المقالات

هدية النواصب

1896 00:05:00 2006-08-12

بقلم: مهند السماوي

في يوم 882006م المصادف 13 رجب 1427ه،مرت علينا الذكرى 1450سنة هجرية على ميلاد وليد الكعبة،بطل الاسلام والانسانية بعد رسول الله (ص)،الامام على أبن أبي طالب (ع)،ولا يحتاج المرء أي شرح أو توضيح حول تلك الشخصية العظيمة التي ملئت الدنيا ،وشغلت الناس،حتى نجد من النادر على مثقفي البشرية من لا يعرفه أو سمع به.ومن الطبيعي أن تحتفل عاصمة الامام علي(ع)وشيعته ومكان ضريحه المقدس،مدينة النجف الاشرف،كعادتها كل عام بهذه المناسبةالعظيمة،فكان من الواجب على النواصب،أن لاتفوتهم تلك المناسبة حتى يقدموا الواجب المفترض منهم الى الامام علي (ع)،بعد أن قدموا واجبهم الى أحفاده،الامامين الهادي(ع) والعسكري(ع) في سامراءفي شباط2006 وقبلهم الائمة الاربعة في البقيع في المدينة المنورة في الحجاز.النواصب:هم كل من ناصب أهل البيت(ع)وشيعتهم العداء مهما كانت ملته أونحلته،ومهما طال الزمن.وفي ساحة الصراع الرئيسيةالآن،العراق،جمعت هذه الصفة بالارهابيين القتلة من الوهابية أو مايسمون أنفسهم بالحنابلة لتجميل تسميتهم،والسلفية الجامدة،التي لاتفهم من الاسلام سوى قشوره،والتمسك بكل من عاش في عصر الاسلام الاول،مهما كانت سيرته ،يستوي في ذلك الجميع،وركب في قافلة النواصب، القوميين العرب العلمانيين،يتصدرهم بقايا حزب البعث المقبور،والقوميين الاخرين،يجمعهم الحقد الطائفي،لذلك نجد من السهل على القومي العربي التحالف مع السلفي والوهابي والطائفي المستقل حتى لو كان أفغانيا أو هنديا أو أفريقيا،أو فرنسيا(حيث حمل بعض الارهابيين جنسيتها) أو حتى لو كان التحالف مع أناس مختلفوا المذهب والفكر،ما دامت القاعدة قوية وتستند الى جذور متأصلة في النفس للعداء الى أهل البيت(ع)وشيعتهم أو من يتعاطف معهم.قرون عديدة،والنواصب يقولون أنهم يحبون أهل البيت(ع) ولكن يعادون شيعتهم!لأنهم حسب زعمهم يعبدونهم،أو بالاحرى لايوالون خلفائهم ووعاظ سلاطينهم،لذلك قتل عشرات الملايين بهذه الحجة التافهة،حيث من الصعب عليهم القول أنهم يعادون أهل البيت(ع)،فهذا أمر فظيع لدى المسلمين جميعا.لكن الحقيقة الناصعة غير ذلك تماما،فلو كانوا يحبون أهل البيت(ع)لكان من الواجب عليهم،حب شيعتهم وكل من يتمسك بمذهبهم وعقيدتهم،لا ان يحاربوهم حد الابادة الجماعية،والاشادة بكل من حاربهم في العصور السالفة والترحم عليهم وكأن لهم الفضل في قتلهم.والحقيقة الساطعة،سطوع الشمس،أنهم كلما سنحت لهم فرصة الانتقام من أهل البيت(ع) أستغلوها أحسن أستغلال،وليس ببعيد تدميرهم أضرحة الائمة(ع) في البقيع في الحجازعام 1926م،وكان العالم الاسلامي مشغول في سقوط الخلافة العثمانية وفي تخلف فظيع في جميع نواحي الحياة،وفرصتهم قبل الاخيرة كانت في شباط 2006م عندما فجروا ضريحي الامامين العسكريين(ع)في سامراء المقدسة.فكانت فرصة عظيمة لهم محاولة تفجير ضريح الامام علي(ع)في ذكرى ميلاده الميمون،ليعبروا عن مدى حبهم وأخلاصهم له ولشيعته الذين كانوا ومازالوا يتعرضون الى شتى صنوف العذاب والاضطهاد والمستمر بفضل كثرة أعدائهم،وشدة أنقسامهم،وفقدانهم للقيادات القادرة على أدارة الصراع مع أعدائهم،لذا يجد أعدائهم سهولة كبيرة في أستغلالهم كلما أحسوا بالحاجة أليهم،وتأريخ الشيعة المجيد،ملئ بالمواقف والبطولات في دعم ومساندة غيرهم من المسلمين أصحاب المذاهب الاخرى،والانقضاض عليهم كلما سنحت الفرصة ايضا!أو تشجيع غير المسلمين لمحاربتهم بكل الوسائل الممكنة.أعلانهم الاخير بمسؤوليتهم عن محاولة التفجير الارهابية الاخيرة التي راح ضحيتها أكثر من 160 شهيدا وجريحا،لم يكن مستغربا في وقت يتعرض شيعة لبنان الى أبادة جماعية على يد اسرائيل بتشجيع من الدول العربية!،والطريف في الامر أن الضحية(الشيعة) يتباهون انهم أبعدوا الارهابي عن الضريح المقدس حتى لايفجره،وينجر العراق الى حرب أهلية وصراع طائفي!وكأن الحرب المعلنة من جانب واحد ولمدة ثلاث سنوات غير كافية لاشعارهم بأنه هناك حرب ضدهم،فرق شاسع بين اليهود والشيعة،أسر أثنان من جنود اليهود كافية لأشعال حرب،وقتل ملايين الشيعة من الابرياء،غير كافية لدى دولهم وقياداتهم الدينية والسياسية، لاشعال أزمة دبلوماسية!.من يتحمل ذنب الضحايا ونزيف الدم المستمر؟سؤال متروك الاجابة عليه للجميع.موقفهم المسالم لايزيد الطرف الاخر سوى الاصرار في المضي في دروب الابادة،لكي يدخلوا الجنة الموعودة.1282006Mohaned68@hotmail.com
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك