( بقلم سعد البغدادي )
كنت اسمع من الصحافة وبعض وكالات الانباء عن سفر اعضاء البرلمان العراقي خارج القطر لقضاء فترة العطلة الصيفية طبعا لم اصدق مثل هذه الاخبار, ظنا مني ان الناخب العراقي الذي انفرد في العالم انه انتخب قوائمه بكافة تلاوينها بالدم يستحق من قبل هولاء الاعضاء بذل جهد اكبر, الا اني فوجئت باتصال هاتفي من صديق عزيز على قلبي وهو عضو في البرلمان وهو يتصل بي ليستفسر عن استشهاد احد اصدقائنا وكيف حدث الحادث واستغربت لاعتذاره حينما سالته اني سارك في مجلس الفاتحة قال لي انه الان خارج العراق في هولندا بلاد الارض المنخفضة حمدت الله لانك تتذكر الارض المنخفضة؟
صديقي العزيز وقد يزعل الان حينما يقرء مقالي طلب مني ان لاافضحه واقول انه في هولندا ومجموعة كبيرة من اعضاء البرلمان الموقر لكنه اخبرني وبخبث ان امريكا اخذت مجموعة كبيرة من اعضاء البرلمان الى هولندا وهو ضمن هذه المجموعة وبخبث جنوبي قال لي( شعرة من جلد خنزير).
لااذكر من منا اغلق الهاتف لكني بت ليلتي افكر في هولندا الارض المنخفضة ترى هل حقا وصل اعضاء البرلمان الى هناك, ترى هل ساصبح عضو في البرلمان في السنوات القادمة ويحملني العم سام الى الاراضي المنخفضة ؟ ايه ايها الانتخابات متى تاتين متى تنقضي هذه السنوات الاربع كي ننعم بالسفر.نساء البرلمان في العمرة يبدوان نسائنا تذكرن اخيرا موسم العمرة فتابطت كل واحدة منهن ذراع زوجها وشمرن عن ساعد ايمانهن وقررن الاقتداء بالسيدة زبيدة تحج عاما ماشية وعاما راكبة وحينما اقول نسائنا فاقصد بهن عضوات البرلمان الموقرات. ترى هل هذا موعد العمرة وجراح العراق كبيرة ومشاكلنا عويصة بدء من ازمة الكهرباء والوقود والتجارة الى بقية الازمات المستفحلة والمستعصية على الحل , ترى هل يفترض باعضاء البرلمان وعضوات البرلمان ان يكونوا كلهم بمستوى من الورع والتقوى والزهدبحيث يستغنون عن قراءة وصية الامام علي الى مالك الاشتر حينما ولاه امارة مصر. واتسائل ترى هل حقا ان اعضاء البرلمان يعرفون هذا العهد طبعا صديقي الذي حدثتكم عنه وهو الان في هولندا طلب مني كتاب كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته لتوفيق الفكيكي الا انه الى الان لم يقرء الكتاب حسبما يقول فوقته ضيق.
ترى هل يعرف اعضاء البرلمان ان امامهم مناقشة قانون الاستثمار ومناقشة التعديلات الدستورية ومناقشة اقرار النظام الفدرالي من عدمه هل يعرف هولاء السادة المبجلون ان مهمتهم شاقة وان اياما تنتظرهم هي ليس اقل من ايام محاكمة الطاغية صدام, , ترى هل يعرف السادة اعضاء البرلمان انهم في العراق ذلك البلد المتقلب الاهواء حيث وصفه الفرزدق وهو يخاطب الحسين عليه السلام: اعلم انك ذاهب الى قوم لسانهم معك وسيوفهم عليك.
هل يعلم سادتنا ان العراق بلد الحضارات بلد ثورة الزنج بلد الثورات التي ارغمت انوف الظالمين ومرغت انوفهم من الحجاج الى صدام. طبعا لايعلمون لان احدا منهم لم يقراء كتاب علي الوردي لمحات اجتماعية ولان احدا منهم لم يقراء عهد علي الى الاشتر ولان احدا منهم لم يتعض من صدام ولان احدا منهم لم يتق الله في الشعب العراقي المظلوم.
https://telegram.me/buratha