المقالات

مصرف الزوية والحقيقة التي غيبتها المزايدات السياسية


حيدر عباس

لم تهدأ بعد نفوس وأقلام الراغبين في التواصل مع الأزمات المفتعلة وجعلها حقيقة لاتقبل الجدل والنقاش سالكين في ذلك أخس الطرق وأسوئها على الإطلاق في تظليل بعض من الرأي العام الذي يتماشى مع هذه الأطروحات دون أي جهد من البحث والتفكير من باب الأحكام المسبقة واعتمادا على قاعدة الكذبة التي تكرر تصبح حقيقة.وحقيقة ما جرى من إحداث ومآسي في مصرف الزوية هي على العكس تماما مما روج له الإعلام المعادي وأصحاب الأقلام المأجورة والباحثين عن أمجادهم بين دماء الأبرياء وسمعة الشرفاء ورغبة التسلط.

والشيء المحزن أن الطيبة المفرطة والروح الوطنية العالية والتعامل مع القضية بأقصى سرعة من اجل تطويقها وإلقاء القبض على الجناة تحول إلى منصة للتشهير وكيل التهم المعدة مسبقا من قبل الجهات التي كان واجبها يتطلب منها عدم حدوث مثل هكذا خرق وانتهاك ولاذت بفشلها وخيبتها وبدل تحملها للمسؤولية وتعترف ببؤسها وهذا ما يحدث في كل دول العالم ربطت هذه الجهات الحدث بأجندات سياسية ورموز وطنية من اجل النيل من تاريخهم المشرف مستغلة بذلك مركب الحكومة الذي لم يبتعد كثيرا عن هذا المعنى مشفوعا بتصريحات سياسية لأشخاص يشعرون أن استغلال الفرص أفضل من شرف الرجولة والكلمة . ورغم كل التصريحات السلبية من قبل الجهات الأمنية والحكومية والإعلامية والمواقع والفضائيات الرخيصة إلا أن أصحاب المبادئ والقيم العالية التمسوا العذر حتى إلى من أساء إليهم ظنا منهم بحسن النوايا وترفعا عن المهاترات والنزول إلى مستوى التفاهات والتسقط التي سعى إليها الآخرين.ويبقى ظلم بني العمومة اشد ألما وامض جرحا وأطول حزنا.

لكن التساؤل المشروع والمطروح من قبل الراغبين عن الحقيقة هو كيف سيتم محاكمة الجناة في مصرف الزوية ولم يتم إلقاء القبض عليهم حسب رواية الحكومة التي ادعت أنها استلمت المال ولم تستلم الرجال وصدق وأكد هذه التصريحات مؤسسة اعلامية لها ارتباطات حكومية حيث ادعت هذه المؤسسة صدق الاقوال وانها لم تحرف الكلم مناقضةً بذلك تصريحات سابقة لقيادات أمنية ادعت ان قواتها الباسلة جداً القت القبض على معظم الجناة المجرمين وإنها تبحث عن الآخرين وفي هذا التناقض يمكن استخلاص الدوافع السياسية الرخيصة وراء التصريحات المنافية للحقيقة. واليوم وبعد ان قررت المحكمة الجنائية العليا محاكمة المتهمين في قضية مصرف الزوية في الثالث والعشرين من هذا الشهر وفق الفقرة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب بحسب بيان مجلس القضاء الأعلى ترى هل بإمكان المشككين ان يعلنوا للملأ أن التصريحات السابقة كانت مزايدات رخيصة للهدم والانتقام والحصول على مكاسب أنية أو أنهم لم يقولوا هذا مطلقا وقد حرف الإعلام هذه التصريحات وان الحقيقة تكمن في كل كلمة وفعل قام بها وقالها الدكتور عادل عبد المهدي وان الحقيقة تكمن أيضا في التخويل الذي منح لفوج حماية الرئاسة الذي تصدى للمهمة تكريما من قبل رئيس الوزراء لشخص نائب رئيس الجمهورية لأنه من اكتشف الجريمة أم أن العزة بالإثم والتصريحات المغلوطة تبقى صفة للمشككين تفضحها جلسات المحكمة وحقيقة القضية واعترافات المجرمين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك