المقالات

الشيخ الوائلي.. أمير الخطباء وعميدهم


جريدة الوطن الكويتية علي محمد المهدي

قال الحق تقدست أسماؤه {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} صدق الله العلي العظيم - الأحزاب (23)، حقيقة إنه هو واحد من الرجال المؤمنين الذين تشملهم هذه الآية المباركة، فقد كان خطيباً متميزا عقمت نساء القرن العشرين ان يلدن مثيلا له، إنه بحق امير خطباء المنابر الحسينية وعميدهم في زمانه بكل ما تعنيه هذه الكلمة، لقد تشرفت بمعرفته لأول مرة عام 1962م في الكويت وبقيت علاقتي معه حتى انتقاله الى الرفيق الأعلى، انه استاذي الكريم ومعلمي الفاضل الشيخ الدكتور أحمد بن حسون الوائلي يرحمه الله تعالى.

لقد ولد خطيبنا الكبير في النجف الأشرف بالعراق عام 1928م وتحديداً في يوم الاثنين 17 ربيع الأول عام 1347هـ الموافق1928/9/3م من أبوين كريمين مؤمنين وتلقى تعليمه الأولي على يد والده المرحوم الشيخ حسون الوائلي، ثم تدرج في سلم التعليم بالعراق حتى نال شهادة الدكتوراه الأولى في الفقه الإسلامي من كلية الشريعة الإسلامية بجامعة بغداد، ثم حصل على شهادة الدكتوراه الثانية من جامعة القاهرة بجمهورية مصر العربية الشقيقة، كان يرحمه الله أديباً وشاعراً ومؤلفاً بالإضافة الى كونه خطيباً حسينياً من افضل الخطباء الذين عاصروه، إنني لا أستطيع أن أوفي هذا الخطيب الكبير كل ما أعرفه عنه في مقالة قصيرة فهو من الرجال الذين يعجز اللسان عن أن يصف مآثرهم الطيبة وآثارهم القيمة، وكذلك القلم لا يستطيع أن يكتب كل شيء عن مناقب هذا الرجل ومزاياه الكريمة.

لقد جاء الى الكويت لأول مرة عام 1950م حيث قرأ في الحسينية الخزعلية في الأيام العشرة الأولى من شهر محرم الحرام عام 1370هـ، وكما أخبرني شخصياً يرحمه الله أن أجرة مجلسه الواحد في تلك الأيام كانت عشرة دنانير عراقية فقط، حيث كان لهذا المبلغ قيمة شرائية كبيرة في ذلك الحين، ثم قرأ في دول مجلس التعاون الخليجي كمملكة البحرين وسلطنة عمان ودبي في الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر، حقيقة إن أتباع ومحبي الشيخ الوائلي كثيرون وكثيرون جداً وأنا واحد منهم، كان يرحمه الله يحترم ويقدر علماء الأمة الأعلام كافة من سُنة وشيعة وكذلك أهل البلدان التي كان يقرأ في حسينياتها ولم يكن يفرق بين عالم وعالم، وكان ينتقد بشدة الذين لا يحترمون الصحابة الاجلاء رضي الله عنهم وارضاهم وازواج النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» الطاهرات العفيفات رضي الله عنهن وارضاهن اللواتي هن أمهات المؤمنين، وكان يدعو دائما الى وحدة الصف والكلمة كما كان يحث الكويتيين خاصة على احترام وتقدير هذا البلد وحكامه، وكان دائما يردد «أنتم يا أهل الكويت في نعمة كبيرة عليكم الاحتفاظ بها والدعوة لصيانتها» كان الوائلي من خطباء المنبر الحسيني المتميزين الذين لا يشق لهم غبار على الاطلاق، فأنا حقيقة لا استطيع ان اسرد كل ما اعرفه شخصيا عن هذا الطود الشامخ الذي خسرته الأمة الاسلامية في كل مكان وخاصة دولة الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي كما خسره المنبر الحسيني على وجه العموم.

هذا وقد عاد الشيخ المرحوم الدكتور أحمد الوائلي الى العراق بعد النفي الاختياري عن وطنه طيلة اكثر من ثلاثة عقود من الزمن، حيث عاد الى النجف الاشرف مسقط رأسه بعد سقوط نظام الطاغية صدام حسين التكريتي «عليه ما عليه من لعائن الله» وقد شاءت ارادة الله تبارك وتعالى التي لا راد لها ولا اعتراض عليها ان ينتقل شيخنا الكريم الى جوار ربه عز وجل في تلك المدينة الطيبة التي عشقها والتي كانت مرتع صباه وشبابه، حيث كانت وفاته في يوم الاثنين 14 جمادى الأولى 1424هـ الموافق 2003/7/14 ودفن هناك بجوار ضريح الصاحب الجليل كميل بن زياد النخعي رضي الله عنه، وقد جعل له مزار يزوره المؤمنون لقراءة الفاتحة على روحه وهو يستحق ذلك بكل تأكيد لكونه خدم الاسلام والمسلمين وخدم الأئمة الاطهار عليهم السلام والصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم مدة تجاوزت الخمسين عاما وذلك من خلال محاضراته التوعوية المفيدة وكتبه ومقالاته القيمة ومواقفه المؤيدة والمناصرة والمدافعة عن المظلومين والمستضعفين في كل مكان، وقد تجسد ذلك في اعتراضه وشجبه للغزو العراقي بقيادة المقبور صدام حسين.

رحمك الله يا أبا سمير يا شيخنا الفاضل وحشرك مع من كنت تحبهم وتواليهم، اللهم احفظ علماءنا الأعلام وأولياء امورنا الكرام وسدد خطاهم لما فيه خير البلاد ومصالح العباد، قولوا آمين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حيدر ابن الحريه
2009-02-09
رحمك الله يا شيخنا الوائلي ما احوجنا اليوم لصوتك لتوحد صف اتباع اهل البيت بعد ان عصفت بهم رياح مسمومه لتشتتهم ولصاحب المقال اضيف ان الشيخ الوائلي تتلمذ على يد زوج عمته الشيخ محمد علي القسام ويعد الشيخ القسام خطيب العراق وقد قارع الاحتلال البريطاني بخطبه الحماسيه حتى قصف الانكليز داره لذالك تجد النفس الحماسي للفقيد الوائلي متأصله وتشبع بها من استاذه القسام وهذا ما يؤكده الشيخ الوائلي رحمه الله في كتابه تجاربي مع المنبر نسأل الله ان يتغمدك يا شيخنا الوائلي بجنات النعيم مع الامام الحسن والحسين ع
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك