المقالات

ستراتيجية التظلم وممارسة الحكم

1935 19:02:00 2006-08-16

( بقلم عراقي محايد )

التظلم صفة تلازم فئة من الناس لا تستطيع ان تنال حقوقها بالوسائل المشروعه والقانونية فتلجا الى كسب تعاطف الناس معها بواسطه عرض مضلوميتها بطريقة تراجيديه تخاطب العواطف للتاثير على الجهات المسؤولة في هذه المنطقة او تلك لتفهم مظلوميتها وبالتالي اعادة الحقوق الضائعه .

 وهي صفة تلازم عادة الناس المستضعفين والذين لاحول لهم ولا قوة في التاثير على مجرى الاحادث السياسية والاجتماعية والاقتصاديه وذلك بحكم ابتعادهم عن المشاركه في مواقع صنع القرار وبالتالي عدم خبرتهم في كيفيه توظيف طاقاتهم وايصال صوتهم الى دوائر صنع القرار للتاثير عليها والحصول على حقوقهم الضائعة .وكانت هذه الصفه تلازم الكثيرين من ابناء الشعب العراقي اثناء الحقبة الزمنيه التي لازمت بناء الدولة العراقيه الحديثة منذ بدايه القرن الماضي 1921 واستمر الحال بهالى سقوط نظام صدام حسين منتصف عام 2003 .حيث كان نظام الحكم بالعراق باستثناء الفتره الزمنيه البسيطه اثناء حكم عبد الكريم قاسم هو نظام حكم الفرد والعشيره والمقربين للحاكم .

ومن الطبيعي وكنتيجه حتمية لذلك ظلمت الكثير من فئات الشعب وبالاخص سكان المناطق الجنوبيه والوسطى التي تقطنها اغلبية تمتاز بانتمائها الى المذهب الجعفري يطلق عليهم اسم الشيعه .حيث تاصل مفهوم المظلوميه لدى عموم الشيعه وقد ساهمت الطقوس الدينيه في تغذيه هذا الشعور من خلال الاستراتيجيه العقائديه في تجسيد واقعه الطف الشهيره وابراز المساة الكبرى التي تعرض لها الامام الحسين واهل بيته وثله من اصحابه في الموقعه الشهيره المسماة معركه الطف على ايدي حكام العصر انذاك من بني اميه ومن ولاهم من عامه الناس .

واليوم وبعد ان وصل الكثيرين من ابناء هذه الطائفه المظلومه على مر عقود من الزمن الى سده الحكم نلاحظ عدم تغير هذا المفهوم لابل تم تعزيزه والعمل على ابرازه مما يعطي انطابعا لدى الكثير من المتعاطيفين مع المظلوميه السابقه لهذه الفئه من بقيه افراد المجتمع غير المنتمين لها بانه, ها قد وصلتم الى الحكم اليوم فماذا انتم فاعلون ولمن تستمرون في ابراز مظلوميتكم اليهم ,اليست مؤسسات الدوله التنفيذيه والتشريعيه تحت قيادتكم اليست امكانيات الدوله تحت امرتكم لماذا اذن هذا التظلم .

سؤال مشروع وهام يجب ان يوجه الى منظري الفكر الشيعي عليهم تغير استراتيجيه عملهم ونقلها من عقليه المعارض السلمي البسيط الضعيف الى عقليه الحاكم الذي يحل مشكلات الناس ويرفع عنهم المظلوميه فاسلوب استراتيجه التظلم يتعارض مع اساليب ممارسه السلطه او الحكم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك