المقالات

كم مرجع يحتاج موالي اهل البيت (ع) ؟


بقلم : سامي جواد كاظم

كانوا يعدون على اصابع اليد ومن بينهم واحد الاعناق كلها تشرأب باتجاه النجف لتنهل من فيض علومه ، وغير هذا المرجع من الفقهاء ممن هم بمنزلته تجدهم يلتفون حوله كالنحل حول مليكتهم ليطعمونا من فتاويهم العسلية .اليوم كم مرجع موجود على ساحة موالي اهل البيت (ع) ؟ وهل هذه ظاهرة صحيحة ؟ وان اختزلناهم هل نحن بخسنا اجتهادهم ؟ انا لا افاضل بين المجتهدين .

صحيح هنالك وسائل خارجة عن المالوف انجبت لنا مجتهدين على ساحة موالي اهل البيت واستطاعت هذه الاجتهادات ان تستقطب مجموعة لا يستهان بها من الموالين في تقليدهم لهم كما وحتى بعلمية من اخذ الاجتهاد بهذه الاساليب الغير مالوفة لا يستهان بها ولكن ... اكرر هل هذه ظاهرة تخدم مدرسة اهل البيت (ع) ؟يقولون التعددية والشورى ... فالتعددية كلا والشورى نعم بشرط لهم رئيس وهو المرجع ، هنالك اشكال كيف بالقومية وطبيعة الفتاوى التي يلتزم بها الموالي المقلد لمجتهد بعيد عن بلده ويخضع هذا المقلد الى نظام سياسي ديكتاتوري لا يؤمن بالفكر الاخر ؟وكيف يكون التوافق بين من يحظى بمكانة سياسية مرموقة اقل علما من مجتهد اخر ؟لو توحدت النوايا والهدف اعتقد لا اشكال في ذلك فكم من مرحلة عصيبة مرت على محبي اهل البيت (ع) ابتداء من مرحلة معاوية والى يومنا هذا ولعل التاريخ يحاكينا عن تلكم الفترات السوداء التي لا يجرؤ الموالي لاهل البيت ان يذكر اسم علي (ع) فقط فكانوا يقولون ابو زينب او الشيخ .

الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف كان له نائب واحد فقط يتحدث باسمه لكل العالم ( السفراء الاربعة ) ، وياتيه الموالين من شتى اصقاع الارض للاستفسار والتزود من علوم اهل البيت عليهم السلام من خلال هذا النائب .الصفات والكنى التي تطلق اليوم كثيرة جدا قد تكون صدرت من صاحب الكنية او قد يطلقها عليه مريديه ، اية الله العظمى ، حجة الاسلام والمسلمين ، الامام ، المرجع الاعلى ، المرجع الكبير ، العالم الرباني ، والى اخره ، واكرر بعيدا عن استحقاقات هذه الالقاب لذيها فانا اتحدث عن المرجع الواحد ، هذه الالقاب كانت مادو دسمة لبعض ضعاف النفوس للنيل من مكانت هؤلاء المراجع والخلط بين المستحق والغير مستحق . وامر مفروغ منه لا يستطيع أي شخص فرض مرجع على اخر طالما ان لكل واحد منهم مقلدين .

كانت حوزة واحدة في العالم تخرج الفطاحل في النجف وكل من يريد المنزلة العلمية الرفيعة ياتي النجف ويتحمل عناء السفر والفقر والغربة من اجل العلم ويكون تحصيله العلمي نتيجة هذه التضحيات ارقى بكثير من كثير ممن يتخرجون من الحوزات العلمية الحديثة اليوم والتي زاد عددها بشكل مضطرب في البلدان التي يتنفس فيها موالي اهل البيت عليهم السلام . ليس الاجتهاد شهادة دكتوراه حتى يكون كثرة المجتهدين امر طبيعي ،والمرجع ليس امر انتخابي او مرحلة علمية اكاديمية يصلها المجتهد فيستحق لقب مرجع بل وحتى ليس بكثرة المقلدين يستطيع المجتهد ان يكون مرجع .

في قصص العلماء كان هنالك تاجر كلف زميل له للاستفسار عن مسالة شرعية فسال هذا الزميل السيد كاظم اليزدي وجاء بالجواب للتاجر فقال له التاجر انا لا اقلد اليزدي بل النائيني فعاد هذا الزميل الى النائيني وطلب جوابه وقال له ما حدث فكتب على الورقة من لا يعتقد باجابة السيد اليزدي لا يقلدني ...لكم التعقيب

وما حدث للسيد محسن الحكيم عندما رفض استقبال الملك في النجف وتآزر بقية العلماء معه وعدم استقبالهم للملك بالرغم من درجة الاجتهاد العالية جدا التي يتمتعون بها ، ونفس العلماء تآزروا واطلقوا سراح السيد الخيمني من سجن الشاه الذي كان على وشك تنفيذ حكم الاعدام بحقه . لماذا لا نستطيع ان نقر بان هنالك واحد هو المرجع ؟ المرجع الواحد سوف يحد كل الانظمة الدكتاتورية من النيل من موالي اهل البيت (ع) كما يحدث اليوم في مصر والمغرب والسعودية والبحرين واليمن .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Army
2009-08-16
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يرحمكم الله على هذه المقالة وهذا الحديث الذي طالما اردنا احد يكتب عنه . نعم حاجتنا اليوم الى التوعية والتنبيه الى هكذا امور مهمة في تحديد مصير امة انتهكت حرماتها على مر التاريخ القديم والحديث . نعم للمرجعية التي يشهد الله لها بالاخلاص والتضحية وبعد النظر . اللهم احفظ مراجعنا بحق محمد وال محمد صلواتك عليهم اجمعين وهم لمن اراد ان يعرفهم اذا اختلطت عليه الامور يراهم عاكفون صابرون متوحدون خلف من يرونه هم رضوان الله عليهم الاتقى والاعلم والافضل للتصدي وهم من خلفه.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك