المقالات

مابعد الاربعاء ..المزيد من الحواجز ..


محمود خطار

افرزت تفجيرات الاربعاء نتائج عدة على مستويات مختلفة وعلى اكثر من صعيد وقادت الى الكثير من الارباك في الخطط الامنية وصولا الى الواقع السياسي وعلاقة العراق بجيرانه التي لم تكن يوما حميمة ..فعلى الصعيد الامني اعلن تحسين الشيخلي المتحدث المدني لخطة امن بغداد ان خطة ازالة جميع الجدران الخرسانية في بغداد قد توقف العمل بها وسف لن نتخلص من تلك الكتل الكونكريتية بنهاية العام الحالي مثلما كان مقررا ..قبل تلك التفجيرات كان من المقرر والمخطط له ان يتم رفع كافة الكتل الكونكريتية خلال اربعين يوما فقط ناهيك عن قرارات اخرى بفتح جميع الشوارع المغلقة وازالة الحواجز بين المناطق السكنية ..تلك الخطط التي رسمت توقيتاتها بدقة ليكون التنفيذ سابقا للانتخابات النيابية المقبلة كانت جزءا من مسعى حكومي لتحقيق انتصارات سريعة تعلق في اذهان الجماهير المتوجهة الى صناديق الاقتراع دون ان تكون هناك دراسات انمية دقيقة للواقع الامنية ومدى تحسنه فعلا على الارض وعدد الخلايا النائمة التي تتهيا للانقضاض على الابرياء في اي فرصة سانحة ..صحيح ان رفع الحواجز حاجة ملحة للناس وليس للحكومة فقط لان الزحام في تزايد بل ويتضاعف بصورة شبه يومية ..ولكن خطط الاجهزة الحكومية والتنفيذية في توسيع او ايجاد طرق ومجسرات وانفاق شبه معدومة وتحتاج الى اموال طائلة في ظل كثرة السماسرة وتعدد المنفذين واستشراء الفساد الاداري والمالي .ولهذا السبب يكون رفع تلك الحواجز هو الحل الوحيد للتخلص من ضغط الشارع وتقليل الزحام والحصول على مكاسب انتخابية خاصة ان عمر بعض تلك الحواجز قد يصل الى ست سنوات ..وياتي القرار بايقاف رفع الحواجز متناسبا مع تصريحات وزير الخارجية الكردي هوشيار زيباري الذي قال بان الاحساس الزائف بالتحسن الامني نسبيا هو الذي قاد الى رفع تلك الحواجز ما اوقع اعدادا مضاعفة من الشهداء والجرحى ..لقد قادت تلك التفجيرات الى هزة كبيرة في الثقة المتبادلة بين المواطن وحكومته وخاصة من الناحية الامنية بعد ان اعتقد الشارع ان فترة سنوات الدم والعنف قد ولت بدون رجعة ..التفجيرات الاخيرة وجهت ضربة قاصمة لرئيس الوزراء نوري المالكي الذي يسعي لتصوير نفسه على انه مسؤول عن تحسين الامن قبل الانتخابات العامة التي ننتظرها في الفترة المقبلة ..وبعيدا عن الحواجز والامن في البلاد فقد اتت تلك التفجيرات على العلاقة بين العراق وسوريا والتي سعى المالكي الى تعزيزها من خلال زيارته الاخيرة الى سوريا والتي يبدو انه لم يحسب حسابها بطريقة صحيحة مثلما اخطا في حساب التحسن الامني فامر برفع الحواجز ..يبدو اننا بحاجة الى المزيد من الحواجز في الداخل وعلى الحدود في الفترة المقبلة ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك