المقالات

خير امة اخرجت للناس تقدس المجرمين وتبارك الارهاب...


هلال آل فخرالدين

مما تعارفت عليه الامم الماضية والحضارات البائدة انها تكرم القادة والمغاوير والمجاهدين والمشرعين والفلاسفة والشعراء والفنانين وتجعل منهم قدوة ومثلا يحتذى به وتقام لهم النصب والتماثيل كي يحافظواعلى خزين مآثر وتراث قيم يرفعوا به معنويات الامة ويربطوها بزعمائها وافذاذها ووقائعها وماضيها اهراماتها وجنائنها وحضارتها العتيده فكانت ملحمة الالياذة والشاهنامة وكثيرا من الاساطير وهذه سنة جارية اخذت بها الانسانية في رقيها ومدنيتها بمنح الاوسمة والاوشاح والرتب للابطال والمفكرين والمخترعين والمبدعين والساسة المناضلين بتخليد ذكراهم وجعلهم نجوما وضاءة تعشوا لها الابصار وتهفوا لهم القلوب..

لكن اطلالة قصيرة على تاريخنا وسلفنا وواقعنا الحالي المعاصر فيها عجب العجاب بل يشيب لها ليس فقط الصغير وحتى السفيه انها امة اقرأ خير امة اخرجت للناس انها ليست فقط تزيف تاريخ الطغاة والسفاكين بل تمنحهم اعلى الاوسمه واشرف الالقاب لما ارتكبوه من مجازر ابادة وشن موجات الرعب والارهاب ما يندى لها جبين الانسانية لكنها تدوس على كل المعايير وتسحق كل القيم من اجل ان تجعل الجبابرة والجهلة والفساق أئمة وحتى ارباب يعبدون من دون الله واصناما مقدسة يجب الاخذ بمنهجهم والسير على طريقهم حتى اضحت خيرامة تباركهم وتبارك كل سفاح وجاهل وشقي وتبذل في سبيل رفعة مكانه واطراء ذكره والاشادة بمجازره كل غالي ونفيس وتجعل منه اسطورة خالدة وملحمة سيمفونية رائعة يتغنى به الشعراء ويمدحها الكتاب وتصفق لها وسائل الاعلام خليفة الله خليفةرسول الله امام الامة حامي الاسلام ومبلغ الشريعة ومقيم الاحكام...الى ماهنالك من كلمات المديح واوصاف التمجيد والثناء في قاموس مدرسة خلافة السقيفة والانظمة العربية الرسمية الساقطة لقمم الشروالافساد

فعندما تمجد امة امثال الحجاج وزياد ومعاوية ويزيد والسفاح والمتوكل.. وكافة سلسلة الاسرالمتسلطة بحد الحسام التي ابتليت بهم الامم وساموا العباد الذل والهوان واستباحوا الدماء والاعراض ونهبوا ترليونات الذهب والفضة وبذروها باسراف على الاماء والخلعاء انهم قادة امة اقرأ خلفاء وسلاطين مدرسة السقيفة لاتنتهي ولو جائت كل امة في الدنيا كافة باوغادها وعتاتها وجئنا بفراعنتا وطغاتنا لفقناهم واخذنا الريكورد العالمي عليهم فى موسوعة جيتس...وعلى اثر السلف الطالح لازال التفوق في انجاب القتلة والمجرمين من نصيب امتنا ففي عصرالعولمة والانفتاح والحريات وحقوق الانسان والمؤسسات المدنية تتفاخر خيرامة اخرجت للناس بامثال صدام العار وعبدالله الطالح وابن لادن والضاري ومنظمات الارهاب (طالبان)(القاعدة) (هئية علماء المسلمين) وقادة التكفير والضلال امثال(ابن عثيمين)واضراب هذه القاذورات والفايروسات الفتاكة ..

ولا اقرب للذاكرة من تفجيرات الاربعاء الدامي التي شهدتها بغداد وان كانت في كل يوم تشهد برك من الدماء تطال الجياع ..حيث كل المسؤولين متهم وبالخصوص الاجهزة الامنية الكثيرة الفاشلة الكثيرة الفاسدة الكثيرة الساقطة ..لكن المستغرب انه ولا شرطي واحد على الاقل اقيل او حوسب...في حين عند ارتكاب اي خطأ اوقصورفي دول القانون ليس فقط يستقيل المذنب او المقصر ويحاسب بل والحكومة باسرها تستقيل ويحاسب اركانها برلمانيا وقضائيا طبعا في عرف الشرفاء ومن يحترم الانسان ويلتزم القانون الا في بلادنا فكل ما كان المسؤول اخرقا جاهلا مجرما يرقى ويثبت في دائرته ويعتز به وتعطى له صلاحيات اضافية تشجيعا على خيانته واسرافه وفساده وجعله بطل قومي ...

والظاهرة الشاخصة الاخرى التي تعيشها خير امة اخرجت للناس هو الوساطات العربية وبذل الاموال واستقبال بطل الارهاب(المقرحي) الذي فجر طائرة تقل الابرياء فوق (لوكربي) الاسكتلندية ودفعت بلاده من اموال الجياع اكثر من عشرة مليارات دولاركتعويضات لاسرالضحايا دع عنك تطبيل الغرب لها والصاق العنف بالاسلام ما قاساه الشعب الليبي من سنين الحصار ومادفعته من رشاوى كبيرة وتنازلات ضخمة وصفقات مليارية لدولة المؤسسات القانونية والدستورية التي اصبحت بذلك تشجع الابادة والارهاب...وفي اطلاق مجرم متهم بالارهاب والقتل والتفجيرالى بلاده بالتحايل على القانون وامتهان مشاعر الانسانية..ان امة تستبيح الرعب وتبارك الذبح وتتغنى بالتفجير وتكافيئ عليه انها طامة كبرى ويصبح يوم استقبال شقي ليس فقط غمست يديه بالدماء بل ارتكس ونظامه فيها عيدا وطنيا وتعطل دوائر الدولة والجامعات والمدارس وتحشد لاستقباله الالوف وتنثر عليه كلل الغار وتبح الحناجر في الهتاف له وتصفر في الجو زغاريد ربات الحجال قدوما بالفاتح العظيم والمحرر فارس الميدان ومجندل الفرسان ومبير الانسان..فالامم اضحت تتمايز بالمبتكرات وتتفاخر بالانجازات وتسودبغزوالفضاء والامر الاخر ان العالم العلماني اخذ يتبرأ من قادته السفاحين وزعمائه العدوانيين ..

فلماذا امة الاسلام تزداد تقهقرا وتخلفا على الرغم مما حباها الله بكل الخيرات والموارد..؟ من جراء ممارسات امرائها وزعمائها..(ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) ولكن خير امة اخرجت للناس وفي شهر الخير والرحمة ونزول القران بدل ان تقدس نهج الحق وتبارك السلام وتلعن الظالمين نلاحظها وبامتياز تغوروتقدس المجرمين وتبارك الارهابيين ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
army
2009-08-25
الف الف رحمة على والديك او والد والديك. هؤلاء بلا حياء ومن لاحياء له .....
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك