المقالات

يا تركمان العراق، جاءتكم الانتخابات، لكم المولى فقط


مصطفى كامل الكاظمي

منذ سقوط نظام صدام عام 2003 ودرجة حرارة جسم التركماني في تصاعد مستمر. في تشرين سيرتفع ضغط دمه الى درجة الخطورة. الانتخابات التشريعية العراقية على الابواب. من سيطرق ابواب التركمان؟ التركمان طيف له ظل في العراق. يتوزعون بنسب متفاوتة في شرق وشمال العراق. وهم يملأون كركوك المحافظة النفطية الكبيرة ونواحيها في طوزخورماتو وسليمان بك وقادركرم ونوجول، مرورا بألطون كوبري بقصباتها الثلاثة الكوردية والتركمانية والعربية. ويتواجدون صعودا الى مدينة أربيل وقلعتها الشهيرة. ويتزاحمزن في تل عفر في الموصل. اما مدينة جلولاء وشرقا الى خانقين وما يتحلق بها من قرى مسحها إحصاء 1979 انها مناطق يتكاثف بها التركمان. ولذلك عمد النظام انذاك على تعريبها وتغيير ديموغرافيتها.

لكم المولى ايها التركمان- أي لكم الله- وليس الشيخ محمد تقي المولى. لكم الله في المعادلة السياسية والمحاصصة التي ابتلعتكم وازدردت رأيكم من قبلُ، ومن بعد سقوط نظام صدام. ونسأل (المولى) لكم العافية مستقبلا.

لكم المولى، ايها المنسيون، أي لكم الله مولانا جميعا وليس الشيخ ابو علي المولى لان الشيخ ومجموعة النقارين ما عادت تهمهم القضية بعد ان انبطحوا في مؤتمر الفضيحة (التركماني) المنعقد ببغداد/ تموز الماضي على عتبة انتخابات الاخوة الكورد. الوثائق اثبتت ان نظام صدام انتهج تعريب كركوك التركمانية على غرار تهويد القدس الاسلامية. ولا يمكن انكار ان الاشقاء الكورد عمدوا الى تكريد كركوك بعد اندثار حكم صدام بن احصين. فتسارعت خطى قضم كركوك من قبل السادة الكورد لابتلاع اراضي التركمان بشيكات مالية بخيسة وعبر مزاودات بلغت حد التهديد في احايين كثيرة. ولا ننسى المباركة او السكوت الحكومي المطبق او اصطفافات وغزل بعض الكتل الاسلامية الحاكمة.لم يكتف القادة الكورد بابتلاع ممتلكات التركمان، بل احتوشوا مؤسسة الجنسية والاحوال المدنية داخل كركوك ليزوروا اعدادا رهيبة من المستمسكات الثبوتية لصالح الحالة الكوردية ضد الهوية التركمانية المتجذرة في كركوك.

تجدر الاشارة الى ان نظام ابن احصين التكريتي سحق هذه الهوية بعد ان ازهق ارواح التركمان بعمليات شمولية قذرة في مناطق معروفة للتركمان مثل البشير والتسعين وتازة وبير احمد/ كركوك. وفي تلعفر/موصل. وخانقين وغيرها/ ديالى. ليبدل بعدها خارطة الارض ويحيلها الى بوار هامدة حرثتها الجرافات في كركوك التركمانية. ثم يأتي ديمقراطيو الكورد ويتمموا العملية بنهج التغيير الديموغرافي ويبدلوا الشعار من التعريب الى التكريد. فيكرّدوا كركوك بعد ان عربها صدام. ويلحقوها بخطوة قضم حقوقهم وبضراوة تحت شعار (كركوك قدس كوردستان) او قلب الاكراد حيث يسمو النفط سيدا للاسباب مع المشعل الازلي بكركوك. مع ان حكومة كوردستان والمركزية ببغداد ترفعان شعار الديموقراطية.!شخصيا، لا انكر وجودا كرديا في هذه المناطق. فقد عشت حقبة في هذه الديار. كما لا اتنكر لتضحية وضحايا الاكراد ولحجم الجريمة التأريخية التي لحق بكوردستان أرضا وشعبا بأدوات الحكم المتعاقب على بغداد. وسأبقى استنكر وادين مآسي الانفال وحرق الجبل والوادي بالعنقودي والنابالم والقنابل الكيمياوية. ثم الظلامة الكبرى التي كنت من ضحاياها في حلبجة هيروشيما الثمانينات والتي لم يكتب عنها في الصحافة والاعلام غيري وغير الشهيد مرتضى القريشي بهذا العنوان (حلبجة هيروشيما الثمانينات) في صحف المعارضة الاسلامية انذاك.لا اقف بالضد مع الكورد في قضيتهم. انما افترض وقوفي مع الحقائق وفي مقدمة من يدافع عن حق كل ابناء الشعب واطيافه كعراقي اولا وككاتب واعلامي ثانيا، وارأب باجندة حكومتنا اليوم الاحتذاء حذو الكورد وتفكيرهم في بناء المناطق العربية وادارتها وتطوير مستوياتها على صعيد المعاشي والخدمي والامني. وعلى غرار ما بهرتني رؤيته في مدن اربيل والسليمانية وفي دهوك بعد تحريرها من نظام صدام. وهذه الاخيرة (دهوك) كانت الى 1995 تشكو وضعا لا تحسد عليه وتئن من البؤس. لكن العقل الكوردي صيرها من اجمل مدن العالم.

الكورد يديرون مناطق نفوذهم ويحكمونها باستقلالية تامة وبوعي دقيق. والعرب اتمنى ان ييبلغوا مستوى النصف من ذلك. لكن هل وجدنا محافظا تركمانيا لكركوك مثلا؟ أو هل وجدنا نسبة سياسية وادارية وتمثيل نيابي مقبول للتركماني في مناطقه مثلا؟بقولنا: لكم المولى ايها التركمان، نؤكد ان التركمان اليوم في مهب الريح تلعب بهم افكار القامعين والجشع السياسيين وطمع الطامعين. ويزيدهم ألما تردي زعامتهم التركمانية إن في الماضي او الحاضر.تراكمات المشهد السياسي التركماني خلفت قادة ضعاف لا يلوون على نجادة تنقذ الشأن التركماني من التقهقر المخيف. فقادة مثل سماحة الشيخ المولى والمعارض المخضرم ابو نور البياتي وفؤاد واوغلو/اسلاميين. وصمانجي وجمالشان وقازانجي وشكي/علمانيين، لم تثبت كل لقاءاتهم بحسنة واحدة تذكر للتركمان اللهم الا تثبيت شأنهم (الموهوم) في المشهد السياسي العام. ولم تفرزوا ايجابية واحدة لهم كقادة ما خلا شعارات للاستهلاك المحلي شأنيتها التحضير لمؤتمرات تسميها قواعدهم مؤامرات تكرس ضياع الحق التركماني مقابل ابتسامة موعودة من ساسة عراقيين عرب او كورد لم تحقق حتى لقادة التركمان انفسهم مكسبا سياسيا ذا رفعة.ملبورن - شتاء 2009

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عباس تسينلي/كركوك
2009-08-20
فنحن يا سيدي ندفع ضريبة منع تركيا للقوات الأمريكية من المرور على أراضيها لغزو العراق، ولكن ثق وتأكد أخي العزيز أن هذا الوضع الشاذ سوف لن يستمر لأن التركمان أثبتوا وطنيتهم وحبهم للعراق وقدموا تضحيات جسام وخصوصا التركمان الشيعة فقد قدموا آلاف الشهداء والجرحى بعد سقوط صدام نتيجة العمليات الإرهابية البشعة التي استهدفتهم واستهدفت مساجدهم وحسينياتهم وتجمعاتهم مثلما قدموا التضحيات أيام الطاغية المقبور صدام، تأكد أن الفجر المشرق للتركمان قريب فالعراق كله يعيش وضعا شاذا وصعبا لن يستمر إلى الأبد.
عباس تسينلي/كركوك
2009-08-20
أخي العزيز الكاظمي، شكرا لكم على تناولكم الشأن التركماني وحقوقهم المهضومة في العراق الجديد رغم كل المآسي والمصائب التي حلت بهم في الحكم الملكي والشيوعي والبعثي، نعم هضم حقوق القومية الثالثة في العراق لا يزال مستمرا ليس بسبب ضعف التركمان كما ذهبتم بل بسبب منع تركيا للقوات الأمريكية من استخدام أراضيها لغزو العراق فكان من بوش أن عاقب تركيا أشد العقاب وعلى رأس العقاب كان تهميش التركمان وإبعادهم عن القرار السياسي العراقي وإطلاق يد الأكراد والسماح لهم بتكريد كركوك أما أعين الأمريكان، هذا الذي حصل.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك