المقالات

مقاهي النرجيلة تبيع الكيف والمزاج والسرطان


فراس الغضبان الحمداني

يكرهون التدخين ، ويحذرون ضرره على الصحة والبيئة . لكنهم يحارون في وسائل محاربته .. والغربيون لهم طرقهم في ذلك ، وصاروا يمنعونه في الأماكن العامة وفي الطائرات ومحطات القطار . وعجبت إن في بلادنا من يحارب التدخين ، مع إن مواطنينا مولعون بالسجائر والنرجيلة ، ومنهم الحزين لفقدان عزيز ، أو المحب الفاقد لحبيبه ، أو الخاسر بتجارته وأمواله ، أو المرهق من أعباء الحياة المتنوعة .

والمحظوظ الذي لا يعرف طريقة وضع السيجارة بفمه ، فيضع ما نسميه ( الفلتر) بين شفتيه وتكون مقدمة السيجارة التي تستحق الاشتعال في فمه ، ولا يشتعل الفلتر ويضحك وهو يكتشف جهله بإيقاد السيجارة ، لكن الذين يعرفون يعدون بالملايين ، وأكثر التجار ربحا هم تجار السجائر بما فيها تجارة النرجيلة ، وكيف لا يربحون واحد الأصدقاء لا يشتري العلبة الواحدة ، وإنما يبتاع ( تكة كاملة ) تحتوي على عشرين علبة ، وكل واحدة منها تحتوي عشرين سيجارة لأنه ( حشاش مضبوط ) ، وصديق آخر يدخن النرجيلة وبواقع ثلاث مرات في اليوم وفي إحدى مقاهي النرجيلة والتي انتشرت بشكل مخيف في العراق ، حيث استقطبت الكثير من شبابنا بسبب ما توفره من سلطنه لشاربها ، وأصبح التجار العراقيين يعرفون إن هذا السوق اليوم من أكثر الأسواق رواجا لذى أصبحوا يستوردون كافة الأصناف ومن كل المناشيء منها الرخيص ومنها الغالي الثمن ، ورواد هذه المقاهي واغلبهم من الشباب فمنهم من يطلب الخمس تفاحات أو البرتقالة ، النعناع ، والعلك ، الفراولة ، وكل هذه الأنواع له مزاجه الخاص والمختلف ولكن يجتمعن بهدف واحد هو تدمير الجهاز التنفسي من خلال الإصابة بسرطان الرئة الذي يأتي من خلال الماء الأصفر الذي يتجمع في إنحاء الرئتين بسبب سحب الدخان المملوء بماء النرجيلة المشبع ( بالمعسل المسموم ) وقد أعلن احد الأطباء البريطانيين المشهورين الذي يستقبل مرضى شرب السموم إن كل نرجيلة تعادل 60 سيكارة ، وان اغلب زبائنه يعانون من إمراض السرطان بسبب إدمانهم على النرجيلة .

فكرة إنشاء منظمة معنية بمحاربة التدخين بكل أنواعه ، تراود البعض من الحاقدين على السيجارة والنرجيلة ، لكنهم لا يعلمون الطريقة المؤدية إلى تمويل حقيقي لإدامة نشاطهم ، وهل يبحثون عن الربح أم عن مصلحة العامة ودوام الصحة لهم ؟ .

اقترحت عليهم إن يبتعدوا عن خداع أنفسهم ، فالتدخين عند البعض حاجة ، كحاجتهم إلى الطعام والشراب والنوم ، وهي فريضة افترضوها على ذواتهم المدمنة . وبدلا من محاربة هذه العادة ، وقطع أرزاق الناس ، نصحتهم بوضع برامج خاصة لتوفير السجائر مجانا للفقراء والمعوزين ، فهم الأكثر حاجة من سواهم ، وسجائرهم من الأصناف الرخيصة ، بينما يدخن الأغنياء الأصناف عالية الجودة ، غالية الثمن .

وهو عمل لا يجهد المشتغلين به ، لأنه يريح المنظمة ، وأعضاءها وكذلك جماعة المدخنين ، إما إن نعمل على منع التدخين أو لدفع الناس بعيدا عنه ، فهو عمل غير مجد ولن يأتي بنتائج ذي قيمة حتى على المستوى البعيد .

ومع تنوع وسائل الكيف والمزاج ، قد يكون التدخين وسيلة علاج للمدمنين على تلك الأنواع فالنرجيلة وشم أصناف من المخدرات قد تودي بحياة الناس وعلاجها ليس بدواء أو بكلمات لا تغري ، وربما يقتنع مرضى النرجيلة والشم باستبدالها بالسجائر الأقل ضررا .

وفي بغداد ومدن البلاد الأخرى ، وفي إقليم كردستان تنتشر المقاهي التي تقدم خدمات تدخين النرجيلة أو ( الفرشة ) مثلما كان جدي يسميها ولها رواد لا يحصى لهم عدد مثلما إن بلدان الجوار كتركيا وإيران وسوريا والأردن ولبنان والكويت يتسابق الرجال والنساء على تدخين النرجيلة ، وربما انتقلت هذه العادة من تلك البلدان ألينا وهي بضاعة مزاج لا سبيل لكسادها .

firashamdani@yahoo.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك