المقالات

فاجعة تازة بين الصرخة والنسيان‏


الشيخ خالد عبد الوهاب الملا رئيس جماعة علماء العراق / فرع الجنوب

رب معترض يعترض على إثارتي لموضوع تازة باعتبار أن موضوعها أصبح قديما ولربما الشيء الذي فات على ذاك المعترض أن صرخات الضحايا لا تزال مدوية في عنان السماء تشكو ظلمها لرب العباد وتشكو هجر الناس لها أقول وأنا أنظر إلى مجموعة كبيرة من المصائب العظام الذي أصيب بها أهل تازة هذه الناحية المنكوبة والتي أشعر أننا تفاعلنا معها ومع أهلها حين وقوع الحدث في وقته وزمانه ومكانه وسرعان ما بدأنا بالنسيان ولا أدري هل هو نسيان متعمد؟ أم فطري مترتب صحيح أن النسيان نعمة من الباري عز وجل وسمي الإنسان لنسيانه ولكن هذا لا يعني أننا بحجة النسيان نغفل عن الجرائم الكبرى والتي تستهدف الأبرياء وتهز مضاجع الفقراء وترتعد لها فرائص الأولياء وحادثة تازة تعد بحق قتل جماعي مع سبق الإصرار والترصد وهو فعل مقصود به إيذاء هذه الشريحة التركمانية

وأنا أقول بصراحة هناك عتب حتى على الإعلام الر سمي العراقي حينما يتعامل مع مثل هذه الجرائم وأعتقد أن حجته الحفاظ على الوحدة الوطنية!!! وأي وحدة هذه بعد أكوام اللحم المتقطعة والجثث المتناثرة والأجساد التي دفنت تحت الأنقاض والمطلوب منا أن نبقى نبحث عن أصل الجريمة ودوافعها ومنفذيها حتى لا تقع فاجعة أخرى في منطقة أخرى فينكب أهلها ويقهر أصحابها هذا من جانب ومن جانب آخر لابد من ضمانات معنوية ومادية لأهل الضحايا والمتضررين هذه هي الحقيقة حينما نقف أمام صرخات الضحايا ضحايا الإرهاب والتكفير وعصابات مأجورة مستوردة تتقمص بلباس الإسلام تارة وتارة أخرى بملابس مختلفة والجرم واحد وإن تنوعت أدواته ألا وهو قتل العراقيين بطريقة بشعة وجانب أخر هو الصمت المتعمد من قبل بعض الأنظمة العربية والحكومات الإسلامية والمنظمات والهيئات الدينية صمت هؤلاء أمام هذه الفواجع ومنهج الاستنكار لم يعد كافيا وإنما يحتاج من هؤلاء موقف عملي صريح لطمس جميع الحاضنات التي تعبر للعراق عبر حدوده

ولو انفجرت سيارة واحدة في عاصمة عربية لغيرت حكومة هذه العاصمة خريطتها السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية تجاه الجميع وهذا حقهم!! لكن لماذا إذا انفجرت في العراق فهذا أمر طبيعي، وصحيح قالوها قديما ماحك جلدك مثل ظفرك ولكن هذا لا يعني أننا نصل إلى هذا المستوى الهابط من الشعور بالمسؤولية وردود الأفعال المخجلة والتي ينبغي على أمر طبيعي وصحيح قالوها قديما ماحك جلدك مثل ظفرك ولكن هذا لا يعني أننا نصل إلى هذا المستوى الهابط من الشعور بالمسؤولية وردود الأفعال المخجلة والتي ينبغي على إخواننا وأشقائنا من العرب والمسلمين أن يكونوا بحجم المسؤولية المترتبة عليهم فهم إما رافضون لهذا العمل وعليهم اتخاذ جميع الإجراءات الأمنية والإستخباراتية الرادعة لوقف هذه الهجمات من دولهم وأراضيهم وإما هم موافقون وداعمون لمشاريع قتل العراقيين فهنا وهنا المصيبة أعظم ولهذا قالوا بأن ظلم ذوي القربى أشد غضاضة أي أشد وطئة من غيرهم والمهم أن لا ينسى الناس الجرائم التي ارتكبت ضد العراقيين وبالمناسبة هذه الجرائم شملت جميع الطوائف والقوميات العراقية فإننا لم ولن ننس هذه الجرائم وحين نتكلم لا نريد أن نهيج المشاعر فحسب وإنما نريد أن يأخذ أهل الضحايا حقوقهم كاملة سواء الذين قتلوا على أيدي القوات الأجنبية وشركات الأمن المأجورة أو على أيدي رجال تقمصوا ملابس رسمية أو عصابات إجرامية إرهابية تحزمت وتحركت لكي تقتل العراقيين ذات اليمين وذات الشمال وجريمة الذين قتلوا فقط أنهم عراقيون اختاروا حياتهم الحرة الأبية

 ولكي لا ننسى ضحايا جرائم الإرهاب علينا أن نطالب البرلمان العراقي بتفعيل قانون مكافحة الإرهاب وأن يحاكم المجرمون باعتبار أنهم مجرمو حرب أم أن إخواننا في البرلمان أو أن بعضهم قد انشغلوا وأوغلوا بالانشغال بسبب بناء تكتلات سياسية جديدة بمطابخ عربية وأجنبية ولقاءت مع رموز هنا وهناك وهذا قد يصب في مصلحة العراقيين و لا يصب في مصلحتهم هذا موضوع آخر ووقته في مجال آخر غير هذا المجال أنا حزني وألمي على إخواننا الضحايا بل على أمهاتهم وأبنائهم وعلى أزواجهم حزني على ذلك الأب المفجوع وهو يجر قصيبة ابنته وشعرها من تحت أنقاض الهدم وإذا بالصخرة التي وقعت على رأسي ابنته تنطق بلسان تلك الطفلة الصغيرة والتي كسرت جمجمتها!! خنقني التراب يا أبتاه وأوجعني الصخر يا أبتاه فمزق أحشائي وحطم أسناني فحال هذا الركام بيني وبين حنانكم فلن أراكم يا أبتاه الوداع يا أبتاه الوداع يا أبتاه بحق إنها مأساة ومأساة ينبغي أن لا ننسى صرخات الأطفال وحسرات هؤلاء الضحايا وأهليهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الربيعي
2009-07-29
المظلومين يجب الانتصار والتذكير بمظلوميتهم في كل حين..ونشكرك ياشيخنا لتذكيرك بهذه الفاجعه عسى ان تستمع الحكومه وتعوض اهالي تازه بما يليق بتضحياتهم
عباس تركماني-كركوك
2009-07-29
شكرا لسماحة الشيخ خالد الملا على مقالته المعبرة في حق إخوته التركمان في تازه خورماتو، وأتقدم باسم جميع العراقيين التركمان بالشكر الجزيل لفضيلته على قوله الحق ونطق بالصدق وتعاطفه ووقوفه مع مأساة إخوته وأهله التركمان في ناحية تازه خورماتو، ونسأل الله لك الموفقية والنجاح والسداد في خدمة أبناء وطنك العراق الحبيب من دون تفرقة وتمييز أيها الشيخ الجليل.
عراقي من السويد
2009-07-29
باسمه تعالى انهاهيروشيماالعراق أيهاالشيخ الشهم ولقدكتبت الى بان كيمون لائما عدم ارساله ولا لجينة تحقيق رغم الوف الضحايا في الوقت الذي عقد الاجتماعات وارسل المحققين لتفخيخ شخص واحد ولم يجد ندائي ولا رمشة عين؟ هل من اصراركم الكريم وندائكم الغيور له وللوزارات المحتشمات الخارجيه وحقوق الانسان والمهجرين عسى ان يجدوا زئيرا مصحيا لهم من غفوة الكهف لولم يكن سوى الرضيع الناحب 7 أيام تحت الانقاض قبل لقاء ربه وطفل غزه عند جثمان أمه المهشم لحق الدنيا الساكتة عذاب عاد وثمودواصحاب الرس والأيكه ولوط؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك