( بقلم قاسم محمد الكفائي )
الحديث عن نِعال شافيز ليس مَدحَا لصاحبهِ ، أو ذمّا لأحَد ، أو أنّ المدح سيُحددّ هوية كاتب المقال السياسية أو العقائدية . لم أكن في يوم أو ساعة من حياتي يساري العقيدة . لكن ما أجده مفروضا علىّ هو قول الكلمة الشريفة حتى لا أربكُ مسيرتي الطويلة وتجربتي العظيمة في كل مراحل حياتي . مدحُ شافيز وسط الرجال من أهل الشرف والبأس أمرا ممكنا ، لكن من العار ، والعيب الرخيص أن أمدحَهُ وسط أشباه الرجال من حثالى الحكام العرب إبتداء من محيطهم وحتى الخليج .
لذا اضطررتُ أن أمدحَ نِعاله وسط هذا الركام القذر من الملوك والأمراء والزعماء والرؤساء ، وأصحاب المعالي ، والأثرياء اللصوص . ووسط ركام التيجان ، والعقال ، والدشاديش ، والأربطة ، والغتر ، والنعل ، والأحذية ، والجوتي . أو وسط الشوارب ، والخنافس ، واللحى القبقلي ، والأملطِين منهم ، والمفتين الوهابيين . كل هؤلاء لا يساوون عند الجمهور العربي ، وعلى الخصوص جمهور لبنان نِعال شافيز المقدس . الواقعُ هو الذي يتحدّث ، وهو صاحبُ القرار . فالأعتداء الأسرائيلي على لبنان يوحي وبشكل قاطع الى أن هؤلاء الحثالى من بينهم المتعاطف مع إسرائيل في حربها على لبنان ، أو المدسوس ، والممول ، والمؤيد ، والمحرّض ، ثم الجبان .
لبنان تحترق بحقد هؤلاء ما قبل قذائف الدباباتِ الأسرائيلية ، أو صواريخ طائراتِها . فكل ما سيقدمونه الى لبنان بعد تدميرها حفنة دولارات قيمة حثالى النفط في قعر أنابيب التكرير ، لا تساوي نصف إهتمام ومصاريف مبيت أبنائهم الأمراء ليلة واحدة مع عاهراتهم أمثال هيفاء وهبي ونانسي عجرم . كان موقف شافيز رئيس فنزويلا المعروف بعدائه الى سياسة أمريكا مشرِفا ونبيلا ، وتاجا على الرأس عندما أعلن استنكاره وشجبه للأعتداء الأسرائيلي على لبنان ، وأمر بطرد السفير الأسرائيلي من كاراكاس وغلق سفارته . في ذلك اليوم بالذات ، وفي تلك الساعة إستدعى وزير الداخلية السعودي شيخ المفتين الوهابي عبد الله بن جبرين وأمره بأصدار فتوى تحرّم تقديم أية مساعدة للمقاومة اللبنانية التي تدافع عن شرف لبنان بمقاتلة إسرائيل على الجبهات . هذان الموقفان ما بين شافيز اليساري ، وآل سعود الوهابيين وأمثالهم يقضيان بكشف المزيد من المستور عن طهارة الأصدقاء ونجاسة الأشقاء . فنعال شافيز أكثر لياقة ونبل من هؤلاء المارقين ، وأكثرهم كرامة وفائدة .
https://telegram.me/buratha