المقالات

مستقبل العلاقة الأميركية – العراقية -1-

2154 18:52:00 2006-08-31

( بقلم عدنان آل ردام العبيدي- رئيس تحرير صحيفة الاستقامة- رئيس اتحاد الصحفيين )

أية عملية تقويمية لأية خطوة علاقاتية سياسية عراقية - دولية او إقليمية لا يجب ان تقوم على اساس المرحلة التي سبقت التاسع من نيسان عام 2003 فيما اذا أردنا لهذا التقويم ان يأخذ منحى مستقبلياً او ان يشمل اتجاهات غير سياسية كالاتجاهات الاقتصادية والثقافية والعلمية والتعاون المشترك.

هذه الرؤية لا تعني إلغاء للتأريخ مثلما انها لا تقصد التأسيس لاحقاد وضغائن تفرضها احياناً المواقف السلبية الماضية للآخر تجاه الآخر الثاني الذي انتقل الى وضع مغاير غير الذي كان عليه وكمثال على ذلك لا ينبغي للتجربة العراقية الحديثة التي تقودها حالياً قوى سياسية وصلت الى السلطة ان تنتقم من جيران العراق او من المجموعة الدولية وحتى مجلس الأمن او الجامعة العربية لانهم في يوم ما "اصطفوا" مع نظام صدام ضد هذه القوى.

هذه القاعدة تنسحب على دولٍ عربية وغير عربية، إسلامية وغير إسلامية اوربية وامريكية لكننا سنتوقف عند المحطة الامريكية في هذه المرة باعتبار ان العلاقات العراقية – الامريكية باتت تشكل ثنائية غير طبيعية وربما لا توازيها في الأهمية والاتجاهات الا العلاقات العراقية- البريطانية خلال الفترة الممتدة من عام 1914 وحتى العام 1958.

واذا اردنا ان نكون اكثر دقة فربما لا نبتعد عن الحقيقة فيما اذا ذهبنا الى أرجحية الأهمية في العلاقات العراقية – الامريكية على البريطانية رغم قصر الفترة التي خضعت لها العلاقة بين بغداد وواشنطن.لسنا هنا في وارد التوقف عند المحطات الرئيسية لنتلمس خلالها حجم ونوع العلاقة بين الطرفين لذا نجد انفسنا مضطرين لطوي صفحات عديدة وصولاً الى ما بعد مرحلة 2003.

هذه المرحلة او المحطة هي اختزال لمحطات الحرب العراقية - الايرانية وما تستبطنه من اسرار غاية في الاهمية وكذلك هي تجاوز لأحداث الثاني من آب عام 1990، بداية احتلال نظام صدام لدولة الكويت، مثلما هي تخطي للاحداث التي رافقت طرد القوات العراقية من الكويت في شباط 1991 وتفجر الانتفاضة الشعبانية في العراق، الا انها اشارة مرورية تشترط التوقف عند محطة دخول القوات الامريكية الى بغداد وانهاء حقبة صدام لتبدأ بعدها الحقبة التي نعيش تجلياتها الآن ومستقبلاً.

التواجد الامريكي العسكري المكثف في بغداد يوازيه الحضور السياسي له، اعاد رسم الخارطة السياسية العراقية الى حد استبدالها، فواشنطن لم تشتغل بالملف العراقي كإرث بريطاني، انما عملت عليه كمشروع خاص بها يخالف مبدأ لندن من حيث الآليات وربما يلتقي معه من حيث النتائج ولكن باعتقادي بطريقة اكثر فاعلية من الطريقة البريطانية.

بريطانيا قدمت للعراق مشروع المذهب الواحد والحزب الواحد وفقاً لما تمليه عليها مصالحها.. وواشنطن قدمت القوميات المتعددة والاثنيات المتعددة والمناطق المتعددة ايضاً، وفق ما تمليه عليها مصالحها كذلك، لكن بالتأكيد ما توافر من خبرة لدى القوى السياسية العراقية الحاكمة حالياً لم يترك واشنطن تشتغل بالملف العراقي وفق ما تريد هي فقط.

القوى السياسية العراقية تفهم جيداً حجم الدور الامريكي بالمشهد العراقي وكذلك فإنها تفهم بشكل اكبر استحقاقات المنفعة المتبادلة بينها وبين كل دول العالم لكن على واشنطن ان كانت راغبة فعلاً بتحقيق مصالح متكافئة مع العراق او غيره فعليها الا تنظر فقط الى حجم وجودها العسكري وحضورها السياسي في العراق انما يجب عليها ان تنظر الى الرغبة المشتركة للتأسيس لعلاقة طبيعية بين كل مكونات الشعب العراقي والشعب الأمريكي وبالتالي بين الدولتين مع احترام خصوصية كل بلد للبلد الآخر.وللموضوع صلة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك