بقلم: محمود الربيعي
.المقاومة تعتبر المقاومة عموما مشروعة اذا كانت وطنية وتستهدف الاجنبي وتنطلق الى تحرير الارض ولكن ان تستهدف المواطنين فهو امر غريب، لذلك فشلت هذه المقاومة ونحن نشك في نواياها مرتين، مرة لانها تقتل العراقيين، ومرة هي لاتكشف عن نفسها وتتبرء من الافعال الاجرامية، ولو انها فعلت لاكتسبت شرعيتها ولوجدت لها تاييدا كاملا... ان اعلان المقاومة عن نفسها وطرحها لمشروع الاستقلال والسيادة سيشرفها وستكسب احترام الجميع وسينتمي اليها الكل بلا استثناء ومن كافة الطوائف، لانه سيكون مشروعا وطنيا جامعا ولكن للاسف لم يسعه الا ان يكون قاتلا لابناء الوطن ومخربا لبنيته ومرهبا لمواطنيه ومثل هذا النمط فاشل بكل المقاييس.البعثيون والصداميونالبعثيون: هم كل المنتمين الى حزب البعث على مختلف مستوياتهم التنظيمية.الصداميون: الذين كانوا ولازالوا على ولائهم لصدام والمرتكبون للجرائم بحق الشعب العراقي وهؤلاء ينبغي ان تتحقق العدالة من فعلهم وبما يتناسب مع هذا الفعل.ويرى البعض ان المقاومة الخارجة على القانون هي الحالة الصدامية وهي التي لاتزال تمارس دورها التنظيمي وتسعى الى العودة الى السلطة.ويرى بعض المحللين النفسيين ان هوبة الصدامي مختلفة وغير مالوفة فهي شخصية تتصف بالعنف وحب السلطة والتسلط.ويقال ان صدام نفسه وقبل نزع سلطته هيا وبشكل مبكر خطة للنشاط بعد السقوط ودعا الى التغلغل في كافة الاجهزة والمؤسسات في الداخل والخارج بحيث تبقى ميليشيات حزب البعث وبصورة اساسية الصدامية منها تمارس دورها السري للعودة الى السلطة بما تملك من قدرات عسكرية ومالية وبشرية.وهناك محاولات لالحاق الضرر والاذى بالحكومة الجديدة وبالضغط على قوى الاحتلال لاختيار الحوار معها واعادة الموازنة، وخلال هذه الفترة استطاع الحزب التخلص من اعداد كبيرة من معارضيه الذين كانوا يعيشون في الخارج ودخلوا العملية السياسية بعد سقوط النظام وتجري محاولات لتغيير ديموغرافية بغداد والعراق والعودة الى السلطة بالشكل الديمقراطي وبالاغلبية للحكم باسم الحزب او النزول باسم جديد ويجتهد حزب البعث لايجاد علاقات وواجهات مختلفة في الاوساط السياسية المختلفة لاجل انجاح مشروع العودة.ويبدو ان هناك انشقاقات واسعة في صفوف الحزب الذي لازال يمارس دوره التنظيمي السري وخصوصا الذين لايقبلون بسفك دماء الابرياء او الذين يفضلون العملية السياسية السلمية والتعاون من داخل البرلمان العراقي الذي بات واضحا انه الاكثر سيادة والاشجع للحفاظ على تلك السيادة وكذلك الذين ملوا عصر الدكتاتورية وكرهوا هذه السياسة ويرون ان لاخلاص من الاحتلال الا بجمع الشمل والمصالحة الشاملة ولا يتحقق ذلك الا بنكران الذات وهم يشعرون ان الارهاب والتخريب والدمار سيدمر العراق وهو امر سيضر بالجميع.ونحن متاكدون ان كل البعثيين سيعملون على الانخراط في العملية السياسية بعد اقتناعهم ان لاسبيل الى خلاص العراق الا بوحدة ابناءه ولن ينفع قتال الاخوة فيما بينهم وان علينا ان نتخلص من عقد الماضي وليت الجميع يتخلون عن الحزبية الضيقة والفئوية ويتخلصوا من الافكار العنصرية والطائفية بشتى اشكالها وينبذوا الفرقة بينهم ليكون العراق عراق الجميع.دور السنة في السلطة والحكمان مشكلة السنة في العراق ان قيادتهم السياسية الدينية لم تتصدى لقيادة المسلمين في العراق من موقعها السياسي بسبب قدرتها التنظيمية المحدودة للحصول على السلطة او المشاركة فيها كما هو الحال في القيادة السياسية للشيعة ولكنها كانت راضية بشكل او باخر بحكم البعث الذي يحكم مستندا الى توجهه السني في توزيع المراكز الحساسة والمهمة في الحكم والاقتصاد والسياسة وغيرها من الوجوه وان كانوا غير راضين عنه في توجهاته الفكرية والعقائديةوالثقافية، والحركة السنية في العراق مختلفة تماما في تشكيلاتها وسياستها ونظرتها عن نظرة تنظيم القاعدة فالنشاط السني في العراق يرتكز الى حركة الاخوان المسلمين المستقلة في العراق عن بقية الحركات التنظيمية للاخوان المسلمين في بقية الاقطار وتعتبر عموما حركة نظيفة ومعتدلة لاتستطيع التيارات المتطرفة ان تخترقها بشكل يدعو الى الغائها والغاء القرار الخاص بها وهي تحاول ان تخرج من شرنقة الهيمنة التي تسلطها عليها الانظمة المستبدة ، وهي حركة تستطيع ان تتعايش مع بقية الحركات الاسلامية وخصوصا في اوقات المحنة والازمات، وتستطيع ان تلعب دورا مهما في عملية المصالحة الاجتماعية والسياسية في الداخل، والمعول عليها اكثر مما يعول على اطراف خارجية ، وهم في ذلك متحررون متى استطاعوا ممارسة هذا الدور وهم بذلك يستطيعون ليس فقط المشاركة في السلطة وانما تفاسم السلطة حتى وان كانوا قلة في عملية الانتخاب وهذا يتوقف على عملية بناء الثقة بينهم وبين المشاركين لهم في قيادة سياسة البلد.9 8 2006اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha