مأساة شعب ابى الاستسلام , مأساة شعب لم يرتضي ان يسلب كرامته , مأساتكم اهلي لم نسمع مثيلاً لها حتى في الروايات . ( بقلم : المهندس بهاء صبيح الفيلي )
الفيلية وعبر عقود طويلة عانوا الكثير من ويلات ومصائب وكان اخرها التهجير القسري الذي الم بهم , ومع التهجير حجز ابنائهم والذين فقدوا في غياهب السجون الصدامية شباب بعمر الزهور اختطفهم ازلام الطاغية من بين اهاليهم ليستخدمهم في حقول تجاربه الكيمياوية ويدفنهم في مقابر جماعية , عشرات الالوف من خيرة الشباب المتعلم ضاعوا في لمح البصر ولم نرى ولم نسمع , كلمة استنكار من اي شخص يدعي حقوق الانسان , او اي دولة تدعي الديمقراطية , ولما يستنكروا او يشجبوا مادام الجلاد حليفاً وصديقاً , وهؤلاء تهمتهم انهم اكراد فيلية وعليهم ختم تبعية ايرانية , هؤلاء دفنوا دون ان يعلم الى الان مكان دفنهم , او اشارة تدل على اثرهم , رموا اهاليهم على الحدود بين حقول الالغام مجردين من كل ما يملكون , اموال ومدخرات , وحتى وثائقهم الثبوتية من هوية احوال مدنية او الشهادة الجنسية , وحتى الوثائق المدرسية .
سلبوهم كل شيء واحتضنتهم الجمهورية الاسلامية بالرغم من كل المشاكل التي كانت تعاني منها ان ذاك , واتتهم المساعدات من الشعب الايراني من كل صوب عندما عرضوا على شاشات التلفزيون , مئات الالاف دون اي شيء مرميين على الحدود مسلوبة منهم كل شيء بلا مأوى ولا طعام تستغيث والعالم كله اصم لا يجيب , النساء والشيوخ انهكهم السير والتعب, والاطفال يصرخون من شدة الجوع , اين كان ياترى هذا الضمير العالمي الذي الان صحى ليدافع عن الجلادين ؟ اين كانت المنظمات العربية والعالمية لحقوق الانسان !!! ايام وسنين مرت ولكن ذاكرة التهجير تبقى وصمة عار في جبين الانسانية . امهات نامت على الارض حتى فارقن الحياة وكيف يفترشن شيئاً وليس لهم علم بأبنائهم , ينامون ام لا ينامون , يأكلون او لايأكلون , على قيد الحياة ام فارقوها , اباء شلوا وفقدوا القدرة على الكلام , اخوات جنوا وماتوا في المستشفيات , مأساة قل حدوثه في التاريخ , مأساة شعب ابى الاستسلام , مأساة شعب لم يرتضي ان يسلب كرامته , مأساتكم اهلي لم نسمع مثيلاً لها حتى في الروايات . اطفال حرموا من التعليم في بلد غريب عليهم بكل شيء . عوائل رفضت تصديق ماحدث لها فأثروا ان يبقوا في المخيمات التي فقدت الخدمات مع مرور الوقت , انه زمن الضياع الذي عاشه مايقارب نصف مليون كوردي فيلي . والان مشتتين في بقاع الارض , ووطنهم الى الان لم ينصفهم , لم يعد لهم حقوقهم , لم يقدم لهم اعتذاراً ويرد به اعتبارهم , وطن من اجله قدم الفيلية نهر من الدماء , وطن في كل ركن وفي كل حزب وطني لهم فيه ذكر. وطن لم نبدله بأي من الاوطان , ولكن اين هم ابناء وطننا ؟ اين هم الذين يدعون انهم يحقون الحق ويزهقون الباطل , اين حقوق الفيلية من ذلك الادعاء ولما الباطل يصول ويجول الى الان , هل كل ماقالوه كان مجرد كلام !!! المهندس بهاء صبيح الفيلي
https://telegram.me/buratha