المقالات

اتقوا الله في الشعب


حسن الهاشمي

الإرهاب الذي يضرب بأطنابه عمق الشعب العراقي ويحصد الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ في الأسواق العامة والتجمعات البشرية ودور العبادة والجوامع والحسينيات، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن في شهر تموز الماضي قضى حوالي ألفان من أبناء الشعب جراء العمليات الانتحارية الإرهابية 98% منهم من الأبرياء كلهم من الطائفة الشيعية كما ذكرت المصادر الإخبارية المستقلة.

لا شك إن الذين يقومون بهذه العمليات الإرهابية هم بالتأكيد يتقاطعون مع إرادة الشعب الذين انتخبوا ممثليهم وحكومتهم بملأ إرادتهم وإذا ما فشلوا في تحقيق مطاليب الشعب في توفير الأمن والخدمات فإنهم لا يحصلوا على ثقتهم في الانتخابات القادمة، وهذه هي الطريقة الديمقراطية التي يتم فيها التداول السلمي للسلطة من دون مؤامرات أو انقلابات أو أي شيء من هذا القبيل، وأي كتلة ترى في نفسها القدرة على خدمة الشعب فإن باستطاعتها أن تقدم برامجها السياسية والاقتصادية وتحوز على ثقة الجماهير في الانتخابات وتسيطر على دفة الحكم لكي تكرس شعاراتها الانتخابية على أرض الواقع، هذه هي الطريقة الحضارية المثلى في استلام دفة الحكم والمتداولة في الدول المتقدمة.

ويبدو إن القاعدة وفول البعث المجرمة لا يعترفون بالانتخابات ولا يقرون بحقوق المواطن بانتخاب الحاكم والحكم الذي يلبي احتياجاته في بناء الدولة والمجتمع بما يضمن سعادته ونجاحه في حياته اليومية، بل قد تعودوا على الإجرام والاستحواذ على الحكم بالمؤامرات والارتباط بالدول الديكتاتورية لوئد أية تجربة ديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط وبما أن العراق يقع في قلب العالم الإسلامي وما له تأثير على شعوب المنطقة العربية بالذات فكانت الأنظار جلها موجهة صوبه للنيل من تجربته الرائدة والانتقام من الشعب الذي يأمل خيرا من هذه التجربة بعدما سأم من الحكومات المستبدة التي أذاقته الأمرين في تدمير الوطن والمواطن، فإن القاعدة والبعث المجرم قد ارتضوا لأنفسهم في تحقيق أجندات الدول الإقليمية الديكتاتورية التي أغدقت عليهم المليارات من الدولارات في سبيل إفشال الحكومة المنتخبة وإيصال المواطن إلى قناعة مفادها أن خلاصه يكمن بعودة النظام الشمولي ولا فائدة مرجوة من الكتل السياسية المتناحرة فيما بينها في الكثير من الملفات التي لتلك الأنظمة دور ملحوظ في بث الخلاف فيما بينها. وفي تلك الأجواء المتلبدة فإن فلول البعث المجرم قد أوغلوا إجراما بحق الطائفة الشيعية قبل وبعد نيسان 2003م بحصدهم الأبرياء في الحسينيات والأحياء الفقيرة ومساطر العمال في الموصل وكركوك وبغداد وبقية المناطق للانتقام من الأكثرية لأنها انتخبت النظام الديمقراطي في اسلوب الحكم ودق إسفين التناحر الطائفي في المجتمع وإيصال المجتمع إلى حالة اليأس من هذه التجربة وبالتالي إفشالها والإيحاء بأن خلاصهم يكمن بحكومة إنقاذ وطني مرتبطة بالدول الكبرى وليس بالطرق الديمقراطية والانتخابات، لأنهم لا يستطيعون خوضها حيث إن الشعب يمقتهم ويلفضهم لتاريخهم الدموي المشؤوم وجرائمهم التي ما تزال ماثلة أمام القاصي والداني، وبات من الواضح إن الإسطوانة المشروخة التي طالما يتشدقون بها في مقارعة المحتل وهم يعقدون الحوار معه ويا لها من مفارقة مضحكة!! وآخر تلك الاجتماعات ما حصل في تركيا بين ما يسمي بالمجلس السياسي للمقاومة العراقية والأمريكان بوساطة بعض المنافقين المشاركين في العملية السياسية، وفي نفس الوقت يصبون جام حقدهم وجهادهم المزعوم على الأبرياء من الشعب للحصول على الامتيازات السياسية بأن الوضع الأمني لا يستقر بدونهم وبدون مشاركتهم في العملية السياسية التي يحاولون الانقضاض عليها من الداخل.

نحن وعلى أعتاب شهر رمضان المبارك شهر المغفرة والرضوان والتقوى حيث نقل عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إنه قال: فقمت وقلت: يا رسول الله، ما أفضل الأعمال في هذا الشهر (شهر رمضان)؟ فقال: يا أبا الحسن، أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عزّ وجلّ، وقد بيّن الله تعالى في كتابه العزيز الهدف من الصيام (لعلكم تتقون) فلا فائدة في صيام البطن والفرج إذا لم تصم الجوارح والقلب عما حرّم الله تعالى، لا فائدة في البذل والعطاء المادي إذا لم يقترن بالتقوى. قال الله سبحانه (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)، حقن دماء الأبرياء وتوفير الخدمات للمواطن تعد من خير العبادات، وشهر رمضان هو خير محطة لصفاء القلوب واتحاد المواقف تجاه كل المؤامرات التي تحاك من قبل الأعداء للنيل من كرامة المواطن وسيادة الوطن، وهي دعوة إلى الكتل السياسية الوطنية الشريفة أن تتقي الله في الشعب الذي ضحى بكل غال ونفيس في سبيل إيصالهم إلى سدة الحكم لعلهم يحصلون على مقومات النظام الديمقراطي في دولة المؤسسات وحفظها من تدنيس الجاهلين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك