المقالات

سراديب الموتى الرومانية

3111 01:18:00 2006-08-21

( بقلم سعد البغدادي )

 سراديب الموت الرومانية معروفة بدهاليزها المظلمة والتي تؤدي بك الى مداخل اخرى للموت والمقابر والجثث المتعفنة , فمن دهليز مظلم الى اخر لن تجد لك مخرج حتى تصبح مثل هياكل الموتى. هذه السراديب هي حال العراق اليوم فمن دهليز الى اخر.

مضى على حالتنا هذه ثلاث سنوات ونحن ما زلنا في الظلام, اخر هذه الدهاليز التي خرجت علينا بها امريكا هو دهليز الميليشيات المسلحة . تفاءلنا خيرا حينما كنا نسمع قبل اربعة اشهر او تزيد ان الحكومة العراقية ستحارب الميليشيات وستقضي عليها الى الابد , وتفاءلنا اكثر حينما قالت امريكا ان الميليشيات تشكل خطرا على العراق, مرد تفاءلنا الى ان مفهوم الميليشيات يشمل تلك العصابات المسلحة التي تفتك بالشعب العراقي تقتل هنا وهناك تفجر المساجد وتقتل الابرياء حتى وصل الامر بها الى تفجير مرقد الاماميين العسكريين عليهما السلام , هذه الميليشات حاولت الانقضاض على السلطة الشرعية من خلال عمليات القتل المنظم في النهروان او في طريق الوحدة او في المدائن واللطيفية واليوسفية وغيرها من المناطق الساخنة وصولا الى اطراف بغداد مثل التاجي والعامرية والاعظمية , حتى وصل الامر بهذه الميليشيات انها خطفت مئة موظف يعملون في مصنع التاجي وتم قتلهم ولما يجف نهر دجلة من دماءهم الى الان .

 او  تلك العملية التي اختطفت خمسة عشر لاعبا من منتخب التايكوندا العراقي وقتلهم وغيرها من العمليات القذرة التي ارتكبتها هذه الميليشيات وليس اخرها ميليشيا الفضل , اقول كنا نتفاءل بان الحكومة ومن خلفها امريكا ستعمل جاهدة على القضاء على هذه المجاميع المسلحة الا اننا فوجئنا ان امريكا داهمت مدينة الصدر وفتكتت باهلها وروعت اطفالها . قالت انها تبحث عن ميليشيا مسلحة طبعا انها تقصد جيش الامام المهدي. هنا يجب ان نحدد موقفنا بوضوح هو اننا ضد كل انواع الميليشيات قلنا هذا في اكثر من مرة لكن حينما نفهم ان امريكا تقصد بالميليشيات انها تهدف الى القضاء على جيش المهدي تحديدا؟ فالامر ياخذ طابعا اخر ثم جاءت تصريحات جورج كيسي لتكشف الوجه القبيح لهذه العملية ان الميليشيا الشيعية تقتل اكثر من تنظيم القاعدة وانها الخطر الاول في العراق .

اذن اصبح المفهوم واضح .

جيش المهدي هو المطلوب

وفي احصائية بسيطة نرى ان عدد الشهداء الذين سقطوا جراء العمليات الارهابية التي ينفذها البعث والقاعدة والميليشيات السنية هو عدد خيالي فاكثر من ثلاثمئة الف شهيد حسب احصائية الطب العدلي في بغداد وحدها هم من الشيعة فهل يقول لنا الجنرال المحترم كيف اذن اصبح الجلاد ضحية وهل يتجرء كيسي او زلماي في الحديث عن ميليشيا الحزب الاسلامي التي تصول في العامرية والاعظمية والفضل وتقتل الابرياء على الهوية هناك ولماذا يلزم الصمت امام ميليشيا حارث الضاري في ابو غريب والتي اعلنت اعدام وليس تهجير كل شيعي.

ما صرح به كيسي امر خطير وله نتائج سلبية جدا فهو يريد اعادة بعث القوى الارهابية التي استطاع ابناء العراق المخلصون من التصدي لهم وهو يريد من جديد بث مفهوم الفوضى الخلاقة ليجعلنا مثل سراديب الموتى الرومانية ,كل هذا قد يحصل لكن الذي لايعرفه الجنرال هذه المرة واحسب انه اخطأ في الحساب ان الشعب العراقي قرر ان يخرج من هذه السراديب ليرى الحقيقة على طبيعتها ,ان امريكا دولة محتلة وليس اكثر من هذا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك