المقالات

فضيحة اعلامية برسم الحزب الاسلامي


وإذ يعترف اعلام الحزب الاسلامي بانه اذاع المقابلة مع كارول، من اقنيته الاعلامية، قبل تسليمها الى السلطات العراقية، مخالفا طلبها بالتصرف بالمقابلة بعد ان تتحرر نهائيا من كابوس الاختطاف، فانه ارتكب مخالفة صارخة تدينها جميع المعاهدات والقوانين التي تحمي حق الصحفي في الحماية ومنع الاكراه والضغط والابتزاز، ولن يغير من هذه الخطيئة المرعبة الزعم بان كارول كانت تتحدث بحرية وهي بين يدي الوسطاء، وانها لم تتعرض للضرب والاكراه من قبلهم. ( بقلم : عبدالمنعم الاعسم )

اولا، ينبغي الثناء على مبادرة الحزب الاسلامي العراقي بالسعي لانقاذ حياة الصحفية الامريكية الشابة جيل كارول من براثن مختطفيها المتوحشين، لكن(ثانيا) ينبغي الاشارة الى ان الرواية التي قدمها إعلام الحزب عن مبرراذاعته مقابلة تلفزيونية للضحية قبل اطلاق سراحها، كانت ضعيفة ومتضاربة عدا عن انها تكشف عن محاولة، بطريقة ما، لتجميل عملية الاختطاف عن طريق اجبار الصحفية، المغلوب على امرها، على الادلاء بشهادة، تحت الاكراه، تمتدح فيها الخاطفين وتنزع عن وجوههم قبح الجريمة المروعة التي ارتكبوها باختطافها وبقتل مترجمها العراقي.

وإذ يعترف اعلام الحزب الاسلامي بانه اذاع المقابلة مع كارول، من اقنيته الاعلامية، قبل تسليمها الى السلطات العراقية، مخالفا طلبها بالتصرف بالمقابلة بعد ان تتحرر نهائيا من كابوس الاختطاف، فانه ارتكب مخالفة صارخة تدينها جميع المعاهدات والقوانين التي تحمي حق الصحفي في الحماية ومنع الاكراه والضغط والابتزاز، ولن يغير من هذه الخطيئة المرعبة الزعم بان كارول كانت تتحدث بحرية وهي بين يدي الوسطاء، وانها لم تتعرض للضرب والاكراه من قبلهم.

وقبل ان تعلن كارول امام وكالات الانباء والصحافة انها أرغمت على الإدلاء بأقوال غير مقتنعة بها لدى الافراج عنها، وقبل ان تقول «خلال ليلتي الاخيرة في الأسر، أرغمني الخاطفون على المشاركة في شريط فيديو دعائي» فان الكثير ممن استمعوا الى شهادتها التي اذاعها تلفزيون الحزب الاسلامي كانوا يشكّون في سلامة الوضع التي كانت عليه الضحية لكي تصوّر المختطفين كملائكة خلافا لحقيقتهم كخنازير، وربما كان المتوقع ان يعتذر هذا الاعلام عن تغطيته للجريمة لا ان يبررها بتعقيبه الخجول على اقوال الصحفية التي القاها حظها العاثر في طريق قطاع الطرق.

وتقول كارول ''الحزب الإسلامي وعدني بعد م بث المقابلة على الهواء على الإطلاق وقد نقضوا تعهدهم، على كل حال لم أتحدث بصراحة(في المقابلة) بسبب الخوف من انتقام الخاطفين'' اما الحزب فيقول ''لم يرغب المكتب الاعلامي فعلا بنشر المقابلة التلفزيونية وتكتمنا غاية ما نستطيع على خبر اطلاق سراحها حرصا على سلامتها ولكننا بثثنا مشاهد منها خصوصا بعد ان تسربت تفاصيل اللقاء إلى الصحافة'' وأوضح ''لقد ثمنت كارول موقف الحزب برسالة مكتوبة بحرية".

فمن الطبيعي ان نصدق القول بان كارول ثمنت موقف الوسطاء الذين سعوا الى تحريرها، لكن ثمة في البيان اشارة محيّرة الى ان الحزب "غير معني بالموقف الجديد الذي تبنته(كارول) عندما تحدثت عن الخاطفين أو ظروف احتجازها'' الامر الذي يعني، اذا ما تأملنا هذا النص جيدا، بان اعلاميي الحزب الاسلامي يحملون قراء التعقيب على الشك في الاتهامات التي وجهتها الضحية الى مختطفيها طوال اثني عشر اسبوعا من الاقامة الاجبارية في كابوس الموت.

عبد المنعم الاعسم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك