المقالات

أحرجتنا يا حزب الله!

2245 02:48:00 2006-08-12

بقلم: مصري

أحرجتنا يا حزب الله.. منذ سنوات طويلة اعتقدنا أن الأمور هدأت لصالح موتنا الأبدي، واستسلامنا وامتثالنا لخيار السلام الاستراتيجي، والتسوية السياسية التي تعطينا بقية من بقايا فتات اليهود..! احرجتنا يا حزب الله، فقد نسينا الحرب وأيام الحرب، وادمنا حالة الانتظار الأزلي لمجدد العصر او المهدي المنتظر.. أو عودة المسيح، ارتخت عضلاتنا واحترفنا خيار اللهاث وراء خبز يومنا وكفافنا من الحياة الدنيا، بكل ما فيها من "دنية" ودونية وأدنى... أحرجتنا يا حزب الله، سرقت منا نومنا اللذيذ على فراش الاستسلام، أو السلام لا فرق، وتسليمنا بقوة وجبروت عدونا، فشطبنا من قاموسنا مفردات القتال والنزال، وبيانات سير المعارك، وسرحنا بقية باقية من "فوتيك" وتحولنا إلى معارك "التعمير" والعمران وبناء الاقتصادات (وليتنا أفلحنا!) حولنا خطوط إنتاجنا كلها إلى الجانب المدني، فلا فائدة ترتجى من نزال عدو رهيب عملاق لا تطوله قاماتنا القزمة، ولا أيدينا المغلولة..!! شطبنا، مع تشديد الطاء، وانتهت مواسم الرجولة والعنفوان والكلام الكبير الذي لعلع أيام الستينيات بعد أن تحول إلى وكسات ونكسات وانتكاسات، صدقنا تماما أنه "مفيش فايدة.. غطيني يا صفية" على حد تعبير سعد زغلول، بل إننا لم نجد الغطاء حتى، فبتنا في العراء ملتحفين السماء مفترشين الأرض: ربنا كما خلقتنا.. ملط.. زلط! أحرجتنا يا حزب يا مجموعة من الرجال القلة، عددا وعدة، بعد أن شاغلتم أقوى قوة في المنطقة العربية، وجعلتم منها مسخرة عسكرية، لأن أصبح لزاما عليها أن تدفع مقابل كل متر تحتله دما ودبابات ورجالا وكرامة وكبرياء، أحرجتمونا والله بعد أن تقهقرت أمام هذه القوة جيوش جرارة مكتنزة بالفشك والتعبئة القومية والكلام الكبير، فخسرت في ست ساعات ثلاثة أوطان، بعد أن خسرت من قبل حلما كبيرا بالاستقلال الكبير! أحرجتمونا يا أيها الشباب الأغرار بعد أن اكتشفنا أننا كنا نائمين على مخدات وفرش من الأكاذيب والأوهام التي سوقوها لنا باعتبارها حقائق دامغة لا تقبل المراجعة، احرجتمونا أيما إحراج بعد أن اكتشفنا أنه لم يزل بين ظهرانينا رجال قادرون في غفلة منا على المناجزة والانتصار وإلحاق الإذلال والانكسار بعدونا، صحيح أن الثمن من ضحايانا المدنيين كان مذهلا وجارحا، لكننا كنا ندفع هذا الثمن دون أي انتصار، أفلا ندفعه الآن مع شيء من الانتصار أو التجديف على تخومه على الأقل؟؟ كنا نموت بشكل مجاني على كل حال، حتى قال شاعرنا محمود درويش" منكم السكين ومنا لحمنا، وقد آن للحمهم أن يُفرم هو أيضا، وأن نمسك السكين ولو على سبيل التجربة فحسب! لكل هذا..احرجتنا يا حزب الله، واحرجتنا أكثر لأنك من مذهب آخر، حتى انك فتحت المجال للمتقولين أن يجدوا "عذرا" للتبرؤ من النصر.. لأسباب مذهبية!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك