المقالات

هل يستطيع حزب الله التحول من منطق المقاومه الى منطق الدوله

1774 21:26:00 2006-08-16

( بقلم عراقي محايد )

كثير من الحركات السياسيه ذات الطابع الايدلوجي سواءا كان علماني او ديني تمر بمراحل كثيره وتغيرات كبيره في سياساتها لكي تتبلور عندها فكره انشاء الدوله ونظام الحكم حيث تمر بمرحله الافكار ثم التنظير ثم العمل التنظيمي الميداني ثم توسيع القاعده والانفتاح على المجتمع واقناعه بضروره تبني افكاره ومن ثم تهيئه مستلزمات قياده البلد واخير استلام السلطه .

ولما لقاده هذه الاحزاب من دور فاعل في التفاف الناس حول افكار الحزب والترويج لمبادئه وعكس الصورة المطلوبه للناس لكسب تايدها برز الكثير من القاده هنا وهناك والتاريخ السياسي حافل بهذه الشخصيات وعلى مختلف التوجهات .وما يهمنا اليوم من هؤلاء القاده والاحزاب هو السيد حسن نصر الله وحزب الله.لقد قاد السيد حسن نصر الله تنظيمات حزب الله منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي وقاد عمليات تحرير الجنوب اللبناني فيما بعد بالتعاون مع مختلف التنظيمات السياسيه اللبنانيه من شيوعين و قوميين والخ ... من باقي تنظيمات لبنان .وبقي يحمل السلاح منطلقا من مبدا تحرير الارض من الاسرائيلين حتا وان كانت هذه الارض صغيره المساحه وغير هامه جيوبولتيكيا .

وهنا بداء حزب الله بتوسيع تنظيماته كما ونوعا اكثر من الفتره الماضيه قبل التحرير واخذ يسلحها بالاسلحه المختلفه وبالتعاون مع ايران وسوريا مستندا الى مبدا تحرير الارض واعاده الاسرى وهنا يجب ان نذكر ان مساحه الارض التي يريد السيد حسن نصر الله تحريرها وهي مختلف على مرجعيتها بين سوريا ولبنان لا تتجاوز حي صغير من احياء بغداد كما لا تحوي على اي ثروه اقتصاديه هامه واما عدد الاسرى الذين يريد تحريرهم من الاسر فهم اثنان نعم اثنان فقط. وفي غضون تلك السنين التي مرت على حزب الله بعد تحرير الجنوب الى قبيل بدء الهجوم الاسرائيلي على لبنان الاخير جرت احداث سياسيه هامه داخل الساحه اللبنانيه واصبح الحليف المهم لحزب الله سوريا خارج لبنان وانحسر نفوذه في الداخل اللبناني وبرزت كتله سياسيه هامه هي كتله الحريري وحلفائها المناؤين لسوريا وازداد نفوذ هذه الكتله بعيد اغتيال رفيق الحريري الى ان وصل بها الحال ان تكتسح الانتخبات وتتسلم رئاسه الوزراء وهي التي اصلا كان تقود البلد في زمن الحريري .

اما السيد حسن نصر الله فقد تمسك بموقف المقاومه ورفض التحاور من اجل تسليم سلاحه وعارض بسط سيطره الدوله على كامل التراب اللبناني بالرغم من مشاركته بالحكومه الحاليه وبواقع وزيرين . والان وبعد حصول هذه الحرب بين حزب الله تحديدا وبين اسرائيل هل بستمر السيد حسن باقناع اللبنانين على الاستمرار بمنطق المقاومه وعدم تسليم سلاحه الى الدوله والابقاء على مناطق الجنوب اللبناني تحت سيطرته وتهميش سلطه الدوله .وهل تتغير المعادله السياسيه التي كانت قائمه قبل اندلاع الحرب الاخيره وهل سيتوقف الدعم السوري والايراني لحزب الله . وهل ستنجح الحكومه في الضغط على حزب الله في الانخراط بتشكيلات الدوله وتخليه عن منطق المقاومه والتسلح خارج نطاق سلطه القانون اللبناني .

وهل سيقود السيد حسن نصرالله حزبه الى المشاركه بالعمليه السياسيه والتحول الى بناء الدوله العصريه بعيدا عن منطق المليشيات والفئويه والحزبيه الضقيه ام يبقى اسير للافكار التي قادته الى نصر مؤزر في مرحله من مراحل نضاله السياسي والتي قد لا تتناسب مع التحولات السياسيه الجاريه على الساحه اللبنانيه اليوم اسئله هامه ستشهد الساحه اللبنانيه الاجابه العمليه عليها في الايام او الاشهر القادمه عند ذاك فقط يمكننا ان نحكم على حزب الله وعلى السيد نصر الله بانه منتصر ام لا .

 ملاحظه لم اتطرق الى التاثيرات الخارجيه والعوامل الاقليميه المؤثره على القرار السياسي للسيد حسن نصرالله وحزبه ربما في وقت اخر نستعرضها ونحلل معطياتها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك