المقالات

ما كان الفراق منا لولا مشية الله .. يا أبا عمار


عمار العامري

يعز علينا أن نؤبنك بابن البني المصطفى في وقت كان الكل فيه لوجودك أحوج وكأنما الله أراد أن يكون في فراقك امتحاننا ، لم أنسى أن أباك الإمام المفدى الذي اسكت كل الأصوات وهوت أمام مرجعيته كل العروش وأناخت لرحله كل الأفكار قد غادر الأهل في حين غرة من سيطرة البعث الأليم على مقاليد الحكم" حيث توفي الإمام محسن الحكيم في عام 1970 بعد أشهر من سيطرة حزب البعث على الحكم في العراق عام 1968" وكان الوقت كأنما هو البدر أمام أنظار المحبين والمؤمنين لينظرون له نظرة رحيمة رءوفة للتخلص من شراذم الدهر الذين ولجوا إلى الشعب بسلاسل من حديد ونار سبحان ربك حينما رحل الإمام محسن الحكيم قالها العراقيون بقلوب يعتصرها الألم في الأهزوجة الشعبية (( ادخيلك بابن الزهرة ادخيلك هذه القاصة البيه أكنوز الدين)) كأنهم يدعون الله أن يحفظ لهم المرجع الأعلى من كل شي متناسين أن الأقدار هي الحاكمة ولا شي يأتي بالتمني.

كما لم ينسى العراقيون فراقهم لأخيك أبا صادق وسيدهم والرجل الذي كانوا ينظرون له كأنما هو المخلص والقائد في سنوات المحن حينما اشتد غضب البعث على العراق وشعبه ولم يسلم من عذابه حتى الطفل الرضيع يا لها من أوقات يكون فيها الفراق مستعجل كان العراق بأكمله قد جعل أماله على أصبوحة وجه شهيد المحراب حينما طل منفتحا تعلوا وجهه الابتسامة ساعيا لرسمها على وجوه كل العراقيين بعد أن خلصهم الله من اكبر جبروت عرفته الإنسانية فقد وضع مستقبل العراق بين أيديهم وخط معالمه لهم وبصر لهم الطريق ورسم لهم كيف يكون الغد المشرق ولكن المنية عاجلته بالشهادة التي كان دائما ما يتمناها فقد رحل أبا صادق عنا إلى فسيح جنات الخلد بعد أربعة أشهر من سقوط أعتا نظام حكم العراق وكان كل الشعب والأحزاب السياسية والقوى الخيرة التي تريد المساهمة في بناء العراق مشتاقة إلى أن يكون السيد الحكيم بينهم ولكن هم أرادوا والله أراد فكانت هي المشيئة.

أما اليوم والعراق يتخطى مراحل بناءه الجديد والتي كان فيها فقيد العراق الكبير أبا عمار "ويعز عليه أن اذكر الفراق"المساهم الأول في وضع لبناتها الحقيقية القوية منذ مشاركته في تأسيس الحركة الإسلامية الأولى حيث كان (هارون من موسى) للسيد محمد باقر الصدر والذراع الأيمن لأخيه للسيد محمد باقر الحكيم في ساحات الجهاد والتضحية وبعدها شارك في تأسيس حركة جماعة العلماء المجاهدين في العراق والتي دكت عروش النظام وكانت عملية ( أبو بلال) ابرز مآثر هذه الحركة الجهادية ثم جاء دوره الفاعل في تشكيل المجلس الأعلى الإسلامي العراقي فكان أبو عمار محور مهم في تأسيس المجلس وتوسيعه حتى باتت أيام الطغاة تعد ، إذ راح فقيد العراق حامل رسالة رسم فيها معالم النظام العراقي الجديد فقد مثل المجلس الأعلى في اجتماعات واشنطن الممهدة لما بعد إزالة نظام البعث وحضوره في مؤتمر لندن للتنسيق بين قوى المعارضة العراقية حتى جاء اليوم الذي سقط فيه عرش الطغاة ليكون السيد الحكيم احد أقطاب العملية السياسية بل قطب الرحى لاسيما بعد استشهاد شهيد المحراب فساهم في تشكيل مجلس الحكم وصار احد رئاساته ولعب دور في بناء العلاقات القوية بين المرجعية الدينية لاسيما الإمام السيستاني والقيادات السياسية في توضيح البناء الحقيقي للعراق فشارك في تشكيل الائتلاف العراقي الموحد والذي أدى الدور البارز في كل المراحل ولكن الطريق كان طويل أمام استكمال هذه المسيرة والوصول للمراحل النهائية وكان كل الشعب يرتقب فيه الأمل لانجاز ما سعى لانجازه ولكنها المنية التي سبقت الطموح ليغادر فقيد الأمة أبناءه وأهله ومحبيه وهم في أصعب الظروف التي يتمنون أن يكون بينهم حاملة للراية رغم صعوبة الفراق ألا أن الإيمان بقضاء الله وقدره صبرهم على تحمل الرزية وأعينهم في عين الله أن يحفظ بقية هذه العائلة المجاهدة السيد عمار الحكيم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك