( بقلم حمودي جلاب الزبيدي )
في تطور سريع للأحداث كلفت الجنة الاولمبية الدولية السيد حسن سعيد رئيس اتحاد كرة القدم المركزي نائب رئيس اللجنة الاولمبية العراقية القيام بمهام رئيس الجنة العراقية وهو حق قانوني تتمتع به اللجنة الدولية كما هو حق وطني أن تقوم اللجنة الاولمبية العراقية باختيار رئيساً لها في حالة غياب أو وفاة أو استقالة رئيسها لحين إجراء الانتخابات الدورية قبل كل دورة اولمبية ولأربع سنوات.
وهذه الحالة هي ليست الأولى التي تمر بها الرياضة العراقية منذ تأسيسها عام 1946 حيث ترأس اللجنة لأول مرة المرحوم أكرم فهمي الذي شارك في نفس العام بدورة أثينا الاولمبية وهي المشاركة الأولى للعراق بالألعاب الاولمبية. وقد قام الكسيح عدي صدام بالاستيلاء عنوة على رئاسة اللجنة الاولمبية الوطنية بعد عزل رئيسها عدنان القصاب, ثم قيامه بحل وزارة الشباب والرياضة وطرد الوزير واتهامه بقضايا إدارية ومالية حتى يتسنى له الاستحواذ على المواقع الرياضية كافة والتي سار بها نحو الحضيض مستخدماً قسوة السلطة بالضرب والجلد والحبس بالعقوبات الانضباطية والجسدية التي لم يألفها الرياضيون في كل بلدان العالم.
وفي بلدنا بعد التغيير كان موقع رئاسة اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية محسوما سلفا للسيد احمد الحجية وأتذكر في اجتماعنا الأول في المنطقة الخضراء في شهر مايس عام 2003 كانت الأوراق المعدة من قبل المشرف على الرياضة العراقية المستر براون نشير إلى إن اللجنة الاولمبية موكولة للحجية حين قدمت له التهاني وأنا اجلس بجانبه فرد على تهنئتي بابتسامه خفيفة وكلمات حبية تدل على رفعة خلقه. وكم من مرة أعاد اعتذاره لي بعد أن تجاهل سهواً اسمي ونحن في الباب الرئيسي للمنطقة الخضراء بانتظار الباص الذي نقلنا إلى داخل القصور الرئاسية.
وقد عرفت الحجية لاعباً منذ عام 1982 في مباراة جمعت بين نادي الكرخ ونادي الجيش بكرة السلة حيث كان لاعباً متميزاً بكرة السلة مثل المنتخب العراقي والعسكري لعدة سنوات وهو عسكري تدرج بالرتبة إلى رتبة رائد ثم أصبح مديراً لنادي الجيش في نهاية الثمانينات وبعد أن شعر بان النظام الصدامي يسلب حق الشعب ويقتل طموحاته ورغم انه ابن سامراء فقد ترك العراق لاجئاً وشكل مع اترابه هناك في الولايات المتحدة الأمريكية لجنة اولمبية بديلة تضم لاعب نادي الطلبة الذي شكل أخيراً لجنة اولمبية مستقلة سيكون لها فروع في المحافظات ونأمل أن تترأس لجنة النجف فيها.
احمد الحجية يحمل أفكاراً رياضية جديدة ويطمح من خلال وجوده في اللجنة الاولمبية إلى تفعيل دور الشباب والمشاركة الفعالة بالنشاطات الدولية بعد الحرمان الذي تعرضت له في زمن الطاغية صدام وكذلك استقطب لجانبه شخصيات رياضية كفوءة منهم الصديق العزيز الدكتور عامر جبار الأمين العام للجنة الاولمبية العراقية والذي اختطف معه. إن الحجية حمل روحاً ونفساً مثلما شخص آخر فهو لا يؤمن بالطائفية والإقليمية وكم من مرة طلب مني أن ادعوه لزيارة الإمام (ع) وقد بخلت بكل مطالبه إلا مرة واحدة اقتسم الغداء فيها وعندما مازحته قال لي بالحرف الواحد " آني اخذ من زاد جدي علي لأهلي للتبرك" ولقب الحجية جاءه بعد زيارة والدته للديار المقدسة في السعودية حيث كانت الوحيدة الزائرة لبيت الله الحرام في ذلك الحي لتحقق تلك الصفة بالبيت كله و انسحبت على الأولاد ومنهم احمد.
ان اختطاف الحجية خسارة على الأولاد للرياضة العراقية والعالمية فهو شخصية رياضية محبوبة ندعوا الله أن يكون المصير خيراً ليعود إلى أصحابه ونشاطه لخدمة الرياضة العراقية.
حمودي جلاب الزبيدي
https://telegram.me/buratha