المقالات

الائتلاف الحالي .. ائتلاف طائفي سابق !!


حسام الاسدي / كاتب عراقي مقيم في ستوكهولم

يتسابق نواب محسوبون على كتلة ائتلاف دولة القانون اعضاء حاليون في حزب الدعوة الاسلامية الذي اجله لتاريخه المرتبط بالامام الصدر الاول ومواكب شهدائه للنيل من الائتلاف العراقي الذي كان له دور حاسم واساسي في وصول السيد المالكي لموقع المسؤول الاول في البلاد .. وهكذا اجد وانا اطالع الصحافة العراقية كل صباح مضافا" اليها الشرق الاوسط والحياة والسفير اللبنانية سيلا" من الاتهامات غير المبررة وشتيمة واضحة للائتلاف وقياداته ورموزه وثوابته السياسية والبرنامجية وكان هذا الاطار الذي شكل منعطفا" اساسيا" في حياة الدعوة وامينها العام ونوابها عارا" سياسيا" وقد حانت اللحظة التاريخية الحاسمة لاخذ الثأر بسكاكين التصريحات واسترداد الكرامة المهدورة !.هل حقا" ان الائتلاف العراقي ائتلاف طائفي حيث لا زال سامي العسكري وكمال الساعدي نوابا" عنه في المجلس العتيد حتى هذه الساعة ؟.كيف تحول هذا الكيان الانتخابي الى ائتلاف طائفي بين ليلة وضحاها وقبل تشكيل الائتلاف الحالي كان السيد نوري المالكي شخصيا" يحضر اجتماعاته وينوب عنه في الكثير من الاحيان حسن السنيد الذي لم يوفر بشاعرية النائب المتخم مفردة او جملة سياسية نابية لم يرددها او ترد على لسانه وهو يتشدق بالائتلاف الوطني الذي سيشكله رئيس الوزراء ردا" على الائتلاف الطائفي الذي تشكل قبل اربع سنوات؟. هل هنالك عاقل يصدق ان حسن السنيد الذي كان له دور في ارباك عمل حزب الدعوة في ايران بشهادة عضو مكتب سياسي في الحزب محافظ لمدينة جنوبية عريقة حاليا" هو الذي يتحدث عن الوطنية والحزب الوطني و الائتلاف الحالي طائفي وقد حانت اللحظة التي يحدد فيها العراقيون موقفهم التاريخي منه عبر تاييد ائتلاف المالكي ؟.ان من لعب دورا" في ارباك مسيرة حزبه وحاول تمزيق خلاياه ووجوده الحركي في فترة العمل السري ليس جديرا" بالحديث عن الائتلافات الوطنية ولن يكون في الموقع المسؤول من حركة تقرير مصير امة وشعب عانى كثيرا" من التصريحات النارية المتشنجة التي ما قتلت ذبابة !.اعود الى السؤال مرة اخرى واقول ان الحديث المتشنج عن الائتلاف العراقي السابق ارتكاب سياسي وقانوني واضح اذ كيف يدين نواب محسوبون على كتلة سياسية ما اطارهم السياسي الذي جمعهم قبل اربع سنوات .. هل يمكن اقامة دعوى ضد هؤلاء النواب او اقرار امر تنظيمي من داخل الائتلاف العراقي يتم فيه اخراج عدد من النواب الذين ( اسائو الادب) مع حاضنتهم وهنا نمر على قائمة مهمة من الاسماء التي اسائت الادب مع اطارها السياسي تبدأ بسامي العسكري وكمال الساعدي ولا تنتهي بعلـي الاديب وعباس الــبياتي؟ !.ليتذكر النواب الذين يتحدثون بتشنج واضح ان الائتلاف العراقي الموحد صيغة سياسية جمعتها صيغة مرجعية وقرار فتوى الامام الاعظم لشيعة العراق اية الله العظمى السيد علي السيستاني .. هل السيستاني مرجع طائفي ؟.لماذا تتحدثون عن طائفية الائتلاف ولا تقتربون بسهام النقد من(طائـــفية) الامام ؟!.انتم بهذا السلوك لا تقدمون الخير لامتكم وشعبكم ونوعكم البشري الذي يشكل حاضنتكم الاجتماعية والسياسية الاولى .. استعير هنا نصا" للكاتب حسن العلوي الذي لا اؤيد الكثير من طروحاته ولي ملاحظات على تشنجه الفكري وتوتره السياسي يقول فيه بـ (ان الصوت الانتخابي القادم تحدده الحواضن الاجتماعية في الامة، فالكيان الشيعي ستصوت له الاصوات الشيعية والاطارات السياسية السنية لا يصوت لها في الانتخابات القادمة الا الصوت السني) فلماذا هذا اللف والدوران والضحك على الذقون واتهام اخوانكم من ابناء الحركة الاسلامية الاخرين اولياء الدم ومسيرة الشهداء وعمائم الكفاح الوطني الطويل وقوافل البررة من المجاهدين بانهم طائفيون ؟.ان الائتلاف العراقي السابق هو الائتلاف الوطني الحقيقي اما الذين يهاجمون اخوانهم ويتهمونهم بما ليس فيهم ويتصرفون بكبرياء زائف عن الحزب القائد والنخبة المثقفة وغيرهم اوباش واحزاب سائبة فهم طائفيون يخدمون احزابهم ومصالحهم الشخصية وصفقاتهم التجارية التي تمر بلا رقيب وتوقع بلا حسيب واملك انا شخصيا" ارقاما" مكتوبة عن الاموال المنهوبة التي سيقت كالأسارى الى جيوب بعض الدعاة الميامين!.كنت اتصور ان الاسلاميين العراقيين سيخوضون انتخاباتهم البرلمانية وانتخابات مجالس المحافظات بروح التيار الاسلامي الاول وقلب محمد باقر الصدر وكبرياء عبد الصاحب دخيل وسماحة عز الدين سليم وعبقرية التاسيس الاول وان يبتعدوا كثيرا" على التنابز بالالقاب والتشهير والقذف بالطائفية والكلام النابي الذي لا يغني ولا يسمن من جوع وادركت بعد ان تحول الحزب الى دولة ان الكرسي اكبر من الحزب وان الحزب مطية ـ رغم جلالة العنوان ومهابته ـ لتنفيذ اغراض سياسية سلطوية وليذهب كل التاريخ والشهداء الى الجحيم !.على كل الذين يتقولون ويغمزون ويلمزون ويتحدثون عن الائتلافات الطائفية القادمة ان يحترموا انفسهم ولا يتحدثوا بسوء عن الذين علموا الدنيا كيف يكون شكل الكفاح ولا زالت بقايا جسد احد زعمائهم معلقة على ضريح امام النجف ولم تهبط الى قاع التنازع على السلطة مهما (تقول) العسكري اوتشدق السنيد او تمنطق الساعدي او تموطن البياتي .اخيرا" اقول ان اهمية الائتلاف العراقي السابق المتهم الاول بالطائفية تكمن في ظرفه السياسي والاجتماعي ومجمل الالتباسات التي تركت اثرا" موضوعيا" في تحديد اتجاهات الرأي العراقي حيث كان (قدر) قادة الائتلاف وفوقه امام الطائفة والامة ان يدعو الى اطار يكتب الدستور ويدافع عن الحقوق المدنية والسياسية ويصون الحريات ويحمي الشيعة بعد قرون من الاقصاء والتجاوز والحرب المستمرة والاجتثاث البشري دون ان يهمل امام النجف وزعيم الامة وقادة الائتلاف ثوابت التشكل وقاعدة التاسيس المبنية على اساس قيام النظام الوطني العادل والدولة المجاهدة والتجربة الديمقراطية والدعوة الى السيادة والاستقلال .

اذا كان هذا الائتلاف طائفيا" فلماذا لم ترد كلمة اتهام واحدة عن الدستور الذي كتبته يد الاكثرية العددية والسياسية ولماذا لا تضع علامة حمراء على رئيس الوزراء الطائفي حيث اتت به الكتلة البرلمانية الغالبة وهي الائتلاف العراقي الموحد .. لماذا تترك كل هذه الفضاءات الطائفية ويتم التشبث بالعنوان حيث لا هم سوى( تكسير) الائتلاف ولي عنقه وتدميره سياسيا" بمجموعة اجراءات امنية تعدونها مكاسب وطنية وانتم تدركون جيدا" انها من بطولات قائد القوات الامريكية السابق باتيريوس الذي جفف منابع الجماعات المسلحة وها هو ائتلاف دولة القانون يتعرض لاعنف اختراق في حياته السياسية واختبار هائل لجديته في الصمود امام التحديات الداخلية بالتفجيرات التي حدثت في الاربعاء الاسود؟ .

لا تفرحوا كثيرا" بانجازات حققها الجانب الامريكي ولم يصمد عنوان سيبقى شقيق الاربعاء الاسود والتفجيرات التي اودت بحياة المئات من ابناء الشعب العراقي في بغداد والحلة والمسيب وانبار احمد ابو ريشة الذي سيضع من الان وصاعدا"على طاولة الحوارشروط الشريك لا شروط الملحق كما عودتم حلفائكم المحليين! .ان الائتلاف الحالي هو ذاته الائتلاف السابق وشرعيا" هو مستوف لكل شروط النزاهة والاصالة والتمثيل دون الدخول بهمروجة التنازع الاعلامي على من يسبق الاخر للتبرك بتأييد امام الائتلاف الاول! .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صادق الموسوي
2009-08-27
احسنت على هذا الايضاح ابو حيدر التميمي
ابو حيدر التميمي
2009-08-26
ان نتائج انتخابات مجالس المحافظات والتي تقدم بها حزب الدعوة وبمساعدات خارجية واموال محلية ادت الى فقدان توازن قياداته. والتصريحات والتجريح والتعالي سوف يدفع ثمنه قريبا انشاء الله لان وصول المالكي الى سدة الحكم لم يكن لولا وقوف التيار الصدري معه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك