بقلم: حسن علي الأسدي
حزب الله واسرائيل......رؤية تحليليةمن حقق النصر حزب الله أم اسرائيل هذا السؤال الذي تبادر الى ذهني بعد ان اعلن وقف اطلاق النار بين حزب الله واسرائيل ولكن وعلى الرغم من اختلاف مفهوم النصر عند كل طرف من طرفي النزاع وذلك نابع من عدم التوازن الموجود بينهما في مختلف اشكال القوة سواء العسكرية او السياسية او قوة الصمود التي لعبت دورا كبيرا في الحرب فمع بداية الحرب وبغض النظر عمن بدا فيها سواء كانت فعل من حزب الله وردة فعل من اسرائيل او هي مخطط مسبق بين امريكا و اسرائيل علم به حزب الله وافسد توقيته بعملية اسر الجديين، وبغض النظر عن هذا وذاك فان الحرب ق وقعت ومفاهيم النصر قد بينت فمن وجهة نظر حزب الله وهو الطرف الذي يملك قوة الصمود الاكبر اعتبر ان بقاء المقاومة واستمرار تصديها للجيش الاسرائيلي هو انتصار له، وعدم تمكن اسرائيل من تحقيق اهدافها هو نصر للمقاومة بالاضافة الى الهدف الرئيس وهو اطلاق سراح المعتقلين اللبنانيين في سجون اسرائيل، اما اسرائيل وهي الطرف الاقوى عسكريا فقد حددت اهدافها بالافراج عن الجديين المختطفين من قبل حزب الله ونشر الجيش اللبناني في جنوب الليطاني وانسحاب المقاومة الاسلامية من تلك المنطقة وربما ذهب بعض ساسة اسرائيل الى ابعد من ذلك فحدد الهدف فحدد الهدف بالقضاء كليا على حزب الله .ومع وقف اطلاق النار تبينت عدة امور فمن جهة حزب الله تمكن رجال المقاومة الاسلامية من الصمود بوجه الالة العسكرية الاسرائيلية بكل ما تمتلكه من قوة نار وتطور تقني هو الاكثر تقدما في العالم كما تمكن رجال المقاومة الاسلامية ان يلحقوا الضرر في عدد كبير من قطع العدو البرية فضلا عن قتل العشرات من جنوده كما تمكن رجال المقاومة الاسلامية ان يجعلوا سكان شمال اسرائيل يعيشوا في الملاجيء طيلة فترة الحرب وتمكن الامين العام للحزب وبالرغم من كونه زعيما سياسيا ان يضع معادلة للصراع الميداني وطبقها بشكل عزز مصداقيته لدى العدو قبل الصديق كل هذه الامور هي انتصارات لحزب الله مقارنة بامكانياته.اما على الجانب الاسرائيلي فان جيش اسرائيل وبالرغم من التعثر الذي اصابه الا انه استطاع ان يحقق انجازات على الصعيد الميداني مكنه من فرض القرار الدولي بمساعدة الولايات المتحدة والذي استطاع بموجبه من البقاء الى جانب مقاتلي حزب الله في الجنوب اللبناني دون ان تكون ضده مقاومة وهذا امر ما كان يقابله حزب الله بحسب تصريحات مسؤوليه حيث صرح مسؤوليه بان الحزب لن يقبل وقفا لاطلاق النار ما دام هناك جنديا اسرائيليا، كما ان الجيش الاسرائيلي وبسبب الدمار الذي احدثه في لبنان فانه يبقي هذه الصورة صورة الدمار في لبنان لمن يريد ان يحارب اسرائيل فاختطاف جنديين يعني من وجهة نظر الجيش الاسرائيلي احداث هكذا دمار، كما ان نشر الجيش اللبناني والقوات الدولية مكاسب حققتها اسرائيل بفعل قوتها العسكرية والسياسية .ولكن على الرغم من ان حزب الله واسرائيل يختلفان في كل شيء الا انهم اشتركوا في امر واحد وهو استخدام كل طرف منهم ما اتيحت له من قوة عسكرية وسياسية ومعنوية في سبيل تحقيق اقصى الانجازات. فحزب الله حقق انتصاراته بفضل صمود مقاتليه واستغلاله لنقطة ضعف اسرائيل وهي الخوف من سقوط ضحايا وهي نقطة القوة الرئيسية لدى حزب الله . كما ان اسرائيل تمكنت من تحقيق انجازاتها بواسطة القوة السياسية بالدجة الاساس وذلك بسبب علاقاتها مع الولايات المتحدة بشكل اساسي واوربا بشكل ثانوي واستغلال الانقسام في لبنان حول سلاح المقاومة وهي نقطة الضعف الاساسية في حزب الله كما ان حلفاء حزب الله واسرائيل بذلوا جهدهم في سبيل دعم كل طرف وهم ايران والولايات المتحدة على التوالي .الا ان هناك طرفا واحدا في هذه الحرب بقي متفرجا او انه لم يستخدم ما لديه من عناصر القوة سواء العسكرية او الاقتصادية او السياسية في سبيل دعم لبنان وهو الدول العربية فهذه الدول بما تملك من قدرات اقتصادية هائلة ونفوذ لدى الولايات المتحدة فانها بقيت من دون ان تفعل شيء والشيء الوحيد الذي تدعي انها فعلته هو تغيير مشروع القرار الذي اقترحه الولايات المتحدة وفرنسا قبل صدور القرار الاخير وسبب التغيير الحقيقي في القرار هو الموقف اللبناني الرافض للقرار والمستند على صمود المقاومة في ارض الجنوب اللبناني . حسن علي الاسديالبريد الالكتروني hasasady82@gmail.comاشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha