المقالات

هل تخلى الائتلاف عن طائفيته؟


ميثم المبرقع

لم يكن الائتلاف الوطني رد فعل لتحالفات وتكتلات سياسية افرزتها العملية السياسية وليس نتيجة حتمية لاصطفافات سياسية ومذهبية تبلورت في الواقع العراقي. الائتلاف الوطني ضرورة وطنية اقتضتها التجاذبات السياسية في العراق والتنافسات الحزبية والكتلوية في البرلمان وهو في نهاية المطاف مؤسسة سياسية برلمانية لتنسيق المواقف وصنع القرار وتشكيل كتلة كبرى في البرلمان العراقي لها الاولوية في ترشيح رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة المنتخبة.وفق الاستحقاق الانتخابي والدستوري اصبح الائتلاف العراقي في الانتخابات السابقة الكتلة الاكبر التي منحها الدستور الاحقية في تشكيل الحكومة ولكن الائتلاف العراقي وحرصاً منه على اشراك جميع المكونات والاطياف السياسية في الحكومة لم ينفرد بالقرار والحكم واستغلال الفسحة الدستورية التي سمحت له تشكيل الحكومة.

والمفارقة في هذا السياق ان الكتلة الاكبر في كل العالم قد تنفرد وتقصي بقية المكونات والتكتلات وتهميش الاحزاب والقوى في تشكيل الحكومة كاستحقاق انتخابي كما هو حاصل في كل سياقات الحراك السياسي في العالم ولكن الائتلاف العراقي حرص على اشراك جميع القوى السياسية والمكونات وحاول اقناع القوى التي فضلت الابتعاد عن التشكيلة الحكومة لاسباب داخلية او تهديدية من عصابات القاعدة وسعى الائتلاف الى تحشيد كل القوى السياسية حتى التي لم تحصل القدر المهم في البرلمان موزعاً الوزارات على الجميع لكي لا يشعر احد مهما كان بالتهميش او الاقصاء وهو ظاهرة فريدة في العالم ومفارقة كرسها الائتلاف العراقي باستيعابه ولسان حاله:

حكمنا وكان العفو منا سجية فلما حكمت سال بالدم ابطح وحسبكم هذا التفاوت بيننا وكل اناء بالذي فيه ينضح هذه المبادىء التي تحرك من خلالها الائتلاف وترجم شعار المشاركة الى شعور وواقع على الارض وجسد الاقوال بالافعال وهو مالم يحصل في كل العالم.والسؤال الذي يفرض نفسه في هذا السياق هو ما هي معايير الطائفية التي يتهم بها الائتلاف وما هي مصاديق هذه الطائفية وهل استيعاب بقية المكونات والاطياف هو من الطائفية واي مكون تم اقصاؤه او الغاؤه حتى يمكن ان يكون مؤشراً على طائفية الائتلاف العراقي الموحد.فلماذا يندفع بعضنا مع حملة التشويه التي تطال الائتلاف ويصدق ما قيل ويقال حتى يظن ان هذه الاتهامات لها واقعية فينأى بنفسه عنها محاولاً ابعاد الائتلاف عن طائفية لم يمارسها!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك