( بقلم: وداد فاخر )
نريد للبعض أن يؤلب الأخ على أخيه في هذا الظرف الحساس والحرج من تاريخ العراق من اجل ما أطلق عليه تجنيا بأزمة العلم العراقي ، وكلنا مع دعوة الأستاذ مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان العراق في رفض رفع العلم الهجين الحالي الذي اقترفت تحته ملايين الجرائم طوال فترة حكم الفاشست العنصريين من مدع العروبة . فكل ذي لب طاهر ونقي يرفض هذا العلم الهجين الذي لا يمت للعراق والعراقيين بصلة ، كونه نتاج فترة زمنية سوداء من تاريخ العراق الحديث ، ولم توضع فيه كل خصائص ومكونات الأمة العراقية التي يتشكل منها النسيج العراقي الجميل المتماسك لحد الآن رغم المآسي والكوارث اليومية التي ابتدأت منذ يوم 8 شباط 1963 الأسود حتى يومنا هذا .
وما سمي بعلم العراق كان في الأصل علم ( الجمهورية العربية المتحدة ) التي تشكلت بقرار سياسي وليس شعبي بين كل من مصر عبد الناصر وسوريا برئاسة شكري القوتلي . وكان البعث هو عراب الصفقة وبالتالي كان هو أيضا عراب الانفصال بعد أن طغت سلطة مخابرات عبد الحميد السراج وزير داخلية الوحدة على كل ما عداها وسامت الشعب السوري الأمرين . وكان هذا العلم الهجين نتاج ما بعد الوحدة الفاشلة وجاء بعد انقلابي البعث في كل من العراق وسوريا على التوالي الأول في 8 شباط الأسود 1963 والثاني في 8 آذار 1963، حيث التقى في القاهرة فيما سمي بمحادثات الوحدة الثلاثية حينها وفدي البعث بشقيه العراقي والمصري بالوفد المصري برئاسة جمال عبد الناصر ، وشكلوا في حينها دولة الوحدة الثلاثية على الورق فقط ولم يخرج منها سوى العلم الحالي الذي زيد في نجومه نجمة ثالثة ترمز للدول الثلاث ، هذا كل ما في الأمر .
ولكون الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق بعد سقوط البعث اثر انقلاب حليفهم العنصري الشوفيني الرئيسي عليهم المقبور عبد السلام عارف في 18 تشرين 1963 ، ذات نفس عنصري وقومچي فقد استمر العمل بهذا العلم ، حتى عودة البعث المشئومة مرة أخرى للسلطة في 17 تموز 1968 ، وما جرى من مآسي ومصائب على الشعب العراقي اثر تلك العودة . ثم أضاف المجرم صدام حسين إثناء احتلال الكويت كلمة ( الله اكبر) بخط يده ليس حبا بكلمة الجلالة ولا تقديسا لها بل في نية خبيثة مبيتة كان القصد منها أن يبقى علمه هذا مرفرفا في سماء العراق بحجة وجود كلمة ( الله واكبر ) ، التي وضعها صدام كمسمار جحا في العلم لكي يترك مجالا لازلامه بالدفاع عن العلم بوجود كلمة الجلالة .
لكن ومع كل الأحوال ، ومع اتفاق كل المخلصين من الوطنيين الشرفاء العراقيين حول عدم قبولهم لهذا العلم الهجين الذي استشهد وغيب تحته آلا لاف المؤلفة من العراقيين يبقى المهم هو وحدة الوطن والشعب ، وكما ردد السيد رئيس الجمهورية جلال طالباني قبل فترة لشعار حيوي ومهم من شعارات ثورة 14 تموز 1958 المجيدة ( على صخرة الاتحاد العربي الكوردي تتحطم كافة المؤامرات ) ، وسيظل رأس الشعب العراقي مرفوعا للأعالي رغم كل مل يحيكه أعداء العراق من مؤامرات لشق صفوفه وتجزئته كون العراق رقم صعب لا يقبل القسمة على أي رقم آخر ، مع إيماننا بأحقية الشعب الكوردي في اختياره الحر لشكل السلطة التي يريد ، وحتى الاستقلال . لكن السؤال المهم وفي هذه الفترة بالذات هو : هل إن الظروف الموضوعية والسياسية مواتية لاتخاذ أي قرار بعيدا عن وحدة الصف العراقي وهناك مئات الأعداء المتربصين بالعراق والعراقيين من المحيطين كالسوار حول الوطن العراقي ناهيك عمن يتواجد منهم من عملاء في الداخل ؟؟!! .
لكن كان على الحكومات العراقية المتعاقبة ، والجمعية الوطنية السابقة أن تقر علما وطنيا للعراق الجديد نابعا من مكونات وخصائص الأمة العراقية الجديدة ، وهو تسائل مر حقا يدعونا لتوجيه الاتهام لكل من وقف ضد تبديل العلم الهجين ، الذي نراه بطريقة تثير السخرية خلف كل مسئول حكومي حيث انه يخالف القانون الذي اقره كون كل من المسئولين أو الإدارات الرسمية في محافظات العراق يكتب ( الله واكبر ) بخط مغاير للآخر ، وهو مخالف تماما للقانون الذي اقر به العلم الحالي ، أي إن كل الأعلام المرفوعة تخالف وتتعارض مع الشرعية ، وبالتالي لا شرعية لهذا العلم الذي لا يأخذ شكلا موحدا وبذا تنتفي الحاجة له ويجب أن يتم الإسراع بتصميم علم وطني عراقي وإقراره بالسرعة اللازمة بدون لف أو دوران لكي يحس الجميع أنهم يحترمون العلم العراقي الذي سيكون رمزهم الوطني في المستقبل . آخر المطاف : الشجرة المثمرة هي التي يهاجمها الناس* شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
https://telegram.me/buratha