المقالات

ما الذي تفعله السعودية بالبقيع؟!


( بقلم : – محمد المرهون - الدمام)

في حين نجد بعض الدول ترهن تقدمها وتطورها باحترام المكونات التي تضمها أرضها نجد أن الدولة السعودية ترهنها في وحدة المكون – وبالذات المذهبي، ولذلك تمارس على بقية المكونات (المذهبية، الفكرية، الاجتماعية..) الإقصاء وإلغاء؛ بل وتحاول أن تتجاهل الخصوصيات الإسلامية وتدعم اتجاه مذهبي واحد يتوافق معها وينسجم مع سياساتها، ويمدها بالرأي الشرعي في هتك المقدسات، فتكون يده ضاربة - أي هذا المكون المذهبي- على كل مسلم يبدي الاحترام لها، وأقرب مثال لذلك واصرخ انتهاك على المقدسات الإسلامية هو ما نجده في ممارسات الدولة الدينية(!) في انتهاك حرمة أئمة البقيع(ع) بالمدينة المنورة والصالحين والصالحات من أصحاب وصحابيات الرسول(ص).

لابد أن تعترف الحكومة وتعي جيداً أن الشعب ضمن هذا النطاق الجغرافي الضيق ليس ذا نسيج مذهبي واحد، وإن قضايا العيش المشترك لا تتأتى بالمحاولات الهزيلة والإعلامية في إدعاء احترام خصوصيات المكونات المذهبية بهذا البلد، في حين نجد خطيئة هتك المقدسات الإسلامية المتمثلة في مقبرة البقيع الفرقد ماثلة أمامنا منذ عام 1344هـ ، وإلى الآن وهي تأن تحت محاولات الطمس من قبل من أطلقت الحكومة أيديهم في تحديد المشروع وغير المشروع من الممارسات الدينية الاعتقادية.

إن السماح لمكون مذهبي واحد ودعمه بالسلطة والمال في بلد مسلم ذي مكونات مذهبية مختلفة وتجاهل وتهميش بقية المكونات يُعد من أعظم الجرائم التي ترتكبها الحكومة تجاه شعبها. إن الحكومة بإتاحتها للسلطة المذهبية في تحديد المشروع وغير المشروع في شأن المقدسات الدينية الإسلامية يقتل اللحمة التي يدعون لها ليل نهار، ويصدع جدار الحوارات الوطنية التي بُنيت على أساس الدعوة إلى الاختلاف تحت سقف أخوي واحد ومفهوم مشترك واحد وهو(الوطن).

فإما أن تكون تلك الشعارات المرفوعة هي شعارات إعلامية جوفاء لا أساس لها في الواقع - وهذا ما يثبته الواقع - وإما أن تكون شعارات لها واقعها الذي يحمي من خلاله الخصوصيات المذهبية لكل مكون، ويحترم مقدساتها وممارساته التي تقوم على الدليل والبرهان.

إن مأساة البقيع لا يمكن أن تُمحى من الضمائر الإسلامية الحية والواعية مهما قامت العصابة المذهبية في محاولات تشويه الممارسات التي يقوم بها المسلمون عند المراقد الطاهرة في المدينة المنورة، وهي تدعوهم لمزيد من التحرك للضغط على الجهات الرسمية في الدولة السعودية من أجل البدء في التكفير عن خطيئة الهدم ومحاولات الطمس المنظمة التي تمارسها الوهابية، ودعوتها لرفع أيديهم عن مضايقة المسلمين عند المراقد الطاهرة، فالخيرات التي نحن تتنعم بها وتتنعم بها الحكومة السعودية هي وليدة جهود هؤلاء الأعلام (عليهم السلام) وعلى رأسهم جدهم المصطفى(ص)، فمن الذي أوصل هذا الدين لنا وساهم في إيصال قيمه والمحافظة على مبادئه من التشويه والطمس، أفهكذا نقابلهم بالجفاء؛ بل بمحاولات القتل المعنوي؟!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Hadi
2008-10-06
Dear mohammod the only way to save our blessing worships places in KSA is the independncy of Mekka and almadinah from the suadi and the the powers they works for to demolish our relegious figures.they full of hate to anything related to islam as I saw that from alhaj last year,they will never win as they fight against almightly allah
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك