبقية محافظات العراق الأخرى ولحد اللحظة تقف هذه المحافظات الثلاث العقبة التي تؤرق العراقيين ولكن دون جدوى فمهما كانت إعتراضاتهم ومخالفاتهم فلن يوقفوا المد العارم والفيض المستمر من نفحات وبركات إنتفاضة شعبان المباركة....
بركات الإنتفاضة
لقد هيأت الإنتفاضة الشعبانية عام 1991 الشعب العراقي الى المزيد من الإنتفاضات والمزيد من الثورات وأصبحت المنطلق والمتنفس الذي يقاس فيه عمل العراقيين ضد نظام صدام ،،، إضافة الى ذلك تجريم صدام أمام المجتمع الدولي والعالمي رغم أن العديد منهم كان من المساعدين لهذا النظام ،،، كانت نقطة الإنطلاق للمعارضة العراقية في خارج العراق لتعيد نشاطها بعد السبات والركود الذي أصابها ،،،، بسبب إمتدادات الإنتفاضة الشعبانية تم إسقاط صدام ونظامه ،،،، أصبح شعور لدى أبناء الإنتفاضة بأنهم قادرين على القيام بإنتفاضة بأي وقت ،،،، وقد تكون هناك بركات معنوية يحملها أبناء الإنتفاضة الذي أستمرت إنتفاضتهم منذ عام 1991 والى يومنا الحاضر يواكبون الأجيال ويجابهون الظلم ولم يلتفت اليهم أحد لحد اللحظة حتى عندما إنهارت دكتاتورية صدام ببركات الإنتفاضة الشعبانية المباركة وأصبح قادة المعارضة في سدة الحكم بالعراق لم ولن يفكر أحد بمصير أبناء الإنتفاضة أو حتى شهداء الإنتفاضة الذين صحوا لأجل العراق لأجل حرية العراق ولكن للأسف الشديد ترى أبناء الإنتفاضة يتلوعون وتتلاطم بهم أمواج الحياة ولاأحد من يغيثهم وينتشلهم مما هم فيه ،،،، وبعيداً عن دائرة الإعلام والصحافة لقد قضى معظم أبناء الإنتفاضة الشعبانية جل حياتهم في صحراء السعودية وإيران وذهبت زهرة شبابهم مع رمال الصحراء ولحد اللحظة هناك من فضل البقاء في مكانه في الصحراء لأنه أصبح منها ودمج فيها مازال هناك قادة لم تفكر بمصيره القاتل والمحتوم ....
تحية لأبنـــــــــاء إنتفاضة شعبان المباركة وتحيـــــــة إجلال لشهداء الإنتفاضة وتحية لشهداء المقابر الجماعية في العراق وتحية لشهداء مرحلة التغيير الحالية في العراق ضد هجوم الإرهاب القاتل والخزي والعار للإرهابيين والبعثيين والصداميين ومن يدافع عن البعثيين والصداميين.
شوقي العيسى
https://telegram.me/buratha