المقالات

زيارة السيد عمار الحكيم لمحافظة صلاح الدين وتعزيز الوفاق الوطني بين العراقيين


( بقلم : احمد عبد الرحمن )

تحمل زيارة نائب رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم الى كل من مديتي سامراء وبلد، ومحافظة صلاح الدين دلالات ومعان مهمة ومؤشرات سياسية ايجابية، تحتاج الى قراءة دقيقة وموضوعية وهادئة، قد لايستوعبها مقال واحد.

وزيارة السيد عمار الحكيم الى سامراء، وتحديدا لمرقد الامامين العسكريين، تؤشر في جانب منها الى طبيعة المتغيرات الكبرى الحاصلة في المدينة، التي جاءت على العكس تماما مما كان يخطط ويأمل الارهابيون حينما نفذوا جريمتهم البشعة بتفجير مرقد الامامين العسكريين في الثالث والعشرين من شهر شباط-فبراير من العام 2006، وتفجيره مرة اخرى بعد اربعة شهور بنفس الطريقة تقريبا.

وهنا جاءت الزيارة لتعطي زخما كبيرا ومهما وضروريا للانجازات والمكاسب الامنية المتحققة، وزخما بنفس القدر لعمليات اعادة اعمار المرقد الطاهر، والتي قطعت اشواطا جيدة بفضل المتابعة الجادة من قبل جهات عديدة، كالمرجعية الدينية، والحكومة الاتحادية، وديوان الوقف الشيعي وشخصيات ومؤسسات اخرى فاعلة ومؤثرة لديها حرص كبير على اكمال عمليات اعادة الاعمار بأسرع وقت، لفتح ابواب هذا المكان المقدس على مصاريعها امام محبي واتباع اهل البيت عليهم السلام وعموم المسلمين من داخل العراق وخارجه. واذا كانت زيارة سامراء مثلت شقا-او جزءا-من الرسالة، فأن زيارة محافظة صلاح الدين واللقاءات الموسعة مع كبار المسؤولين المحليين وشيوخ ووجهاء العشائر والشخصيات المهمة في المحافظة، مثل الشاق الثاني في الزيارة الذي اكمل من حيث المضامين والابعاد والدلالات الشق الاول.

والنقطة الاساسية الاولى في الزيارة تكمن في انها مثلت خطوة مهمة لترسيخ مظاهر الثقة وازالة سوء الفهم والتصورات التي قد لاتكون دقيقة بما فيه الكفاية، والتي ترتكز على خلفيات سياسية وطائفية تعود الى حقبة النظام الصدامي البائد، والاعوام القليلة بعد سقوطه، والتي شهدت محاولات ومساعي محمومة من قبل اطراف خارجية وداخلية لاثارة الفتنة بين مكونات المجتمع العراقي عبر اثارة هواجس ومخاوف ذات طبيعة طائفية ومذهبية وقومية وحتى دينية.

وقد يكون الامر مع محافظة صلاح الدين ينطوي على خصوصية معينة ارتباطا بحقيقة ان رئيس النظام البائد صدام ينحدر من تلك المحافظة، وهناك قدر من الولاء العشائري له، مازال موجودا وقائما حتى الان رغم طوي صفحته وصفحة نظامه الى الابد، وهذا القدر من الولاء العشائري يقف حائلا دون مد خيوط التواصل مع الحالة الاجتماعية، ببعدها العشائري، والوضع السياسي في المحافظة.

زيارة السيد عمار اوضحت بما لايقبل اللبس والغموض ان الامور ليس بهذه الصورة، وان هناك افتراضات وتصورات خاطئة بهذا الشأن، اذا ان ابناء محافظة صلاح الدين يتميزون بقدر كبير من المرونة والانفتاح، وليس لديهم نفس طائفي ضيق، ورغم ان صدام كان ينتمي الى تلك المحافظة، الا ان الاخيرة تعرضت الى اضطهاد وظلم غير قليل من النظام البائد، ولم تكن بمنأى عن دمويته واجرامه واهماله للقسم الاكبر من ابنائها، ويكفي للتدليل على هذه الحقيقة الاشارة الى ان عدد افراد عشيرة صدام الذين يبلغ تعدادهم ما بين خمسمائة وستمائة شخص، تم اعدام ستة وثلاثين منهم على يد النظام البائد، أي بمعدل شخص واحد من كل عائلة او عائلتين.

النقطة الاساسية الثانية، هي ان الزيارة ازالت التصورات القائلة بأن اتباع اهل البيت، من خلال القوى السياسية والدينية يتهمون اتباع المذهب السني، وتحديدا ابناء محافظة صلاح الدين، بتفجير مرقد الامامين العسكريين، ولاشك ان مثل تلك التصورات بعيدة كل البعد عن الصحة، وغير خاف على الجميع ان الجهات التي ارتكبت جريمة استهداف المرقد الشريف حاولت ان تروج لذلك، بأعتبار ان ذلك يمثل احد ابرز اهدافها من وراء ما قامت به.ومثلما قال القيادي في المجلس الاعلى واحد اعضاء الوفد المرافق للسيد عمار الحكيم " ان زيارة السيد عمار الحكيم نائب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي والوفد المرافق له الى محافظة صلاح الدين جاءت للتأكيد على أهمية التلاحم وإزالة الفوارق والحواجز بين أبناء الشعب العراقي والتشديد على وحدة العراق أرضا وشعبا وكيانا" .

والنقطة الاساسية الثالثة مثلت الزيارة استكمالا لزيارة مهمة، لاتقل اهمية عن زيارة صلاح الدين، قام بها السيد عمار الحكيم قبل عدة شهور لمحافظة الانبار، والتي كان لها اثارا ونتائج ايجابية طيبة على الصعيد السياسي والاجتماعي، حيث انها عمقت الاواصر بين مكونات المجتمع العراقي، وساهمت في رفع جزء كبير من الحواجز النفسية، التي خلفتها جرائم الجماعات الارهابية المسلحة في مختلف مدن ومحافظات العراق. وفي الاطار العام فأن زيارة نائب رئيس المجلس الاعلى لصلاح الدين وسامراء وبلد، سيكون لها ابعادا سياسية ايجابية على المدى الاني والمستقبلي، تتمحور بالدرجة الرئيسية على تحقيق المزيد من الانفتاح والتواصل والتعاون بين ابناء الشعب العراقي، وتقوي ارضية الوفاق الوطني فيما بينهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك