المقالات

الانفال في ذاكرة الكورد... الانفال في ذاكرة العرب

1850 13:15:00 2006-08-22

( بقلم سعد البغدادي )

 في منتصف عام 1989 حيث كنا جنود في منطقة فايدة طلب من امر المدرسة العقيد ذنون الذهاب بفرضية حدد لنا الطريق بعد مسيرة ثلاث ساعات اضعت نفسي انا وصديقي ابو اسراء عن مسيرة السرية التي كنا فيها وذهبنا باتجاه الشرق حيث الجبال الشاهقة استرحنا هناك لمدة ساعة ثم اضعنا الدرب فعلا عن وحدتنا والتي عرفت بمدرسة ضباط الصف الثانية

خيم المساء علينا ونحن لانعرف الطريق وصلنا الى قرية مهجورة بيوت مهدمه ملابس اطفال ممزقة عثرت على حذاء طفل صغير ولعبة والى جانبها ملابس كانت فيما يبدو لهذا الطفل تذكرت ولدي الصغير جعفر لا اعرف شعرت بالرغبة في البكاء وقبل هذه الرغبة وجدتني ابكي, اي جريمة قذرة ارتكبت هنا, قبل مغيب الشمس كنت وصديقي ابو اسراء قد فتشنا كل القرية ودخلنا في كل بيوتها المهدمة كانت اثار القصف الوحشي واضحة ومعالم الجريمة لايمكن لاي نظام ان يطمسها, لم تكن العودة الى موقعنا سهلة فقررنا المبيت واين في القرية المنكوبة .

لم تكن ليلتنا عادية فان تقضي ليلك في قرية مدمرة ولاتزال اثار تلك الجريمة مكشوفة وللعيان فانه امر لايمكن احتماله. الى اي حد يمكن لهذا النظام ان يستمر في قتل الشعب. صورة ذلك الطفل لايمكن ان تفارق ذاكرتي.

في الصباح قررنا المسير وفعلا وصلنا في الساعة الثانية عشر ظهرا وجدنا المدرسة في حالة هيجان الجميع يبحثون عنا اقترب منا احد الاصدقاء وقال ان ضابط الامن والعقيد يبحثون عنكم

ارسل ضابط الامن في طلبنا واستفسر اين كنا والى اين ذهبنا شرحنا له اننا لانعرف الطريق وبتنا في الجبال ولم نذهب الى اي مكان اخر . بعد ساعة ارسل العقيد ذنون في طلبنا,

دخلنا القاعة والعقيد يعرفنا جيدا فهو مطلع على ملفاتنا الامنية ويعرف جيدا اننا كنا معتقلين في الجامعة بسبب توجه سياسي معين وهو يعرف ان ثلاثة من اخوة ابو اسراء قد اعدمهم النظام

اجلسوا,

طبعا لايمكن ان نجلس في حضرة العقيد ذنون

صرخ بنا اجلسوا.

حاولنا ان نجلس

اين ذهبتم البارحة

لم نذهب الى اي مكان

سعد وعلي تحدثوا بصراحة والا علمتكم كيف تتحدثون

شرحنا له اننا ضعنا من الفرضية وبتنا في مكاننا

تحدثوا غير هذا الكلام

ليس لدينا اي كلام

صورة الحذاء واللعبة لم تفارقني كدت اصرخ بوجه نعم راينا جريمتكم راينا القرية المدمرة وشاهدنا مقتل الاطفال كدت اساله لماذا فعلتم هذه الجريمة لماذا قتلتم هولاء الاطفال

نظر الي ابو اسراء ان اهدء

عرفت انه سيتجاوز هذه المحنة باسلوبه الخاص مع العقيد ذنون بعد ساعة من التحقيق طلب منا الانصراف لكنه اكد لنا انه يعرف تماما اين ذهب سعد وعلي قالها وهو يضحك

واردف ان وصلتم الى هذا المكان او علمتم به احد من الجنود او ضباط الصف سوف اعدمكم

تظاهرنا بالتجاهل عن اي مكان تتحدث سيدي

القرية ,

خرجنا ونحن نزور هذه القرية كل اسبوع وارتفع عديد الزوار للبكاء في هذه القرية

هذه القرية التي تقع الى شرق فايدة هي احد مخلفات الانفال تلك الجريمة التي ارتكبها النظام البعثي وقواته الطائفية ضد ابناء الشعب الكردي في السادس والعشرين من شباط عام 1988 شنت القوات البعثية من الحرس الجمهوري والحرس الخاص بقيادة على مجيد التكريتي وفرحان مطلك الجبوري قائد الحرس الجمهوري وحسين رشيد التكريتي وصابر عبد العزيز الدوري وغيرهم من جلاوزة النظام الطائفي الذي حكم بغداد. شنت هذه القوات هجوما وحشيا ضد قرى الاكراد وابادت اكثر من 4500 قرية وقتلت تحديدا 182 الف مواطن كردي اغلبهم من النساء والاطفال والصبية وتم دفنهم في مقابر جماعية في منطقة السماوة وفي مقبرة عثر عليها مؤخرا في منطقة الشنافية كانت خاصة للاكراد

جرائم النظام البعثي لايتحملها الشعب العراقي الذي ناضل ضد هذا النظام بل يتحملها النظام ومؤسساته الطائفية التي تدافع الجريمة اليوم بحجة ان صدام كان يقاتل الاكراد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك