المقالات

عودة الرفاق إلى كلية الإعلام


فراس الغضبان الحمداني

بالرغم من ان غالبية العراقيين رفضوا رفضا قاطعا من التعامل مع البعثيين ولكنهم ولطيبتهم تساهلوا مع عودة الذين لم تلطخ ايديهم بدماء العراقيين الى وظائفهم وطلبوا منهم إن يعتذروا للشعب عن ما اقترفه حزبهم وصدامهم بحق العراق ، ولعل عودتهم بدون هذا الاعتذار الصريح يعد خرقا امنيا وعودة إلى سياسة البعثيين في خلط الأوراق واستعباد العباد وعودة الدكتاتورية إلى البلاد .

نقول ذلك بعد ست سنوات من سقوط النظام في عام 2003 واختفاء رموز البعث من الجامعات العراقية خاصة الذين حصلوا على شهادات عليا بدون استحقاق بل على أساس الدرجات الحزبية والتملقات الرفاقية والتنسيقات الأمنية .

ولكن هؤلاء عادوا الآن وبفضل العجيلي وأمثاله إلى الجامعات والكليات بقوة وأصبحوا يمارسون أساليب الفساد بكل إشكاله خاصة الكليات التي كانت أوكارا مقفلة لعصاباتهم وفي مقدمتها كلية الإعلام ، حيث تمكن الرفاق من السيطرة عليها مجددا ومطبقين سياساتهم المعروفة بتحويل الوظيفة إلى مركز للتجارة واستغلال الموقع للمنافع الشخصية مقابل منح امتيازات بل أكثر دقة شهادات لعناصر مشكوك بقدراتها العلمية والأخلاقية لسبب بسيط هو أنهم يماثلونهم في الأخلاق والانتماء للحزب العفلقي وقادرين على الدفع بالدولار والدينار .

وآخر منجزات هذه الكلية الذي كنا نأمل إن تكون عريقة سعي المتنفذين فيها لجني مكاسب من كل الجهات وفي مقدمتها الجهات الأجنبية حيث ذهبوا إلى السفير الأمريكي في بغداد يتوسلوه لغرض الحصول على سفرة إلى أمريكا وتم ذلك أيضا مع الملحق الثقافي الأمريكي وبدون علم من رئيس الجامعة أو الوزير المبجل والدليل إنكم ستسمعون إخبار هذه الرحلة السعيدة قريبا ناهيك عن عديد من الصفقات مع السفارات والأحزاب والكتل ، ويتم كل ذلك باسم الكلية ودورها العلمي ، وان هذه الزمرة تمارس هذه الأفعال الفاسدة بصور غير رسمية وبطرق خفية لايعلمها عشرات المدرسين والمغفلين والحمقى ..! .

لقد وصل الفساد في كلية الإعلام الى كل مرافقها العلمية والإدارية والحسابية إلى درجة الكارثة ويمكن التأكد من هذه الحقائق بالنظر في سيفيات البعض من الذين حصلوا على دكتوراه في الإعلام وهم .. الأول منهم يتقاضى الرشوة علنا والآخر يراود البنات بدون حياء أو خجل والثالث متورط بالتزوير وإبرام الصفقات السرية لجني المكاسب الشخصية .

إن كل الأدوار موزعة بدقة متناهية بين الرفاق البعثية وهم أيضا مازالوا أوفياء لأبناء الرفاق الذين حصلوا على الشهادات العليا في ظل الدرجات الحزبية العالية لآبائهم الذين هربوا خارج العراق وتركوا أولادهم أمانة في عنق الرفاق في كلية الإعلام .

الغريب إن هؤلاء الرفاق قد نجحوا في اختراق الكتل والأحزاب الحالية بأساليبهم البعثية الشيطانية وتمكنوا من استغلالهم والحصول على فرص التعيينات والترشيحات في المفاصل الإعلامية والسياسية وربما سيعود الرفاق إلى قبة البرلمان والوزارات وبشكل رسمي وليس هذا بغريب على المنافقين البعثيين .

ولعل من الدلائل والحقائق الدامغة التي تؤكد عودة البعثيين في كلية الإعلام بل الأكثر دقة إلى وسائل الإعلام والمواقع المهنية المهمة ما يجري الآن وبإمكان من يشكك في هذا المقال إن يسال أصحاب الشأن في هذا المجال ، فقد تمكن اللوبي البعثي من إجراء اتصالات مع الجامعة العربية واستثمروا الحقد الطائفي لشخصيات نافذة في مقر الجامعة في القاهرة وعرضوا عليهم مظلومية الأساتذة الإعلاميين من البعثيين وحصريا من السنة والمرتبطين والمرتبطات برموز إعلام صدام ونجحوا في الحصول على قرار بإعادة فرع معهد البحوث والدراسات العربية إلى بغداد بدعم عربي ومقر ثاني الآن في بارك السعدون .

واقتضت الخطة الخبيثة استدعاء مجرد حملة شهادات عليا بدون كفاءة والشرط الوحيد انه من السنة والبعثيين أزلام النظام السابق بدعوة أنهم محتلين ومظلومين والحقيقة أنهم فاعلين في الحكومة الحالية ويقبضون من عدة جهات ولنؤكد صحة هذا الكلام ندعوهم لنشر أسماء الهيئة التدريسية لوسائل الإعلام لتبين مصداقيتها أو كذب ادعائها عن اجتثاث البعثيين والصحيح هو اجتثاث الإعلاميين الشرفاء الذين حاربوا صدام واحتجوا على دكتاتورية هذه الأيام .

ستجدون ممثل جهاز المخابرات الصدامي السابق يتقدم الصفوف ومعه ثلة من الرفاق المعروفين والذين يعملون في كلية الاعلام والذين اجتمعوا على اساس اسباب سياسية وطائفية بعد خداع جامعة الدول العربية وكانت عرابتهم التي زارت القاهرة مؤخرا المعروفة في ولاءاتها وتنسيقاتها عموديا وأفقيا .

ودلائل العودة البعثية أيضا موجودة الآن في الجامعات الخليجية وليبيا وسوريا حيث منحت كلية الإعلام وبالضبط من خلال الزمرة البعثية المتنفذة فيها كتب تأييد لأشخاص لا يحملون حتى الشهادة الابتدائية أمثال المصور الخاص لعدي صدام حسين ومعه كبار ضباط الأمن والمخابرات وأبناء المسؤولين السابقين مؤكدين لتلك الكليات على أنهم يحملون درجة الدكتوراه ولقب الأستاذية وهذه الفضيحة يعلم بها الجميع ويعمل بها هؤلاء في تلك الجامعات ويحصلوا على امتيازات لم يحصلوا على ربعها حتى في زمن صدام .

 كلنا يعلم خاصة الذين عملوا في الإعلام من هو المستعرب وهو غير معروف قوميا أو طائفيا لأنه يقف في الوسط ما بين القومية العربية والكردية وهو لا يجيد اللغتين لكنه بقدرة قادر ولقرابته من مزبان خضر هادي أصبح عضو قيادة فرع حزب البعث المقبور وأستاذا في كلية الإعلام واذكر حين التقيته وكنت حينها مراسلا لإحدى المجلات العراقية لعنت الساعة التي قابلته فيها حيث وجدته لا يصلح إن يكون شيئا يذكر ، وحين سقط النظام كان أول الهاربين إلى اليمن ليساهم في زيادة تخلف جامعاتها ، ولكن وفاء كلية الإعلام للرفاق جعلتهم يقدمون الرعاية لولديه وهما من الأميين الذين لم يعرف أحدا عن قدراتهم من خلال كتابة خبر صحفي أو تحقيق و مقال أو عملهم في أدنى مؤسسة للثقافة والإعلام ولكنهم في حكم التحالفات الرفاقية وحثالات البعثية في كلية الإعلام حصلا على شهادة الدكتوراه بعد إن عبر الماجستير والبكالوريوس بفضل الدرجة الحزبية للوالد الهمام، وهنالك عوائل أخرى لرفاق آخرين وفرت لهم هذه الكلية الشهادات العليا والامتيازات الخرافية .. فهل هذه بربكم كلية للإعلام أم كلية لتأهيل عودة الغربان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علي الربيعي
2009-08-26
الغريب ان كلية الاعلام بدلا ان تعلم الطلبة الاعلام الحقيقي والمحترف راحت هذه الكلية تنحدر شيأ فشيأ نحو الحضيض خصوصا بعد تعين العميد الجديد عبد السلام السامر المعروف ببعثيته العقائدية ومعاونه عضو الفرقة السابق والضابط الناشط في اذى الاخرين عبد الامير الفيصل الذي غير جلده سريعا بعد عام 2003 وبدء العمل مع الاميركان واسس لهم صحيفة صدر الرشيد التي كانت توزع مجانا وكان يستلم من الاميركان مائة الف دولار شهريا ليعود ويشتري ثلاثة منازل في شارع فلسطين والكرادة بعد ان قام بايجار بيته في الدورة حرامات
د.سلام عبد الزهرة الفتلاوي
2009-08-26
بسمه تعالى عيني هو العجيلي رجع البعثية سواء كانوا من السنة ام الشيعة وتعالوا وشوفوا جامعة الكوفه و بابل والنهرين ومركز الوزارة اما ابناء الشهداء فلا تعيين لهم لان الوزارة ليست بحاجة الى اختصاصاتهم واقصد بذلك هو عذر وزارة التعليم البعثي لجعلهم ينصرفون عن التعيين و غفر الله للسيد الجعفري الذي اصر على اخذ حقيبة التربية وترك وزارة التعليم العالي للبعثية ربع المطلك
احمد الربيعي
2009-08-25
هذا كله بسبب تهاون السيد المالكي/والله قسم كبير من وزراء المالكي مفضوحين بطائفيتهم لكنه يجاملهم على حساب دمائنا وحقوقنا وهنا اذكر حادثه حيث ذهب مجموعه من اصدقائنا للحصول على الماجستير والدكتوراه في ماليزيا والهند وعلى حسابهم الخاص وجدوا ان 90% من المبعوثين على حساب الدوله وبجهود الوزير العجيلي هم من ابناء الطائفه السنيه وفي كل الاختصاصات وللعراقي اللبيب ان يفهم المغزى المستقبلي من هكذا توجه للعجيلي والسيد المالكي نائم او يعمل نفسه نائم حتى لايزعل الجماعه/اهذه عدالتكم ياوزير ويارئيس الوزراء
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك