المقالات

حقا..لقد فعلها ابا مسرور

1896 23:50:00 2006-09-05

( بقلم : مصطفى الكويي )

بسقوط الصنم سقطت الدكتاتورية الاعتى والاقذر في العالم,وظننا كسائر العراقيين خصوصا الغالبية من الشعب التي كانت ضحية جرائم ذلك النظام الفاشي ان رموز ذلك النظام سوف تسقط هي الاخرى على التوالي واحدة تلو الاخرى!

ابتدائا من الشخوص وانتهاءا بالرموز مع العلم ان الامر يحتاج الى وقت لكننا لم نكن نظن ان بعض تلك الرموز سوف تأخذ ذلك الوقت الطويل لكن الشعب صبر وانتظر بوادر التغيير الشامل لكن العملية ظلت جزئية ومقسمة في مراحلها وحيثياتها على الرغم من مرور ثلاثة اعوام ونيف تخللتها ثلاث حكومات مؤقتة احداهم منتخبة ورابعتهم منتخبة ودستورية,لكن رغم طول الانتظار وشدة الصبر والشوق لاعادة الحق الى اهله والامور الى نصابها الطبيعي وسالف عهدها ظلت بعض الملفات الهامة عالقة واخرى لم يتم التطرق لها رغم النتويه عليها شعبيا وسياسيا ومنها ملف كركوك وبقية الاراضي الكوردستانية واعادة رسم وترسيم خرئط المحافظات والاقضية التي كبر بعضها وصغر بعضها الاخر نظام البعث الشوفيني وفقا لتطلعاته القومية والطائفية الاستئصالية والعلم وشعار الجمهورية والنشيد الوطني وغيرها من الملفات الاخرى,وكانت النتائج باهتة وليست بمستوى المسؤولية وحجم تطلعات الشعب فقضية كركوك وبقية الاراضي الكوردستانية قد طوقت ببيروقراطية قانونية وبطئ في خطى التطبيق رغم متابعة القادة الكورد لهذا الملف وتحريكه.

واما جغرافية بقية المحافظات فراوح مكانك دون تطرق رسمي اوتحرك فعلي حكومي او نيابي يفعل ويصحح هذا الملف المهم. اما ما هوغير متوقع حقيقتا هو ملف العلم وشعار الجمهورية والنشيد الوطني الذي ظل كما هوبل فعل واعتمد رسميا وغير رسميا خلال الحكومات الاربعة التي تلت نظام صدام البعثي الطائفي القومي ذو الافق الضيق ذو النهج الدكتاتوري الفردي.

وكأن العراق خالي من رموز وقدرات بديلة تعبر عن حقيقة عمق العراق الحضاري وتنوعة القومي كي تصبح رموز النظام الديمقراطي الوليد وهذه سنة طبيعية متبعة في اغلب الانظمة الصحية ان يكون لها رموز تعبر عن شعبها وحضارتها لا ان تكون مخلفات ضيقة لنظام شمولي دكتاتوري..

ان العلم العراقي الحالي صمم استنادا من قصيدة سلي الرماح العوالي عن معالينا لصفي الدين الحلي اقره البعثيون بعيد انقلابهم في 8شباط 1963 وقد اخذت الوان العلم العراقي الحالي من البيت العشرين من القصيدة والذي يقول فيه الشاعر بيض صنائعنا, سود وقائعنا, خضر مرابعنا, حمر مواضينا. عن وكالة اكي للانباء.ولكن علم البعث قد فشل واسباب فشله عدة نوجزها

اولا. ان القصيدة التي استند في تصميم العلم عليها تتحدث عن القومية العربية فقط ويتضح ذلك جليا من خلال قراءتها في الوقت الذي يشكل فيه العراق تلاوين متعددة من القوميات والاديان بما لا ينسجم مضمون العلم معه.

اذن فالعلم جاء عن خلفية قومية انفرادية بحتة مهمشا بذلك طبيعة تكوينات الشعب العراقي المتعددة ومستثنيا القومية الثانية الشريك الجغرافي والسكاني في العراق وهم الكورد وهذه الشراكة مبنية دستوريا مما يترب عليه تناقض العلم مع مفردات الدستور الدائم.

ثانيا. وردت المادة 12 في الدستور العراقي الدائم والتي نتص على اختيار علم عراقي ونشيد وطني جديد,اذن فالمسألة مثبتة كضرورة دستورية قانونية.

ثالثا. كما ان النجوم الخضراء الثلاث التي تتوسط العلم والتي يفترض ان تمثل الوحدة بين العراق وسورية ومصر قد هوت واحدة بعد الاخرى من الناحية العملية واولها كانت النجمة السورية نتيجة الصراع والقطيعة بين اجنحة البعث الحاكمة في كل من العراق وسورية,ولحقتها ايضا نجمة مصر بعد القطيعة بين النظامين على خلفية زيارة السادات لتل ابيب والصلح بين مصر واسرائيل,وتلتها القطيعة بين نظام البعث وانظمة مصر وسورية على خلفية اجتياح الكويت وحرب الخليج الثانية وتداعياتها,واما نجمة نظام صدام فأنها هي الاخرى قدهوت وهرب قائدها واختبأ كالجرذ تاركا البلد للاحتلال والارهاب.ناهيك عن عدم حدوث اي شكل من اشكال الوحدة بين هذه الانظمة الثلاث بعد انهيار الوحدة السورية المصرية الكارتونية. فلم يتمكن العلم منطقيا وعمليا من اداء رمزيته بل والمحافظة عليها منذ ان قر.

رابعا.تحت هذا العلم ارتكبت حملات الابادة الجماعية والتطهير العرقي والتعريب والتهجير ضد الكورد توجت بأبادتهم بالسلاح الكيمياوي وكذلك ما تعرض له شيعة العراق المكون الاساسي في العراق على المستوى السكاني والجغرافي والثرواتي من حملات ابادة جماعية على اسس طائفية ومناطقية كانت نتيجتها المقابر الجماعية ومجازر الانتفاضة الشعبانية وبقية لانتفاضات التي سبقتها وتلتها,ناهيك عن قصف مقدسات المسلمين والاعدامات الجماعية الخ.

خامسا. ان هذا العلم جاء عن اقرار نظام غير منتخب دكتاتوري فاشي طائفي ولم يعرض على الشعب العراقي كي يقر وبذلك يكون علم حزب فاشي سابقا ومخظور دستوريا حاليا وعلم نظام دكتاتوري قمعي سابقا ومقبور ومحاكم حاليا فهو علم مرحلة وليس علم دولة ,والمرحلة يفترض انها انقضت حال ولادة النظام الديمقراطي الجديد في العراق الجديد.

والسؤال المحير هو عندما يسأل احد ابناء الجيل الناشئ عن رمزية هذا العلم المعتمد اوالمستخدم حاليا ومن اقره وعلى اي اسس؟

سوف تكون الاجابات متناقضة ومرتبكة حيث ان من اقره هو عدو الشعب وان من يستظل به الان هم المنتخبون من قبل الشعب كقادة جدد اغلبهم محكومين بألاعدام تحت هذا العلم!!فأي انطباع نفسي وفكري سوف يتكون لدى السائل بعد هكذا جواب......!!

لهذه وغيرها تعد الخطوة التي اتخذها الزعيم ابا مسرور جيدة بأمتياز وصائبة حيث رفع علم البعث من كوردستان مستندا على الفراغ الدستوري والحق المنطقي والقانوني والاخلاقي وجاء القرار 60لسنة 2006 الصادر عن رئيس اقليم كوردستان السيد مسعود بارزاني والذي جاء فيه يجب رفع علم كوردستان وحدها في دوائر ومؤسسات حكومة اقليم كوردستان وفي مقرات البيشمركة ونقاط التفتيش ويسمح للاحزاب العاملة في الاقليم رفع اعلامها الخاصة الى جانب علم كوردستان. عن رئاسة الاقليم ووكالة اكي للانباء.

ويعد هذا القرار خطوة عملية لقبر بقايا نظام صدام القومي الطائفي نأمل ان تحث على مسارعة الخطى في تطيبق الفقرة 12 في الدستور في اختيار علم ونشيد وشعار جديد للعراق كل العراق يكون مقبولا من قبل كافة مكونات الشعب العراقي وممثلا لها بعد ان يستفتى عليه الشعب ويكون علم دولة لا علم مرحلة.

وكان الاجدر ان يكون يتخذ علم ثورة 14 تموز علملا لجمهورية العراق في صفة مؤقتة اودائمة كما هو الحال في كوردستان الان حيث تضمن القرار الرئاسي المذكور اعلاه على رفع العلم العراقي فقط في المناسبات الرسمية على ان يكون علم الجمهورية العراقية لثورة 14تموز الى حين اختيار علم جديد للعراق الفيدرالي وفق الدستور العراقي.

وفي ذلك حكمة نساندها كون علم ثورة 14 تموز مقبول من غالبية مكونات الشعب العراقي وممثلا لها ولم يكن علم مرحلة ناتج عن اختيار ضيق لحزب او قومية او طائفة على حساب بقية العراقيين كما هو في العلم المعتمد حاليا في بغداد علم العراق البعثي والمعروف في كل الانظمة الجمهورية هي اعتماد علم وشعار ونشيد الجمهورية الاولى وحتى وضع صورة مؤسسها بصفة رسمية مثل تركيا و باكستان,خاصة عندما تكون تلك الرموز رموز دولة بكاملها غير محصورة ومقرونة بحزب اوقومية اوطائفة معينة.

فالى متى سوف يظل رمز النظام البعثي الشوفيني الطائفي المقبور علما معتمدا من حكومة بغداد المركزية كعلم لجمهورية العراق الاتحادية التعددية البرلمانية الدستورية...؟؟؟مصطفى الكوييصحفي و كاتب عراقيعضو هيئة تحرير صحيفة الNT.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك