المقالات

سياسة المحاور والتدخل الاقليمي


زهراء الحسيني

من ثنائيات العراق الجديد ومن مفارقاته انه كان في العهد السابق يشكل تهديداً وخطراً على جميع دول العالم وتحولت سفاراته في الخارج الى غرفة عمليات لجهاز المخابرات لاغتيال المعارضين العراقيين واعتقالهم احياناً وتهديد أي دولة غير متعاونة مع نظام صدام المقبور بينما اليوم وبعد رحيل هذا النظام تحول العراق الى محطة لتسويق التهديدات الاقليمية والدولية وضحية كل التدخلات الاقليمية التي ترفد وباستمرار بالانتحاريين والفتاوى المفخخة والاحزمة الناسفة.مشكلة العراق الكبرى ان استقراره بات يهدد امن واستقرار الاخرين بحسب اوهامهم وان نجاح تجربته الديمقراطية الرائدة يعني تحفيز الشعوب على استعارة النموذج العراق وتطبيقه والخلاص من الحاكم الابدي الذي لا يغادر السلطة الا بموت فجائي او بانقلاب عسكري.هناك دول شقيقة مجاورة تحسست كثيراً من التغيير في العراق رغم انها كانت ضحية حماقات (المهيب) المقبور وشعرت ان هذا التغيير يمس استقرارها بينما هو التي وقفت مع نظام صدام في حروبه الظالمة ضد الجمهورية الاسلامية وعوضت كل قتيل عراقي بعشرين الف دولار يأخذ النظام نصف هذا المبلغ للمجهود الحربي والقسم الاخر يمنحه لذوي القتيل العراقي.كان الموقف العراقي الجديد يتسم بالحكمة والمنطقية والعقلانية لكي لا يثير حساسية الاشقاء ويحاول عدم اثارة هذه الدول رغم امتلاكنا عشرات الوثائق والاعترافات التي تدين ضلوع هذه الدولة الشقيقية في الجرائم والتفخيخات والاحزمة الناسفة والدعم المباشر منها وحرص العراق على اتباع الوسائل السلمية والدبلوماسية والاخوية لكي يرعوي هؤلاء من دعم الارهاب والانتحاريين.

ويبدو ان هذه الدولة تمادت في غيها ودعمها واعتبرت منطق الاخوة والمحبة والسلام العراقي ضرباً من الضعف والهزيمة والجبن وواصلت دعمها بقوة لكل القوى الظلامية ولم تتردد لحظة في الحاق الاذى بشعبنا بل تعتقد ان هذا المنهج الاجرامي والانتقامي هو جزء من سياساتها الثابتة في العراق.ولابد ان يغير العراق سياساته الاستيعابية والتسامحية مع دول مصرة على دعم الارهاب وافشال التجربة العراقية بكل ما تمتلكه من اموال البترول واموال الحج السنوي الهائل.

وليكون التعامل بالمثل ونقصد بالمثل ليس بالتفخيخ والاجرام وانما بالوسائل الاعلامية والضغط السياسي وكشف تدخلات هذه الدولة في شؤوننا وفضحها امام العالم ومازلنا نمتلك المزيد من الوثائق الداغمة كما لدينا اوراق ضغط اخرى يمكن استخدامها ضد هذه الدول الطائفية وهي دول بيتها من زجاج ولديها اكثر من نقطة ضعف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حيدر الحسيني
2009-08-19
السلام عليكم...أن الموضوع جيد ويحتاج الى وقفة اطول واوسع,وبعيدآ عن المجاملات السياسية وان ماذهبت اليه هو قلب الحقيقة والتي تحتاج الى موقف حكومي واضح وصريح.وشكرآ..ارجو ان تلرسلي كل ماهو جديد من كتاباتك على اميليphhayder@yahoo.comواكون شاكر جدآ في ان اتبادل الرأي مع جنابكم المحترم....حيدر الحسيني
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك