المقالات

البولاني ولعبة القفز على جميع الحبال


ساجد البصري

ليس بجديد على البولاني وزير داخليتنا المصون ان نراه يتلاعب على اكثر من حبل وحسب الحاجة والمناسبة ..فالبولاني صاحب الحول واطول في الداخلية ومنذ ولوجه الى منصب الوزارة ابتكر الكثير من المستجدات على الساحة العراقية كان في المقدمة منها ان اسس حزبا لا دستوريا اسماه بالحزب الدستوري في محاولة واضحة لاستغفال الشارع العراقي ... فالمتفق عله حين تعيينه وزيرا للداخلية ان يكون بمناى عن السياسة كحال الوزراء الامنيين الاخرين حفاظا على استقلالية الداخلية كجهاز مهم وظيفته حفظ القانون فقط دون الدخول في حلبة التنافس السياسي وماهي الا بضعة اشهر حتى فوجئنا به يقود حزبا سياسيا بتمويل ممتاز ويشترك في غمار انتخابات مجالس المحافظات ظانا ان استخدام اموال الداخلية التي هي في اغلبها نتاج لالاف الوظائف الوهمية واستعمال السيطرات لتوزيع ملصقات الدعاية الانتخابية وسيارات الشرطة سيجعله قادرا على جني قطاف الاصوات لحساب سلته الانتخابية ..فلما خرج من حلبة الانتخابات خالي الوفاض شمر عن ساعديه ليبحث عن قوائم وشخصيات اقوى ينال الحظوة لديها في الانتخابات المقبلة ..وبما انه ليس من رجال السياسة وجل معرفة الناس به انه وزير للداخلية فقد بحث عن فرصته في افتعال الازمات لايجاد موطيء قدم حتى لو كان ذلك على حساب منصبه كوزير للداخلية ..

ولهذا السبب فقد حول البولاني جريمة مصرف الرافدين في الكرادة من مجرد جريمة بشعة نشترك جميعا في السعي لالقاء القبض على الجناة فيها وتقديمهم للعدالة الى هجوم سياسي غير مبرر والى اتهام شخصيات حزبية ووطنية بل وحكومية بدون ان يكون هناك اي سند قانوني وبدون ان ينتبه الى نفسه التي وضعها في موقف حرج للغاية لانه تناسى ان دور رجل القانون حماية امن المواطن وسمعته وكرامته وليس التشهير به بلا سبب ودون جريرة..لقد كانت تصريحاته التي استبق بها نتائج التحقيق سببا كبيرا في ارباك الراي العام الذي استغرب توقيتاتها وتلميحاتها وضرواتها في الوقت الذي لم يسبق ان كان البولاني في مثل هذه الشجاعة في يوم ما والعراقيين يذبحون ويقتلون بل كان على الدوام يلوذ بالصمت في كل شاردة وواردة ..فمالذي فك لجامه واطلق عنان لسانه هذه المرة ..ليصوم دهرا وينطق كفرا ؟ انها السياسة ايها السادة ولعبة القفز على الحبال التي جربها البولاني واحدا اثر اخر فما كان في يده هذه المرة الا ان يستبق الزمن ويحاول التنكيل باشد المرشحين لرئاسة الوزراء في الانتخابات المقلبة وهو شخص الدكتور عادل عبد المهدي ..

ربما لم يحسبها البولاني بشكل صائب هذه المرة مثلما لم يكن يحسب الاشياء بطريقة صحيحة منذ ان عرفناه ..فقد وضع نفسه في خانة المسائلة والشبهة وتحول من وزير داخلية يفترض ان يكون همه المواطن وامنه وتنظيف اروقة وزارته من العابثين والمفسدين الى مجرد ناعق في قافلة تسير ...فلا القافلة ستتوقف ولا نعيقه سيغنيه شيئا عن خسارته لسمعته ومكانته التي استخف بها وتمثل بتلك الاقلام الرخيصة التي تتراقص حين يضرب اي دف او ينفخ باي مزمار ..وسيظل المجلس الاسلامي الاعلى مثالا للوطنية وقبلة للباحثين عن عراق خال من البعث والارهاب والرذيلة ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الفراتي
2009-08-11
الاستاذ ساجد البصري كم كنت اتمنى ان تستكمل ادواتك للكتابه عن جواد البولاني --- فانت تكتب عنه بعد حصوله على حقيبه وزاره الداخليه !!! ولم تفصح عن اولياته وكيفيه وصوله الى هذه الوزاره --- ابسط قواعد السياسه ( حينما تكون البدايات مخطوئه تكون النتائج مخطوئه ) فانت ملزم امام القارئ بحكم الحاله المهنيه ان تعرفنا عن البولاني من اول السطر--- او على الاقل مابعد 2003 تقبل تحياتي الفراتي 09_8 _10
Sherzad
2009-08-11
ألأستاذ البصري تحية- ليست المشكلة و الازمة في البولاني و السوداني وهلم جرا من الموظفين في السلك الحكومي بل وحتى الجوه الشعبية. المشكلة اعمق و اوسع من ان تحل من خلال معالجات شخصية. المشكلة هي ازمة مواطنة و وطن وتكوين وعي لدى المواطن بالدولة و ان الدولة هي دولته. التضادات التي تصل لحد الاصطدام بدأت تظهر للعلن في (العراق البريطاني) اذا كنتم تريدون لما يدعى بالعراق بالبقاء احفروا تحت المشاكل الطافية وابحثوا عن جذورها لترتاحوا و تريحوا . تقديري لكم
الجزائري
2009-08-10
تردون الصدك( انتم يا مجاهدي الاهوار والجبال اعطيتم لهذه النكرات الفرصة بالتسلق على اكتافكم واعتلاء تلك المناصب ) فمتى المواجهة والتخلص من المجاملات التي كحلتم بها اعين اعدائكم واعدائنا ؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك