( بقلم: عراقي محايد )
ان المنطق السائد في مناقشات من يتمسك بضروره بقاء العلم الحالي يشبه الى حد كبير منطق الارهابين حيث نلاحظ نفس الاسلوب الذي يعتمد اقصاء الاخر وعدم الاعتراف به ومنطق التخوين والتهديد وعدم الاعتراف باخطاء الماضي والتمسك بكل ما يشير الى تلك المرحله المؤلمه من تاريخ العراق الدموي الذي سادت فيه لغه التخوين للخصوم السياسين ولغه الانتقاص من وطنيه البعض لمجرد الاختلاف بوجهات النظر .ومنذ عام 1963 تاريخ تبني هذا العلم على ايدي عبد السلام عارف ومجموعته القوميه الشوفينيه الطائفيه الى حين سقوط نظام صدام ظل هذا العلم يرفف على ربوع العراق وفوق رؤس العراقين المبتلين بالقهر والظلم والجور الذي تمارسه تلك الفئات التي حكمتهم بالحديد والنار وجعلت من يعارض حمله هذا العلم ويعترض على توجهاتهم السياسيه مشروع قتل دائم .
لقد هرول عبد السلام عارف لشكر جمال عبد الناصر على موقفه الداعم له ولمجموعته القوميه الشوفينيه في التأمر على اسقاط حكومه عبد الكريم واستلام السلطه ومن خلال اطلاعه على مشروع الوحده المزمع انشأؤه بين سوريا ومصر وعرفاننا بالجميل الذي اسداه له سيده جمال تبنى مشروع علم الوحده واضاف له نجمه ثالثه له لترمز الى العراق بعد ان كانت نجمتين ترمزان الى سوريا ومصر . وبعد فشل قيام الوحده بين مصر وسوريا والغاء مصر للعلم ظل هذا العلم متبنى للحكومات التي اعقبت عبد السلام كحكومه اخوه عبد الرحمن وحكومه احمد حسن البكر وحكومه صدام الا ان الاخير اضاف عليه وبخط يده كلمه الله اكبر ورفعها اذبان حرب الخليج الثانيه ليرمز الى ان معركته مع الامريكان هي معركه الاسلام مع الكفار وليجذب له الاسلامين من التنظيمات الاسلاميه المتطرفه التي كانت تقاتل امريكا وليقنع الراي العام العربي بانه يقاتل امريكا نيابه عن المسلمين. ولو دققت النظر في كل من يتباكى على هذا العلم ستجد ان ثمه روابط فكريه وسياسيه وعنصريه بينه وبين النظام الصدامي والقومي الشوفيني الذي حكم العراق بعد اسقاط حكومه الزعيم عبد الكريم .
ان هذا العلم هو بحقيقه الامر هو علم البعثين الطائفيين والقومين الشوفينين الذين كانوا بالامس يقتلون العراقين تحت ساريته بحجه الخيانه والعماله والتمرد واليوم يدافعون عنه بعدم تغيره من خلال قتلهم العراقين باتهامهم للشيعه بالروافض والخونه والاكراد بالعملاء تحت مسميات المقاومه للمحتل وعروبه العراق ..؟ولا عجب في نهجهم هذا وهذا ما عرفه الشعب العراقي عنهم طيله فتره حكمهم السوداء ولكن العجب العجاب هو في تمسك بعض التيارات السياسيه اللبراليه والاشتراكيه والشخصيات الاسلاميه المناضله ضد الطغيان وضد الشوفينيه والحقد الطائفي بهذا العلم لابل يحرصون على ان يظهر بكل مناسبه وغير مناسبه خلفهم ويتفننوا في ابرازه فهل ياترى هذا جهل منهم ام لا .فاذا كان الامر جهل فتلك مصيبه كبيره وخطأ لايغتفر يدل على عدم اهليه اؤلك القاده في تولي مسؤلياتهم .
اما اذا كان العكس فتلك تعني ان ثمه خرق كبير قد حدث في صفوف تلك القيادات جعلهم لا يميزون بين ماهو صالح وطالح لخدمه البلد والشعب . وعلى من وضعهم في موقع المسؤوليه ان يراجع حساباته قبل فوات الاوان.. ويقع الفأس بالراس .والى من يقول ان توقيت هذه الموضوع(تغير العلم ) في غير محله وان هناك امور اهم من ذلك كالامن والخدمات فاني اقول له ان من لا يستطيع ان يغير علم ورمز دوله ليمثل الحاله الجديده بعد التغير ويقدم علم يمثل توجهات وتطلعات مئات الاف من الضحايا ويعكس معاناتهم على يد اؤلك الذين جعلو من ارض العراق اكبر بلد في العالم من حيث احتياطي المقابر الجماعيه ولازالوا .
اقول ان الذي لايستطيع تغير ذلك فانه لايستطيع توفير الامن للشعب العراقي المظلوم والجريح ولا يستطيع توفير الخدمات .واما من يقول ان التوقيت لا يتناسب مع الجهود المبذوله لانجاح المصالحه الوطنيه الجاريه الان فاني اقول له ان المصالحه الجاريه الان لن تنجح الابعوده اولئك الذي تلطخت ايديهم بدماء العراقين الشيعه والاكراد والاحرار من باقي مكونات الشعب العراقي وان المصالحه في حقيقه امرها ما هي الا ضعف كبير في المنطق والحجه للحكومه الحاليه تقودها الى مد اليد الى قتله ابناء الشعب العراقي من صدامين وتكفيرين شوفينين واما تصريحات المسؤلين الحالين حول استبعاد من تلطخت ايديهم بدماء العراقين ما هي الا ذر الرماد في العيون واللعب بعواطف الناس الذين انتخبوهم لكي يقتصوا من اولئك المجرمين .
عليكم ايها المظلومين ويا ابناء المقابر الجماعيه ويا ايتام وارامل وذوي ضحايا الحقد الطائفي التكفيري ان تصححوا مسار من انتخبتموهم وان تفرضوا عليهم استرجاع حقوقكم والاقتصاص من قتلتكم و الذين هدروا دمكم .. فاني ارى مهادنه على مقدساتكم ودمكم الطاهر عليكم ان تحطموا رموز من قتلكم وتستبدلوا هذا العلم الذي يتمسك به زعمائكم مع الاسف ابتداء... وذلك اضعف الايمان والله خير الناصرين .
https://telegram.me/buratha