المقالات

خطوات نحو بناء المنظومة الأمنية العراقية


احمد حبيب السماوي

لقد شكلت ظاهرة تعدد الأجهزة الأمنية في العراق مشكلة تؤرق الجميع وانبرى لها الكثير بين مبغض ومحب لها , وكذلك تداخل الصلاحيات فيما بينها وعدم الوضوح في أدوارها الحقيقية التي شكلت من اجلها مما جعلها مدار خلافات بين المستويات السياسية المختلفة حيث إن النقاش غير المجدي فيها يؤدي إلى خلق بيئة أمنية غير مستقرة في وقت نحن في أمس الحاجة إلى تضافر جهود الجميع لصد موجات العنف التي تتلاطم على ارض العراق 0 ظلت الأجهزة الأمنية العراقية وعلى مدى العقود المنصرمة ونتيجة لسياسات الأنظمة الحاكمة أداة بيد السلطة من خلال إشراكها بالصراعات السياسية الداخلية واعتبارها اليد الحديدة للحاكم يضرب بها خصومه السياسيين وربما في بعض الأحيان هي الحاكم نفسه تضطهد الشعب وترعبه وتكبح حرياته لتطبيق سياسات السلطة مما جعل بينها وبين عامة الشعب حاجز من الكراهية أصبح جزءا من عقدنا النفسية مازال مستمرا معنا حتى بعد تغيير النظام 0في البداية يجب على المواطن أن يتخلص من مفهوم خاطئ يقول أن المؤسسات الأمنية تتعارض مع الديمقراطية والحرية فهذا مفهوم غير صحيح قد كرس في عقولنا من قبل أنظمة حاكمة كانت لاترغب للمواطن أن يكون له دور في رسم سياسات الدولة بل العكس هو الصحيح ففي اغلب الدولة المتقدمة تكون المؤسسات الامنية هي الحامي والداعم للديمقراطية ، فلو أخذنا دولة مثل ألمانيا الاتحادية نجد أن فيها (12) جهازا امنيا متخصصا في شتى المجالات من امن داخلي , مكافحة الإرهاب , مكافحة التجسس امن خارجي00 الخ ومع هذا نجدها من أفضل الديمقراطيات في العالم وأكثرها استقرارا امنيا 0 والأمر الأخر المهم هو أننا بحاجة إلى تغيير في عقيدتنا الأمنية السابقة شكلا وعملا والمأخوذة اغلبها من أيدلوجيات شرقية ( مثل KGB ) تتخذ من الحاكم ربا تعبده ومن ثم إعادة بناء المنظومة الأمنية لتكون شبيه بمثيلاتها الغربية والمعروفة بولائها التام للدولة لا السلطة الحاكمة وجعلها أداة تنفيذية بيد المواطن تساعده في ممارسة مهامه بكل حرية وديمقراطية .ولكي نضع أرجلنا على الطريق السليم في بناء مؤسسات أمنية مرموقة حيادية وغير حزبية في مواجهة التحديات الراهنة يجب علينا الشروع في اتخذ الخطوات التالية 1. تشكيل هيئة أمن عليا تشرف على الأجهزة الأمنية وتنظم عملها وسياساتها 02. إقرار القوانين المتعلقة بها لأعطاها أكثر شرعية ومصداقية 03. إخضاعها لرقابة الجهات البرلمانية والتشريعية مع الاحتفاظ بسرية المعلومات 04. تحديد ارتباطها بدقة, وصياغة هيكلها بصورة واضحة, والتعريف بمهامها على ارض الواقع 0 5. تولي قياداتها لمدة معينة ( 5 سنوات مثلا ) 0 6. يجب أن تنأى قياداتها عن الانتماءات الحزبية والطائفية 0 7. تخصيص موازنة مالية كافية لأداء مهامها بصورة أفضل 0 8. دمج الأجهزة الأمنية التي تكون متشابهة الصلاحيات بعضها ببعض 0 9. منع الأجهزة الأمنية من التدخل في العمل السياسي 010. تثقيف أعضاء الأجهزة الأمنية على احترام حقوق الإنسان.

احمد حبيب السماوي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك