المقالات

مؤتمر القادة الامنيين ..انشاء وغموض ...


سلوى الكناني

بعد الخرق الامني الكبير والواضح وثبات التقصير الجسيم للاجهزة الامنية وعجزها عن تثبيت حالة من الاستقرار الامني فقد عقد القادة الامنيون اليوم مؤتمرا صحفيا يقودهم السيد وزير الداخلية البولاني لاطلاع الشعب المسكين على تفاصيل المذبحة التي حلت به واسبابها ... في الحقيقة لم يقدم الاخوة المسؤولون الامنيون اي اجابات محددة او شافية وتهربوا من سؤال اعيد اكثر من مرة عن سر عدم حضور اي نم القادة للاجهزة الاستخبارية او اي سؤال يتعلق بالجهد الاستخباري اللهم الا ما اعتبره الاخ عبود قنبر قائد عمليات بغداد عن القاء القبض على ما يسمى بالمكتب الاعلامي للدولة الاسلامية وعن طريق الصدفة حسب ما ذكر ..حيث قال بالحرف الواحد ان دورة عسكرية مرت بالقرب من سيارة متوقفة فسالتهم عن سبب وقوفهم ثم فتشت السيارة لتعثر على عبوات ناسفة وتلقي القبض عليهم ثم لاحقا وبعد انتزاع اعترافات منهم تبين وجود دار تحوي اقراصا مدمجة ووثائق وغيرها ..وان القوات الانمية ستواصل تحقيقاتها وفحص الاقراص لمعرفة المزيد من النتائج واستخلاص المزيد من المعلومات التي وقعت بايدي تلك القوات عن طريق الصدفة المحضة.

واذا كان الاخ قنبر يعتبر ان هذا منجز كبير فهو قد فضح جهدة الامني والاستخباري من حيث يدري او لا يدري لان طريقة القاء القبض تمت بمحض الصدفة وليست وليدة لاي معلومات استخبارية او جهد معين للحقائق او تحقيقات وغيرها ... وعلى هذه الشاكلة طبعا تتم جميع التحركات الامنية ..أنتظار مجرم ثمل او معتوه او ربما اغشى بصيرته الله سبحانه فسقط في ايدي السلطة ...بلا اي جهود تذكر ...بل وبمصادرة لجهود الجنود البسطاء الذين يقفون في الميدان من دون تغطية استخبارية او معلومات دقيقة ليصبحوا صيدا سهلا للمفخخات والانتحاريين ...ثم ليطلع علينا قاسم عطا مدعيا ان فطاحل الداخلية قد توصلوا الى هذه المعلومة او تلك في حين انها معلومات يدلي بها مواطنون من موقع الحدث وما اكثرها .. وفي الحقيقة فان الغالبية العظمى من المعلومات تتوافر عن هذه الطرق ...والا فان من النادر جدا ان تعلن الداخلية و الاجهزة الاستخبارية انها استبقت الارهابيين واكتشفت مخططا او القت القبض على خلية تقوم بالتحضير لعمل ارهابي معين او تخطط للقيام بجريمة من الجرائم ..

وعلى هذه الشاكلة فان مؤتمر القادة الامنيين بدا في الواقع مجرد ترديد لكلام انشائي سمعناه مرارا حتى ليبدو ان لاحل يلوح في الافق يكفل الخلاص من جيوش المجرمين الذين يلقى القبض عليهم ثم يعودون الى الشارع من جديد في لعبة هزيلة يشترك فيها القضاء والقوى الامنية وتخاذل قياداتها .. مالجديد في ذلك ومالذي يقدمه اولئك القادة للشهداء الذين تقطعت اجسادهم في الصالحية او اولئك المواطنين الذين ينتظرون دورهم في الانفجارات اللاحقة .. وهل ثمة جديد بعد كل ماحدث ؟ام ان خطط التطوير لن تتعدى تغييرات طفيفة في الاسماء والعناوين يتبعها حالة من التراخي المميت والملل والركود الذي نظن معه ان الارهاب فعلا قد سحق وانسحب فارا بجلده من ضربات قواتنا الامنية كما يحلو لقادتنا ان يدعون ذلك في كل مقام ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سعيد البدري
2009-08-23
بعيدا عن المجاملات اعتقد ان علينا جميعا المطالبة بوضع حد لكل المسرحيات واسلوب تخدير الشارع من قبل مسوؤلي الاجهزة الامنية المتبعه بعد كل حدث او اختراق امني يهز الشارع العراقي ...الى متى نبقى في هذا الجدل الذي لا طائل منه دون ان تكون هناك معالجات حقيقية مع اعتزازي بكل الاقلام الشريفة سلمت يداك اخت سلوى
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك