المقالات

الكساء دلالة ومدلول


بقلم : سامي جواد كاظم

محبو اهل البيت عليهم السلام اذا ما ذكرت كلمة الكساء يتبادر الى ذهنهم وعلى الفطرة اهل الكساء ولنا حديث بهذا الشان لما له من دلالة ومدلول ولكن بداية احب التعريج على موضوع ذات صلة مع نهاية المقال .في بعض الروايات الصادرة عن اهل البيت (ع) نجد اسانيد مختلفة لها وصاحب الواقعة يختلف من سند الى اخر والقصة واحدة وعلى سبيل المثال قصة الجارية التي عفا عنها الامام المعصوم عليه السلام .فقد ذكرت هذه الرواية لاكثر من امام منها على سبيل المثال كان لسيدنا "زين العابدين بن الحسن بن علي" جارية أوقعت الماء المغلي على ابنه، فماذا سيفعل فيها يا ترى؟ وبينما هو في غضبه نظرت إليه وقالت له: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ، قال: كظمت غيظي ، قالت: وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ،قال: عفوت عنكِ ، قالت: وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ،قال: اذهبي فأنتِ حرة.. ـ المصدر من كتب السلفية .نفس هذه الرواية نجدها بعينها حصلت للامام الحسن والحسين عليهما السلام وبدلا من الجارية غلام وهذا نصها: يذكر ان غلاما للإمام الحسن عليه السلام جنى جناية، فامر به أن يضرب، فتلى الغلام الآية قائلاً: فقال عليه السلام: كظمت غيظي؛قال: ]والعافين عن الناس[.قال عليه السلام: عفوت عنك.قال سيدي: والله يحب المحسنين.فقال عليه السلام: انت حر لوجه الله ولك ضعف ما كنت اعطيك بحار الانورا ، ج 43 ص 352 .جنى غلام للحسين عليه السلام جناية توجب العقاب عليه، فأمر به أن يضرب، فقال: يا مولاي والكاظمين الغيظ. قال: خلوا عنه. فقال: يا مولاي والعافين عن الناس. قال: قد عفوت عنك. قال: يا مولاي والله يحب المحسنين. قال: أنت حر لوجه الله، ولك ضعف ما كنت أعطيك (البحار 0ص145عن كشف الغمة).ونفس الحادثة حصلت مع الامام الصادق عليه السلام ومع الامام الكاظم عليه السلام ، ولا يحضرني المصدر فنفسها قرأتها للامام الرضا عليه السلام .المهم من هذا لابد ان الحادثة وقعت لواحد منهم ولكن التكرار هذا في نقل الحادثة يصبح مشكل لو كانت الحادثة تدل على حكم تشريعي محرم او واجب ولانها ارشادية خلقية فان تاثير الاختلاف فيه يكاد لا يذكر .ومن باب التفكه ، المعلوم هنالك من يسلب فضائل اهل البيت وتنسيبها لغيرهم وهذه الحادثة منها فقد ذكروا عن ميمون بن مهران أن جاريته جـاءت ذات يوم بصحـفة فيها مرقة حارة, وعنده أضياف فعثرت فصبت المرقة عليه, فأراد ميمون أن يضربها:فقالت الجارية: يا مولاي, استعمل قوله تعالى: { والكاظمين الغيظ } قال لها: قد فعلت. فقالت: أعمل بما بعده { والعافين عن الناس} . فقال: قد عفوت عنك.فقالت الجارية: { والله يحب المحسنين } .قال ميمون: قد أحسنت إليك, فأنت حرة لوجـه الله تعالى. نعود الان للكساء وما يترتب على حديث الكساء الذي روي باكثر من سند ولكل الملل والطوائف .في كثير من الاحيان يكون هنالك التباس في قصد المتكلم عندما يكون كلامه بالاشارة وليس بالفعل فهنالك من يؤول هذا الكلام الى غير غرضه والامثلة كثيرة بهذا الصدد على سبيل المثال عندما اشار رسول الله (ص) الى مكان الفتنة وقال هاهنا الفتنة ثلاث ـ الحديث رقمه في فتح الباري ( 2873 ) والجمعة ( 979 ) والمناقب ( 3249) والطلاق ( 4885 ) والفتن ( 6563 ) و ( 6564 ) و (6565 ) ، هذه الحديث تم تاوبله الى غير مقصده بتاويل لا يقنع المجانين .والغاية من كلامي عندما تكون هنالك اية بمنتهى الاهمية والاهتمام لما يترتب عليها من اثار تفيد الامة الاسلامية والبشرية الى يوم قيام الساعة فكان تاكيد رسول الله على هوية المعنيين في هذه الاية وهي اية التطهير بالكساء وقد رويت هذه الحادثة كما اسلفت بعدة اسانيد واهما سند ام سلمة رضوان الله تعالى عليها وهذا مصدرها ونصها بن جرير الطبري في " تفسيره " ( 22 / 7 ) عن أم سلمة قالت : لما نزلت هذه الآية : " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " دعا رسول الله عليا وفاطمة الزهراء وحسنا وحسينا عليهم السلام " فجلل عليهم كساء خيبريا فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " قالت أم سلمة : ألست منهم ؟ قال : أنت إلى خير " . لماذا اشرت الى ام سلمة بالذات ؟ لان هنالك من يؤول الحديث الى غير مغزاه وتنسيبه الى زوجات الرسول ولان ام سلمة احداهن لكانت ادعت هي هذه الفضيلة في حين لم نقرأ ولا رواية عن ام سلمة تذكر شمولها بالاية بل العكس وهو قول رسول الله (ص) لها انت على خير .هنالك رواية لنفس الحديث يذكر على لسان جابر الانصاري ومن خلال بحثي عن صحة هذا المصدر لم اعثر عليه والحقيقة ان هذه الرواية لا تزيد من دلالة الاية شيء ان ذكرت عن طريق الانصاري او لم تذكر ولكن طريقة القائها على لسان الانصاري وفاطمة الزهراء عليها السلام توحي بامر واحد اما تكرار نزول الاية او تاكيد الرسول عليها وغير ذلك لا يمكن ان يكون صحيح ، اذن هنالك علامات استفهام امام دعاء الكساء في مفاتيح الجنان !!!الكساء هنا تفسير عملي وعقلي على من هم اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك