( بقلم اسعد راشد )
مرت سنة كاملة على كارثة جسر الامامين عليهما السلام ـ الكاظم والجواد(ع) ـ والتي تسبب الارهاب الاعمى الطائفي في حدوثها وحينها لم يكن يعلم الجموع المغدورة على الجسر ان المكان الذي تم اغتيالهم فيه يعيد الذاكرة الى التاريخ الذي سطر نفسه في ذلك اليوم الذي استشهد فيه الامام الكاظم عليه السلام اكبر حادثة في عهد الطاغية العباسي الذي سعى عبر "اغتيال" الجثمان الشريف على الجسر محو معالم بغداد المعنوية والفكرية والتي كان العباسيون يدركون مغزى وجود تلك الشخصية العظيمة وابعاد دفنها فيها والتي تحولت بمرور الزمان الى مركز ثقل لاتباع تلك الشخصية كما ان تلك الجموع ـ المغدورة ـ لم تكن تعلم يومها ان اغتيالهم على ذلك الجسر كان هدفا متواصلا وامتدادا لسياسة الطاغية العباسي هارون الرشيد في ان لا تتحول بغداد الى ثقل لاتباع اهل البيت (ع) فجاءت كارثة جسر الائمة التي تعمد الارهابيون والطائفيون في التسبب بها من خلال ما اقدموا عليه من بث الرعب في صفوف الزائرين من فوق الجسر بوجود انتحاري عفن وهو ما لم يستبعد في ان يكون ذلك الارهابي الملغم كان حاضرا ليوصلوا رسالتهم "الهارونية" الاموية الى بغداد الشيعية وقد قالوها لعشرات المرات في تصريحات رؤوسهم العفنة من امثال "مشعان" والدليمي والهاشمي وغيرهم من رؤوس الارهاب والطائفية بانهم لايسمحون ان تتحول بغداد الى شيعية وقد مارسوا كل انواع الارهاب والقتل ومازالوا يرسلون مفخخاتهم واجسادهم النجسة في اكثر احياء بغداد الشيعية لتطهيرها من اتباع اهل البيت (ع) وقد شكلوا جمهوريات الرعب والارهاب الطالبانية في الاعظمية والغزالية والعامرية وغيرها بهدف ضرب الوجود الشيعي المسالم في العاصمة واقصائها عن حدودها الادارية كمقدمة لاقصائهم عن الادارة السياسية لعل ذلك في نظرهم يمكنهم من اعادة الحكم الضائع والمجد الغابر ‘ الا ن صمود رجال الله واستقامة شيعة ال البيت ووقوفهم كالجبل الاشم في وجه هجمتهم البربرية قد افقدهم صوابهم وافشل لحد ما مخططهم الذي مازال قائما لمنع تثبيت واقع
.. ان بغداد ذات الاغلبية الشيعية هي "شيعية" ..واليوم حيث تمر ذكرى كارثة الجسر وذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم عليه السلام واصلت جموع الزاحفين من مختلف احياء بغداد وبعض المدن الجنوبية سيرا على الاقدام نحو الكاظمية وباعداد لم يسبق لها مثيل في تاريخ العاصمة العراقية في تحدي واضح لمخطط الارهاب الطائفي فقد عبرت الجموع المليونية كل منافذ العاصمة ومرت حتى على جيوب الطائفية وقد تعرض عدد من الزائرين لنيران الغدر واستشهد عددا منهم الا انهم واصلوا الركب وقد وصل عدد الزائرين لحين الظهيرة من يوم الاحد بتاريخ 20/08/2006 الى اكثر من خمسة ملايين انسان مما حدى لبعض المراقبين بوصفها انها اكبر تظاهرة سياسية احتل خلالها الشيعة بغداد لمدة يومين باالشكل السلمي ومن دون سلاح اذهل الكثيرين واثار استغراب معظم المراقبين السياسيين لم يستطع الارهابيون من فعل شيئ بل وقفوا جميعا حائرين والدماء قد تجمدت في عروقهم!.حقيقة ان بغداد شيعية لا يمكن نكرانها ولا يمكن اخفاء معالمها مهما تعاظمت المحن ورغم التحديات ورغم كل اعمال التطهير الطائفي والمحاولات الحثيثة من قبل الطائفيين لخلق كانتوناتهم اطرافها وزرع بؤر استيطانية تضم شذاذ الافاق القادمين من اقاليم الجوار الا ان ذلك لم يغير من الواقع شيئا ولم يستطيع من منع قيام فيدالية لبغداد الشيعية يقودها المسالمون من اتباع اهل البيت بعد ان يتم التصديق على فيدالية الجنوب والوسط والتي يجري السجال حولها وقريبا يتم طرحها على البرلمان بعد ان تم استكمال البحث والدرسات المستفيضة عنها .بغداد الشيعية فرضت نفسها اليوم من خلال الجموع المليونية التي توافدت لزيارة احد رموزها التاريخيين ‘ بغداد الشيعية قد اعلنت اليوم عن كيانها وسط نحيب الملايين الذين جاءوا من اطرافها ووسطها ومن اقصى الجنوب ليعاهدوا سيدهم وامامهم على ان يبقوا اوفياء لرسالته وليقولوا جميعا "هاهنا موقع دولتنا" وهنا مركز فيدراليتنا .بغداد الشيعية اخرست اليوم بملايينها الالسن الطائفية والقمتهم حجرا بحجمها ‘ فهل تكون هذه المسيرة المليونية منطلق لقيام بغداد الحرة الابية بغداد الكاظم والجواد خاصة وان العاصمة في هذا اليوم اصبحت تحت السيطرة المليونية وهي تصدح بشعار الولاء الحسيني وبالحب والعشق والشوق لاقامة الفيدرالية لكل العراق ؟اسعد راشد
https://telegram.me/buratha