المقالات

عملاء...جواسيس...خونة


( بقلم : علي الخياط )

ما هي الخيانة؟ومن يحدد الخائن وكيف وعلى أي مبدأ يعتمد في وصفه الخطير ؟هل هناك دلائل او اثباتات ،ام انها اتهامات تطلق جزافا وحسب الاهواء ،وهل للخيانة تعريف واحد متفق عليه ؟ يبدو هذا السؤال غريبا ، فالناس البسطاء الذين توجههم فطرتهم يعرفون للخيانة معنى واحدا لا يحيدون عنه قيد أنملة. فالأبيض عندهم لا يمكن أن يسمونه بعكس ما يرونه و الأسود أيضا لا يمكن أن يتجمل و يصبح سيد الألوان مهما حكي عن جماله و حلاوته و قدرته على الافتان،طوال ما يزيد عن الخمس سنوات ظهرت مصطلحات الخيانة في كل خلاف او عدم توافق في الراي و كأنها مصطلح عادي، أضحت الخيانة وجهة نظر و مصطلح يمكن نقاشه تبعا للظروف التي تحصل فيها، رغم كل ذلك فان الخيانة ظلت في أذهان البسطاء منا و كأنها ترفض أن يتغير اسمها أو تتغير صفتها. انها شيء مغروس في الفطرة لا يمكن أبدا تغييره أو حتى تبديله.

كثر الحديث عن التوجهات العملائية لسياسيين ونواب ومثقفين عراقيين وطوحّت بهم التصنيفات والامزجة ذات اليمين وذات الشمال.. وتركز الجدال حول من العميل ،ومن بالضد من ذلك ومن يحمل الروح الوطنية ويدافع عنها في مواجهة من ارتمى في الاحضان العمالة الاجنبية؟وجرى الحراك لجهة تصوير الشيعة وسياسييهم وحتى علمائهم بوصفهم عملاء تابعين لأيران ،ولم يسلم من ذلك حتى السيد (السيستاني) حيث القدحُ والتجريح بالنسب والاسم والمنطقة وتم هذا مع تجاهل صارخ لحقيقة تاريخية تمثلت في ان غالب فقهاء المسلمين هم من اصول (فارسية)،تزعموا فيما بعد ابرز المذاهب الدينية في الاسلام.. وبرز التعاطي الشرس في مراحل من الصراع الموجه لفئة اجتماعية ودينية كبرى تعيش في بلدان عربية تباينت حكوماتها في طريقة تعاطيها مع ابناء تلك الطائفة ،من التهميش والاقصاء كما جرى في بلدان مثل العراق على يد نظام الطاغية( صدام حسين) ،والسعودية ذات الحكم العائلي . الى المعاملة المعتدلة في بلدان مثل عمان والبحرين والكويت ولبنان وسوريا..

وواحدة من صور التعامل السيء مع الاحداث والقضايا تمثلت في الجدلية التي اثارها المدعو( مثال الالوسي )الذي زار (اللقيطة) اسرائيل.. زيارة اسرائيل موضوعة في اجندة السيد الالوسي وقد تكررت لمرات ،وتزامنت مع احداث وقضايا دولية اقليمية في غاية الحساسية ،وكأن الرجل يؤدي دورا لاينحصر في مساحة محلية ،وقد اجاد بالفعل ،بالرغم من ان هذا الدور وتلك الزيارات جاءت بنتائج عكسية تحولت لصالح القوى المناهضة للمشروع الامريكي في المنطقة وبالخصوص (ايران) التي تقود تحالفا دوليا يمتد من منطقة الشرق الاوسط مرورا بأسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق وصولا الى القارة الامريكية الجنوبية حيث المثلث الكوبي البوليفي الفنزويلي.. ولعل من اهم مايركز عليه الالوسي في تصريحاته ،يتمثل في تشويه سمعة القوى السياسية الشيعية او مايسميه (اهل العمايم) ونعتهم بالعملاء لأيران التي تجب محاربتها لأنها تتدخل في الشان العراقي (وهو امر يقع في مسؤولية الحكومة الوطنية) وليس من الاشخاص والجهات الممولة من قبل السعودية والامارات وسوريا واليمن وليبيا ،والمخابرات الاسرائيلية والامريكية.. وهذا يعني ان عمالة (اهل العمايم) لو صحت ، فهي اشرف من عمالة الالوسي وبقية الاحزاب (الجهادية) التي تشارك في العملية السياسية وتدعم الارهاب في وقت واحد.. يمكن تبريرالتواصل مع بلد مسلم جار ،تربط العراق به اواصر الثقافة والدين.. ولكن ماهي مبررات العلاقة والعمالة لأسرائيل وامريكا ،واذا كنا نبرر للالوسي او البزاز او اي سياسي من جماعة التوافق والاحزاب الاخرى ، صلتهم بالسعودية والامارات ومصر ، وجلبهم للاموال الطائلة منها. باعتبارها دول عربية مسلمة.. فأننا لايمكن بأي شكل من الاشكال ان نبرر العلاقة مع اسرائيل (اللقيطة) التي استولت على ارض شعب يعتنق وينتمي لذات الدين والمذهب والقومية التي يؤمن بها الالوسي والبزاز وجبهة التوافق وسواها من الحركات والاحزاب التي ترقص رقص القرود وهي تشهر بالشيعة وقياداتهم الوطنية والشريفة..

وفجأة يتحول هادي العامري وعبد الكريم العنزي الى عملاء لمجرد انهما قالا للالوسي :يا اخي ليس من مصلحة البلاد ولا العباد ان تزور اسرائيل ،التي احتلت الارض وهتكت العرض.. اليس من العدل ان نقول: ان الالوسي خان ابناء جلدته حين والى عدوهم .ولم يلتفت لقوله تعالى (ولاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار).. اصبح واضحا الان حجم وشكل العمالة. فأما ان يكون جميع العراقيين موزعين في خانة العمالة بين دول المنطقة.. او ان عمالة اشرف من اخرى ، او ان كل اشكال العمالة غير مقبولة ..ولم يثبت ابدا ان اعضاء الائتلاف الموحد عملاء لأيران.. فقط. اذا كان الذهاب الى ايران لزيارة مرقد الامام الرضا،وعلاج بعض امراض العيون او السياحة الدينية وسواها عمالة ،فثلاثة ارباع الشعب العراقي عملاء ،في حين لايعد من ينام في فنادق عمان والقاهرةولندن ،ويشتم الحكومة ويتآمر عليها وعلى الشعب العراقي عميلاً..! اعتقد ان القافلة يجب ان تسير ،القافلة انطلقت بعد سقوط نظام الكتاتورية وستستمر في رحلتها رغم نباح الكلاب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ali
2008-09-24
الالوسراي ضيع المشيتين مثل ما ضيعنهن علاوي انت الي انتخبوك كلهم شيعه ويزورون ايران بمعنى انت ولا صوت الك اذا هلمره شكم صوت وجاك من الشيعه المرة الجايه ايدك بيد علاوي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك