المقالات

العشيرة الحرة (الامارات القادمة )


فراس الغضبان الحمداني

في التسعينيات افتتح نظام صدام حسين مكتبا لادارة شؤون العشائر في الجنوب (البصرة) وكان روكان رزوقي (عنصرا مهما)في فريق حمايات الرئيس مسؤولا عنه في العاصمة .. تسارعت الاحداث بعد انتفاضة 1991 وكان ضروريا حسم المعركة السياسية وتداعياتها الاجتماعية مع ازدياد حالات الرفض والنقمة على النظام وسلوكه الدكتاتوري وايذائه للشعب في مراحل حكمه المتعددة.. ظهر فيما بعد مفهوم( العشيرة الحرة) حيث دعمت ماديا وامنيا وكان دورها يتمثل في تسفيه وتمييع دور العشيرة وقيمها الاخلاقية وعاداتها وتقاليدها واثارها في المجتمع العراقي عبر ممارسات وسلوكيات مستهجنة وغريبة .

نشطت العشائر العراقية في كبح جماح العنف الطائفي بعد ان تجاوزت قيود المذهبية ولان ابناءها موزعون على دين واحد ومذاهب عدة وكان من المهم ان تضطلع بدور يتعدى دور المراقبة السلبية في بداية الازمة الى التاثير المباشر واعادة اللحمةالوطنية واحداث شكل من التفاهمات لرأب الصدع واعادة ترتيب البيت العراقي ، ومع تصاعد النشاط السياسي واجراء الانتخابات وتأثير اصوات الناخبين في رسم الخارطة السياسية ، عملت دول جوار عدة على توظيف الدور العشائري لتحقيق اجندات تعمل عليها تلك الدول وتتواءم مع مصالحها الحيوية.

تشير المعلومات الى اندلاع صراع حام بين عدة عشائر كبرى في محافظة واسط الجنوبية للاستحواذ على مغانم ومكاسب واموال تتوفر من احدى الدول الخليجية لتقسيم العراق (اماراتيا) وبما يتقاطع مع المواد الدستورية التي تشير عن مفهوم الفيدرالية ، حيث تسعى تلك الدولة الى الذهاب بعيدا ولتتجاوز الفيدرالية الى انشاء امارات عشائرية في مدن الجنوب الكبرى ، ومن هنا تمردت بعض العشائر (مياح ، سراي، قريش) في واسط على سلطة (امارة ربيعة) التقليدية ما قد يؤدي في مرحلة لاحقة الى قيام امارات (مياح، سراي ، قريش) ولتظهر اسماء جديدة تضاف الى الامارات المعروفة (امارة ربيعة ، وامارة زبيد ) بالمقابل فان حراكا واسعا يجري في محافظة الناصرية للتمهيد لقيام امارة (بني وائل) او (الامارة الوائلية ) يعاضد ذلك حراك شخصيات سياسية متنفذة تنتسب لعدد من العشائر الطامحة بدور اخر .

لكن ذلك التحرم يتغافر عن الشر بالبلاد وتضعف مندورها الاقليمي لصالح بلدان اخرى ، والعمل على جعل الانتخابات النيابية المقبلة لا تحقق الهدف الاهم وهو بناء واستمرار العملية السياسية في العراق ، وتضعف دور الحكومات المنتخبة واثارة النزاعات القبلية على حساب دول المؤسسات ولتكون البلاد تحت رحمة الاهواء والاطماع وسهلية الاختراق.. فهل سينتبه شيوخ العشائر وامراؤها الى الخطر المحدق ويقفوا في وجه تلك النوايا .. ولايكونوا ادوات بيد الشيطان لبلادهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ياسر ديالى
2009-08-13
نعم..امارات وكل امارة لها امير ولها قائمة انتخابية يرأسها الامير او احد عائلته وربما يزعل عليه احد شيوخ القبيلة فيسوي قائمة اخرى وهكذا تضيع الاصوان!!!.وكل امير عندة فوج شرطة يستلم من الداخلية وينتسب للداخلية بس الولاء والعمل عند الامير. والامير يجي لبغداد كل شهر لرئاسة الوزراء حتى ياخذ المقسوم على اساس انه سيدعم الحكومة ويوفر الامن وماشابه ولهذا نشوف كل اسبوع فندق الرشيد ماملحك كلهة مؤتمرات برعاية السيد رئيس الوزراء لاعلان امارة فلان على العشيرة الفلانيةوهكذا. هاي الدولة رجعت للحضيض برجوع العكل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك