( بقلم جواد السعيد )
أسرعت تحث الخطى نحو البيت العتيق بعد أن شعرت أن ساعة المخاض قد اقتربت كي تؤدي آخر طواف لها وهي تنتظر مولودها وقد تجد في دعائها حول البيت تسهيل لها عملية الوضع، تمتمت بكلمات كانت مؤمنة بها، ويبدو كانت تؤمن بما جاء به ابراهيم عليه السلام فهي موحدة اذن ولم تشرك بربها طرفة عين أي لم تكن على دين قريش التي اتخذت من تعدد الآلهة دينا لها.
ما أن أكملت دعائها حتى انفطر الجدار وتدخل جوف الكعبة وقد شاهدها الحاضرون وهي على هذا الحال وكانت المعجزة لتبقى ثلاثة أيام في داخل البيت تطعم من نعم الجنة تهبط عليها بركات السماء وتؤنسها مريم وبعض نساء الجنة ، ولم لا وهي تضع أشرف مخلوق على الأرض بعد محمد صلى الله عليه وآله.
أمرأة هاشمية قرشية موحدة مؤمنة برسالة ابراهيم عليه السلام لم تنجسها الجاهلية بأنجاسها ارتقت الى عالم التوحيد باركها الله تعالى فحملت في رحمها الطاهر إمام الأمة وأمير مؤمنيها وخليفة رسول الله ووزيره، تخرج من البيت وتأتي بوليدها الى أبي طالب فيقدمه بدوره الى رسول الله لعلمه بما سيؤول إليه أمر الوليد فيحتضنه محمد ليلقنه بما أراد الله له فيتجاوبان بآيات من سورة المؤمنون ويا فرحا وسعادة لقلب هذه المرأة العظيمة نعم هذه بشرى عبد المطلب لها يوم ولد رسول الله محمد قبل ثلاثين عاما عندما قال لها وانك ستلدين غلاما مثله فبشراك يافاطمة بوليدك.
فاطمة بنت أسد التي أخصها الله تعالى برعاية محمد صلى الله عليه وآله بعد أن فقد أمه فكانت أمه الرؤوم تحنو عليه وتطعمه وتدفئه وتقوم بشأنه هذه المنزلة الرفيعة التي حباها بها الرحمن لم تكن أية منزلة لتكرم بها أية امرأة ويوم هاجرت الى المدينة فكانت عقيلة موكب الفواطم حيث كانت فاطمة بنت النبي روحي فداها وهي يتيمة أيضا قد فقدت أمها خديجة وكانت فاطمة بنت أسد أما لها وفاطمة بنت حمزة.
هاجرت فاطمة وفي معيتها علي حامي الركب والضعينة فلم يبالي ذلك الفتى بقريش وعدتها وإن تبعوه بفرسانهم فلم يرتبك قط ولم يخالجه جبن أو خور وأنما كر عليهم فقتل منهم فرسانا وأمه تنظر إليه بإعجاب وفخر فهذا الصنديد البطل هو أبنها الذي ادخرته لهذه المهمات والصعاب.فاطمة الأم وفاطمة المربية وفاطمة الراعية وفاطمة المؤمنة الموحدة وفاطمة المسلمة المؤمنة بإمامة علي ابنها ويوم ماتت نزل الرسول بقبرها واضطجع فيه أمانا لها من ضغطة القبر لقنها عند الدفن فقال لها أمامك أمامك لاجعفر ولا عقيل، اذن أمامها علي ولاغيره أمام.
سلام على الأرحام المطهرة وسلام على الأصلاب الشامخة وسلام على عديمات العيوب وسلام على نقيات الجيوب سلاما وألف سلام سيداتي وشفيعاتي الهاشميات اللائي لم يدخرن وسعا في سبيل ومن أجل الله وإعلان أمره والدفاع عن دينه ورسالة نبيه.جواد السعيد
https://telegram.me/buratha