( بقلم الكوفي )
لعل الكثير من القراء تابع بشغف قصة اختطاف الصحفية ( جيل ) بكل تطوراتها من خلال الموقع الرائع لوكالة انباء براثا نيوز .
اليوم وبعد الافراج عن عضوة مجلس النواب تيسير المشهداني وقرائتي للتصريح الذي ادلت به لوكالات الانباء استوقفني امر هام وهو هل ان هنالك تشابه بين عمليتي الاختطاف وهل ان الجهة التي خطفت ( جيل ) هي نفس الجهة التي اختطفت ( المشهداني ) هذا ما سنتناوله في مقالنا على محاور عدة تكشف لنا نقاط الالتقاء ونقاط التقاطع مع نظرة تحليلية تتخللها مجموعة من الاسئلة تحتاج لاجوبة ربما نكون عاجزين عنها .
اولا : اوجه التشابه في اختيار موقع الاختطاف .أ _ عملية اختطاف الصحفية جيل بالقرب من مكتب عدنان الدليمي وهي على موعد لاجراء مقابلة .أ _ عملية اختطاف الدكتورة المشهداني بالقرب من نقطة تفتيش وعلى بعد 110 متر .ماذكرناه في الفقرة ( أ ) هو ان التشابه بين العمليتين وقع بالقرب من جهتين تعمل في الدولة سواء كان ذلك بالنسبة لعدنان او نقطة التفتيش وبالتالي ان تلك الجهتين كان لهما يد في عمليتي الاختطاف .لكن الغريب هنا ورغم التشابه نرى ان هنالك مفارقة تستحق الوقوف وهو ان ( جيل ) ذكرت موقع الاختطاف مع تحديد الجهة التي تعمل في الحكومة ونقصد ( عدنان الدليمي ) لكن الدكتورة ( المشهداني ) لم تذكر نقطة التفتيش هل كانت تابعة للداخلية ام للجيش .
ثانيا : اوجه التقارب في طريقة الاختطاف من قبل الخاطفين .أ _ تم اختطاف ( جيل ) بكل هدوء ودون اي مشكلة تذكر وكانه الخاطفين على موعد مسبق مع المخطوفة مع قتل مترجمها بدم بارد وهذا ماجاء على لسان الصحفية .أ _ تم اختطاف ( المشهداني ) بكل هدوء ودون اي مشكلة تذكر بعد اقتياد حراسها ومخاطبتها بالدكتورة تيسير وكانه الخاطفين على موعد مسبق كذلك .لكن ورغم هذا التشابه ايضا هنالك مفارقة تستحق ان نقف عندها ، وهو ان ( جيل ) ذكرت لنا ان الخاطفين قد قتلوا مترجمها في نفس اللحظة التي تم فيها عملية الخطف ، لكن الدكتورة لم تذكر لنا اين هو مصير حراسها الشخصيين .
ثالثا : اوجه التشابه في مكان اقامة المخطوفتين .أ _ ذكرت لنا (جيل ) ان اغلب الاماكن التي اقامت فيها اثناء الاختطاف كانت بين العوائل وقد سمح للنساء والاطفال برؤيتها والحديث معها .أ _ كذلك ذكرت ( المشهداني ) ان اماكن اقامتها كانت في بيت عائلي وقد سمح للنساء بعد فترة بالحديث معها .هنا ايضا هنالك مفارقة تستحق الوقوف بشكل ملفت للنظر وللقاريء حق الاستنتاج .لقد ذكرت لنا ( جيل ) تعامل الخاطفين وعوائلهم معها بكل التفاصيل ولم تذكر لنا بانها اودعت في غرفة مع تواجد الحراس معها في نفس الغرفة . على عكس ما ذكرته السيدة ( المشهداني ) حيث قالت انها اودعت غرفة ذو خدمات جيدة مع تواجد اثنين من الحراس في نفس الغرفة .
انا لا اريد ان اعلق هنا فللقارىء العزيز ان يستنتج ويحلل ويصل الى نتيجة لا تقبل الشك .ماذكرناه من اوجه التشابه في هاتين العمليتين هو ليس استنتاج وانما ما صرح به للاعلام كلا المخطوفتين بغض النظر عن الاهداف . اسهبت ( جيل ) بالتفاصيل لما جرى عليها وذكرت كل شارده وواردة ومما ذكرته ( جيل ) ولم تذكره ( المشهداني ) نوجزه في نقاط ايضا .
اولا : ذكرت لنا ( جيل ) بان الخاطفين كانوا يترددون عليها دائما حتى وصلت الى معرفة الكثير عنهم ورغم المعاناة اعتبرت ( جيل ) ان هذا مكسب لم تكن تحلم به بمعرفة الارهابيين وتحديد هويتهم .
ثانيا : طلب الخاطفين من (جيل) تصوير اكثر من فلم كي يعرض على وسائل الاعلام للضغط على الجهات المعنية وبالتالي تنفيذ مطالب الخاطفين .
ثالثا : نحن نعرف القصد من وراء التصوير ليس فقط للحصول على مطالبهم وانما ايصال رسالة بان المختطف على قيد الحياة .
رابعا : كان للخاطفين مطالب محددة وقد اعلن عن قسم منها وكانت مفاوضات مستفيضة مع الخاطفين واللقاء بهم من قبل عدنان الدليمي وهذا ماذكرته جيل بل ماذكره عدنان نفسه وقد تبرع لوجه الله باعطاء الخاطفين مليون ونصف المليون دولار للافراج عن (جيل) وقد افلح في ذلك على حد قوله .
خامسا : نرى جيل تذكر مترجمها مرات عديدة وهي متالمة الى حد انها تعتبر نفسها مذنبة لولا هي لما جرى عليه ماجرى . وهنالك العديد من النقاط التي تستحق الوقوف وبالنسبة لنا في هذا المقال نقتصر على ماذكرناه اتجاه خطف الصحفية ( جيل ) .
عودة الى السيدة ( تيسير المشهداني ) لم تذكر السيدة المشهداني مالذي كان يريده الخاطفين واين هو مصير الحراس الشخصيين ومن يقف وراء اختطافها ومن هم المفاوضون ان وجدوا وهل حصل الخاطفون على ما يريدون وكيف تم اطلاق سراحها وهل تم تصويرها من قبل الخاطفين وما اسم المكان الذي مكثت فيه طيلة مرحلة اختفائها وهل حاورها الخاطفون ايام اختطافها وهل وهل ...... ؟
اسئلة كثيرة تحتاج الى اجوبة مقنعة تضع النقاط على الحروف فالدكتورة ( تيسير المشهداني ) مطالبة لكشف الحقيقة وتعرية الجهات التي وقفت وراء اختطافها واظن على الدكتورة ان تتحرك سريعا بكل ما اؤتيت من قوة للافراج عن حراسها والذين لا يقلون شئنا عنها .
في الختام اقول ربما انتهت المسرحية ولكن الستار لم يسدل بعد لان معدي السيناريو لم ينجزوا عملهم ولم ينتهوا منه ولربما بعد فترة تظهر علينا المشهداني كي تقص علينا قصة اختفائها في الظرف المناسب والوقت المناسب .
بقلم الكوفي
https://telegram.me/buratha