ومع التناقض الفاضح لتلك التصريحات بين حلم الحالمين والواقع المأساوي ( بقلم : أبو حسام السوداني )
بسم الله الرحمن الرحيم
يطرق مسامعنا بين آونة وأخرى الكثير من التصريحات السياسية والعسكرية بإستمرار العمليات العسكرية المتلاحقة في معظم مناطق العراق وتوجيه الضربات الموجعة والقاصمة لظهور الأرهاب والإرهابيين مع الإستمرارفي عمليات المداهمة النوعية ضد بؤر تواجدهم ومناطق تجمعهم وتدريبهم والتي ينتج عنها إلقاء القبض على العديد من المشتبه بهم أو المتورط والمتعاون معهم ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والأعتدة التي يستعملونها في عمليات الأجرامية سواء التي تلقوها من أعوانهم في دول الجوار أو من مخلفات مستودعات الذخيرة للنظام السابق , وقد أدت هذه العمليات والمداهمات إلى تفكيك الكثير من خلايا وبؤر الأرهاب والتوصل تقريباً إلى القضاء عليهم كما تدعي تلك التصريحات ( الأطمئنانية التخديرية ) الغير مسؤولة للمسؤولين العسكريين والأمنيين والقرب من تجفيف منابع الأرهاب كخطوة متقدمة للقضاء عليه ولكن بالمقابل من ذلك نرى استمرار وتفاقم الأعمال الإرهابية المروعة في حصاد الأرواح البريئة لأبناء شعبنا المظلوم وبالأخص الشيعة .
ومع التناقض الفاضح لتلك التصريحات بين حلم الحالمين والواقع المأساوي الذي يمر به العراق الجريح من جهة وبين تصريحات القادة العسكريين الميدانيين لقوات الاحتلال ومن وراءهم بعض المسؤوليين في الأدارة الأمريكية والقوى الأخرى المتحالفة معها باستمرار وتصاعد وتيرة العنف المسلح في العراق والى احتساب خبرة قتالية ولوجستية كبيرة من جهة اخرى مع امكانية انتشاره إلى خارج الحدود حتى أن البعض من هؤلاء ذب بخيال من تحول العراق الى قاعدة لتصدير الأرهاب الى العالم .
نعم لقد حققت الأجهزة العسكرية والأمنية نجاحات متميزة في تحطيم الكثير من مواقع الأرهاب على المستوى الشخصي كبعض أمرأة كما يدعون والدعم المعنوي واللوجستي في المستوى الآخر وهي والحمد لله مستمرة في ذلك ولكن يبدو إن تجفيف مصادر تمويل الأرهاب وأمكانيه فصل الارهابيين عن حاضناتهم ومتابعة الأجهاز عليهم بقوة يتطلب وضع خطط وحلول ودراسات ذات طابع امني واجتماعي تشترك فيه كافة المنظمات الاجتماعية ودوائر الدولة ذات العلاقة وكافة رؤساء الكتل السياسية وأصحاب القرار في المؤسسات الأمنية وشيوخ ووجهاء العشائر كافة ووضعهم أمام مسؤولياتهم الجسمية في هذا الظرف الراهن والعصيب وما مطلوب منهم من وضع الحلول السياسية والأجتماعية والأقتصادية والعسكرية والأمنية واللوجستية والفنية ذات الطابع التعبوي والإستراتيجي وليس وضع حلول جزئية يتبناها الجانب العسكري فقط . وفتح تلك الأبواب الكبيرة كالبطالة وتوظيف الطاقات المعطلة قسراً ( كرجال الجيش العراقي السابق ومنتسبي التصنيع العسكري ) ومعالجة مشاكل الفساد المالي والإداري ووضع الحلول الناجعة لماضل الخدمات البائسة ومواجهة فيالق الأعلام التخريبي المضاد للعملية السياسية الكبرى في العراق يتطلب جهد وتضحيه ونكران ذات وتفضيل مصلحة الوطن الجريح والمواطن المحترم على كل المصالح الآنية والذاتية والمصلحية الأخرى .
بقلم: أبو حسام السوداني
https://telegram.me/buratha