( بقلم شوقى العيسى )
عندما يتحدث السياسيون عن الوضع والتركيبة العراقية يقال أن العراق نسيج متراكب يصعب إختراقه أو تقسيمة وهناك الكثير من الوشائج المشتركة بين أبناء البلد لذا فمن الصعب تغيير هكذا تركيبة أو إفراغها من محتواها مهما تهافتت شراذم البعث ولئام الإرهاب.
لذا ومن هكذا مفهوم يتعمق على أرض واقع العراق ويتحرّك من خلاله القادة السياسيين العراقيين فمن الصعب أن يتغيّر عندما يدخل مفهوم الفيدرالية ويتم تطبيقها فما زلنا نحمل روح الترابط والأصالة والأمتداد لهذا البلد العظيم لا أعتقد أنَّ مبدأ الفيدرالية الذي أقره الدستور سيغيّر ديموغرافية العراق لأن الفيدرالية وببساطة هي عبارة عن لملمة جراح الشتات وإشراك القلة بإدارة السلطة وإعطاء كلَّ ذي حقٍ حقه في هذا البلد فهي من نفحـــــات الدستور الذي أقره المجتمع العراقي .
عندما نتعمّق بدراسة ومعرفة النظام الفيدرالي تُزال كل القيود والإشكاليات والتحفضات التي نسمعها من قبل رفضة هذا النظام الذي تسير عليه بعض الدول في العالم ونرى تلك الدول التي تعمل بنظام الفيدرالية لديها إستقرار إقتصادي وتلاحم إجتماعي وحركة تجارية جيدة مع بقية البلدان وهناك الكثير من المنافع الخدمية التي تخدم المجتمع من خلال إيجاد فرص العمل المتكافئة بين أبناء المجتمع لذا فمبدأ تطبيق الفيدرالية في العراق سيكون أمراً ميسراً ومهماً وذلك لأختلاف المناطق التي تعتبر محافظات في الوقت الحاضر وكل محافظة لها مميزاتها عن الأخرى فعندما يتم تطبيق نظام الأقاليم ( الفيدرالية ) سوف يكون هناك قوانين خاصة يسير عليها الإقليم تتماشى وطبيعته وبذلك تكون هناك منافسة بين الأقاليم حول بناء العراق بشكل عام .
لقد كتبنا سابقاً عن نظام الفيدرالية والأقاليم ورغم ذلك فما زال هناك من يعارض الفيدرالية بشكل قاطع ويعتبرها تقسيماً للعراق فلماذا هذه النظرة التشاؤمية القصيرة لنظام الفيدرالية فلا نكن نرفض الأشياء قبل معرفة فوائدها ألكون السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق هو صاحب هذا المطلب الذي هو مطلب جماهيري قبل أن يكون حكيمي أو من المجلس الأعلى وماذا عن بقية الكتل بماذا تطالب للعراق إذا كان مطلب الفيدرالية مطلب تقسيم للعراق أليس هناك من يطالب بأعادة البعثيين الى عمق العملية السياسية وإشراكهم في حكم العراق وإعادة الجيش العراقي الذي سحق الإنتفاظة الشعبانية أليس هذا هو الجيش العراقي ؟؟
إنَ نظام الفيدرالية مطبّق في كثير من دول العالم منها الولايات المتحدة الأمريكية سويسرا وكندا وألمانيا وإستراليا والهند وماليزيا وجمهورية روسيا الإتحادية الحالية وهناك بعض الدول التي تعمل بهذا النظام لم نرى أن هذه الدول مقسمة كما يظن البعض في رؤيتة القصيرة لنظام الأقاليم .
الغريب والعجيب أن لدينا روح إقصائية للآخر مهما كانت نظرة الآخرين ثاقبة ومفيدة فهناك من يعمل عن طمسها وإخفاقها ، إن نظام الأقاليم ومبدأ الفيدرالية أقره الشعب العراقي في الدستور وحان وقت قطف ما طلبه الشعب العراقي من خلال تطبيق الفيدرالية التي سوف تقضي على العنف المستمر في العراق على الأقل في المناطق التي يطبّق فيها هذا النظام كما هو الحال في كردستان العراق.
ويبقى الشيء المهم هو أن نتقبل رأي الآخر ونرى وضوح رؤيته لعلها تكون الفائدة لما يعيشه العراق من دوامة مصيرية ترتكب فيه المجازر وأن نتفائل ونستنشق من نفحات هذه الفيدرالية الموعودة للأجيال ولعلها خيرٌ لنا .
شوقي العيسى
https://telegram.me/buratha