المقالات

هل كانت الفترة السابقة فخا للاسلام السياسي الشيعي ..!!


ناهدة التميمي

قيل ان الشيعة زج بهم عمدا في الواجهة رغم ان ذلك كان استحقاقهم الانتخابي في فترة من اعقد اواخطر المراحل التي يمر بها العراق اضطرابا وتقلبا وعدم استقرار .. وكان المقصود ان يحكموا في هذه الفترة والغاية هي حرقهم سياسيا. واولى مراحل الحرق السياسي هذه هي تكبيلهم بالمحاصصة السياسية مما جعل 150 نائبا لهم في البرلمان غير قادرين على اتخاذ قرار واحد في صالحهم او في صالح البلد ارضاءا لهذا او ذاك او اكراما للمصالحة الوطنية التي لم ولن تاتي يوما ما.. فبفعل هذه المحاصصة تخلوا عن حقوق كثيرة كانت حقا لهم مما ازعج ناخبيهم.

وثاني هذه الاخطاء القاتلة هي اعتمادهم على نفس الوجوه التي ملتها الناس ولم تقدم لهم شيئا يذكر وعدم ايمانهم بالمعارضة الشيعية التي قد تكون جهدا اضافيا لهم ومستودع للعمل السياسي الذي غالبا ما ترافقه اخطاء .. فمثل هذه الاحزاب المعارضة قد تكون دليلا لهم في اوقات الازمات وقد يلوح بها امام الاخرين وهي قوة اضافية وهي آلية لامتصاص الصدمات السياسية التي تظهر وقت الحرج ..

ولذلك نحن امام جسد سياسي مريض وضع كل بيضه في سلة وجوه معدودة ان فقدت ستكون هنالك كارثة وفوضى .. وعندما ينهار هذا الجسد الهش لن يرحمه احد لانه لم يستعد جيدا ولم يعد ألياته لتجاوز الاشكالات التي برزت تحت طائلة المال السعودي والخليجي لنخرج من هذا المأزق بشكل سليم فهل استعديتم جيدا مثلا لحالة فقد بعض رموزكم وقد وضعتم كل بيضكم في سلتهم وان فقدانهم او توجيه اي ضربة لهم سيؤدي الى عملية تفتيت لامبرر لها واعاقة لعملكم .. لذا نقول ان حجم الالم كبير ولاوقت للمجاملات .

المقتل الثالث هو ضرب مكونات الائتلاف بعضها لبعض والكيد لبعضها البعض .. فهم لم يستوعبوا تجربة الاكراد ومعارضتهم .. فالاكراد مهما اختلفوا لن يضربوا بعضهم بعضا .. فقد اعتبروا الاحزاب الكردية المعارضة اعادة لترتيب اجنداتهم السياسية وعدم التفريط باي حق من حقوقهم. اليوم هناك مليارات تزج من الاموال السعودية والخليجية والمستهدف بها هم شيعة الجنوب وليس اي مكون اخر .. لان الزيارت الخليجية بدات لمراقد الائمة في النجف وكربلاء والكاظمين وسامراء.. من البحرين والكويت والسعودية وعمان واليمن وكل دول الجوار وهذا ما ارعب دول الخليج من هذا الانفتاح الشيعي .. واعتبرتها كارثة خلقت ازمة لها.. لذا فان المستهدف من هذه الاموال التي تضخ والتحركات المحمومة ليس الاسلام السياسي فقط وانما تاريخ ومذهب الشيعة ككل في العراق والذي يراد له ان يتخلى عن معتقداته ,, وقد سمعنا مؤخرا عن خطة ( تنظيف الاعشاش) السعودية بالتعاون مع البعثيين وغيرهم لابادة الشيعة في الموصل واخلاؤها من اي وجود شيعي وجعلها عاصمة البعث المستقبلية .. ولو ان بطلا شرسا مثل ابو الوليد قائد لواء الذئب البطل كان مازال على راس حماية الموصل لما حصل ذلك ولكننا فرطنا بجهد مخلصينا من اجل المصالحة والتي هي اكبر فخ نصب للشيعة في تاريخهم الحديث .. اذ انهم ومنذ ست سنوات يقدمون التنازلات المؤلمة تلو الاخرى ولم تتحقق المصالحة والتفجيرات مستمرة وتطهير المناطق من الوجود الشيعي مستمر ..فالمصالحة اذن فخ نصب لكم باحكام..كانت بدايتها عندما تنازلتم عن بعض مقاعدكم في البرلمان تلاها قبولكم بالتوازن في الجيش والشرطة بين المكونات الثلاث وهذا اخطر خلل ثم قبولكم بوجود قتلة وذباحي ومهجري ابناؤكم بينكم تحت قبة البرلمان التي دفع الناس لوصولكم اليها دم ومجازر اعملت بهم مما جعل الناس تفقد الثقة بوعودكم وطروحاتكم وتنبذ العملية السياسية وتعزف عن صناديق الاقتراع لانها تشعر ان لافائدة ان ذهبوا وان لم يذهبوا فالحصص معدة ومقسمة سلفا للمكونات المتحاصصة.

الان حان وقت تزييت المفاصل السياسية في الجسد الشعي لانه لاوقت لهم .. عليهم الاعتماد على وجوه ليبرالية مثل الجلبي مثلا وتقديمه كواجهة في الائتلاف ووجوه مستقلة تستطيع ان تقدم نفسها بشكل حضاري وتدافع عن القضية وتكون كفء لمقدرة الاخر الاعلامية والسياسية وقادرة على التصدي لها .. وان لايعمدوا الى ترميم الوجوه التي احترقت لان ذلك سيكلفهم اكثر من استبدالها ( رغم ايماننا بانهم ابرياء ويراد تلطيخهم ) وبانهم شرفاء وخدموا العراق ولكنها وجوه احترقت فلاتعيدوا تاهيلها على الاقل في الوقت الحالي لان صورتهم المحترقة ستلاحقكم في الانتخابات وستخسرونها ...

تصرفوا كالجيش في المعركة اسحبوا وحدات وقدموا اخرى اكثر قبولا ولاتتمسكوا بمن احترق حتى وان كان بفعل مكيدة وهم شرفاء ومخلصون ولكن باختصار لم يعد لهم حظوة لان الآلة الاعلامية اسقطتهم باتقان ,, انتم امام هجمة شرسة وقوية .. وهذه هي السياسة فن الحراك والممكن فحب الوطن والاخلاص وحده لايكفي بل قبول الناس والاداء يكلف الكثير من الوجوه  انتم في معركة تصرفوا فيها كقادة جيش .. ناوروا بجهدكم السياسي وتحركوا باليات مختلفة لان آلياتكم القديمة مكشوفة جدا..وافهوا انكم مستهدفون.. لماذا لم يسقط الهاشمي والدليمي رغم الاهوال التي قاموا بها .. لان وراءهم ماكنة اعلامية ضخمة واموال هي التي تكيد لكم وتسقط رموزكم فاستعدوا لهم بنفس اسلحتهم.. كونوا الاذكى وناورا وقدموا النزهاء ممن لاغبار عليهم.. هم يريدون دحركم وضربكم .. فناورا ارى اشجارا تتحرك .. فاسمعوا لزرقاءكم ...!! ناهدة التميمي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد ال داغر
2009-08-12
صدقت ورب الكعبة . ليت قومي يعلمون .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك