المقالات

وا نورياه أغث أخوتي ..


( بقلم : د. سناء الحربي )

(( سيادة رئيس الوزراء لا يليق بمثلك الصمت على هذه المأساة و أنا كعراقية استشعر مأساة و معاناة أخوتي القابعين في معتقلات آل يهود أريد من سيادتكم اليوم قبل الغد موقفا أو تصريحا أو فعلا من أي نوع لإثبات أنكم مهتمين بقضيتنا و لقطع دابر التقولات و الألسن التي تنال منكم و من العراقيين بشتى السبل و الأساليب ..إنني أنتظر منكم بدعوة شخصية أطلقها هذا اللحظة أن تقفوا موقفكم الشجاع و كما عودتمونا ليسجل لكم التاريخ مأثرة أخرى لن ننساها .. السيد رئيس الوزراء إنني أتمثل أمامك عراقية نقية طاهرة الذيل و أطلقها مدوية " وا نورياه .. أغث أخوتنا الذين ستقطع أعناقهم ظلما و عدوانا بسيف الحقد الأموي الوهابي ..." .. ))

كنتُ ذات يوم أضحك جذلى منتشيةً بطرافة القصة التي سردها الشيخ علوان رحمه الله وقد كان في آخر أيام طعونه في السن .. القصة مريرة بمرارة الحنظل و لكن الشيخ الكبير وبخبرة سنواته السبعين عرف كيف يقص أحزانه و آلامه دون أن يرى تلك النظرة التي تتكرم عليه بلحظة رحمة و حنوّ لكثرة ما جرّعته من لحظات أشعرته أنه بحاجة إلى رحمة بني البشر أمثاله فترى إليه وهو يشدك إلى مقالب الزمن و نوادر القدر معه في رحلة من رحلات ألف ليلة و ليلة فيضحكك حيث يجب أن تبكي و يدفعك للقهقهة حيث يجب أن تنوح و تولول .. القصة بدأت من عام 1980 و انتهت بآخر خطوة وضعها في بيته عام 82 بعد أن عاش أشهره الزعاف في برزخ آل سعود رغم أنه آنذاك كان رجلا كبيرا ذا خمسين عاما و نيف فلم يكن شابا قادرا على احتمال تلك المصائب و البوائق و لم تُرحم شيبته من آل سعود و ضباعهم ، هناك وفي أجواء قصة شيخ علوان يتجلى لك عالم آخر من الفوضى و ملمح داكن من ملامح الهمجية الآدمية ، أولئك البدو العتاة الذين أكد الله سبحانه و تعالى أنهم أشد كفرا و نفاقا يغزلون حياتهم غزل الجاهلية على منوال كفرها و همجيتها و تخلفها ، و يقيمون أنفسهم حماة لشرع الله وهم أول منتهكيه و آخر من يحفل به . قصة أكد لي بطلها أنها نسخة ثمانينية مكررة سجلت أي مبلغ من الظلم و أي مدى من الباطل بلغته مهلكة آل سعود منذ ذلك الوقت . يتلذذ هؤلاء البدو بتعذيب الجسد البشري لأنهم يتخيلونه غريبا عنهم لا يقارب في شبهه أجسادهم التي هي لجسد الحيوانات اقرب و أعلق . الشيخ ألقي عليه القبض لمحاولته الدخول إلى كيلومترات معدودات من مسبخة السعودية للاتصال بقريب له هناك و إعادة دينٍ أستدانه منه فوقع بيد جلاوزة الأمن السعودي الذين وضعوه في غرفة مظلمة لعشرين يوما على الحدود و مضغوا جسده النحيل مضغا بكل ما يمضغ و يلوك الأجساد ثم تفننوا بتعذيبه و تسخين جراحه بطرق تذكرك بما كان في سجون النظام البعثي الصدامي .... و آخر ما تقتنصه ذاكرة الشيخ علوان من رحلة العذاب تلك أن سمعوا منه كلمة " يا علي " وهو يهم بالنهوض و المغادرة بعد إطلاق سراحه فإذا به يعاد إلى الأرض و يلصق فيها خمسة أشهر أخرى وسط زخم إضافي من التعذيب و ضربات متكررة على الرأس سعيا كما قيل له إلى فقدان الذاكرة كي ينسى عليا عليه السلام ..!!

قبل أيام اتصلت عبر الهاتف بابنة الشيخ علوان رحمه الله التي بشرتني أن أخيها سيطلق من السجن في السعودية حيث و على خطى والده سار إلى أقربائهم و ألقي عليه القبض بطريقة مشابهة لطريقة والده ، قالت لي أنهم سيطلون سراحه بعد أن حفظ القرآن الكريم . لوهلة شعرت إنه ربما عليّ أن أقيّم بموضوعية معنى أن يكون حفظ القرآن وسيلة من وسائل الإصلاح في السجون ، و لكن بعد أسبوع تبين لي أن هؤلاء الأجلاف يقومون بإهانة كتاب الله بأبشع ممن يمزقه و العياذ بالله و يوجهون للإسلام ما تبدو معه قضية رسوم الكاري كاتير مجرد مزحة ثقيلة من سفيه يلقيها على سابلة الطريق . وهل أعظم من يجعل كتاب الله وسيلة للمكر و الاحتيال ؟ أن يخدعوا السجين بالقرآن على أساس من أن حفظه له يعني إطلاق سراحه و لكنه بعد إتمام حفظ القرآن الكريم يصطدم بأن قرار من هذا النوع تم توقيفه و ألغي بقرار ملكي ... كنت أظن الحالة مع أبن الشيخ علوان مجرد سوء حظ عثر هناك بقرار مؤقت أو تجميد لضرورة أو أمر يعلمه الله و لكن توضح لي فيما بعد أنها خديعة معروفة في السجون السعودية يمارسونها ضد العراقيين و بعض الجنسيات الأخرى . .. و لله أمرك يا عراقي و حين تكون شيعيا تلقي بك الأحداث و الأقدار في يد هؤلاء الرعاة الطغاة ... المسلسل يتواصل بحلقات متصلة تخترم رقاب شبابنا و أبنائنا و الغريب هو هذا الصمت المحير حقا لحكومتنا و سياسيينا و لقنواتنا الفضائية فلا نرى سوى مقالات نكتبها على صفحات الانترنت ندري قبل غيرنا أنها قلما ستأتي بمردود و ليس لها ذلك التأثير كما لغيرها لما للانترنت من سمعة هابطة في عالمنا العربي و وسط العجز عن الاتصال و الترويج لهذه القضية في مواقع و محطات الإعلام الغربية .. أطلق صرختي في فضاء الغضب العراقي إلى جانب صرخات بقية العراقيين الأحرار منادين حكومتنا الموقرة و السيد المالكي أن يكف عن صمته و أن يتحرك و لا نحسب أن صرخاتنا لا تصل مسامعه و هو ابن العراق البار الذي عليه أن ينتخي لعراقيته و يصول صولته المحمودة و يأخذ هذه القضية كقضية تحد ذاتي له يثبت من خلالها ليس للعراقيين بل لنفسه أنه قادر على فعل ما يجب في الوقت الذي يجب أن يكون .. و نحن على ثقة من أنه أهل لما هو له

سيادة رئيس الوزراء لا يليق بمثلك الصمت على هذه المأساة و أنا كعراقية استشعر مأساة و معاناة أخوتي القابعين في معتقلات آل يهود أريد من سيادتكم اليوم قبل الغد موقفا أو تصريحا أو فعلا من أي نوع لإثبات أنكم مهتمين بقضيتنا و لقطع دابر التقولات و الألسن التي تنال منكم و من العراقيين بشتى السبل و الأساليب ..إنني أنتظر منكم بدعوة شخصية أطلقها هذا اللحظة أن تقفوا موقفكم الشجاع و كما عودتمونا ليسجل لكم التاريخ مأثرة أخرى لن ننساها .. السيد رئيس الوزراء إنني أتمثل أمامك عراقية نقية طاهرة الذيل و أطلقها مدوية " وا نورياه .. أغث أخوتنا الذين ستقطع أعناقهم ظلما و عدوانا بسيف الحقد الأموي الوهابي ..." ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسين علي جاسم
2008-08-21
نحن في الغرب كنا نحث اهلنا في العراق على الذهاب للانتخابات واختيار قائمة الاءتلاف على الرغم من المخاطر التى تواجههم وفعلا ذهبوا منهم من ذبح قبل ان ينتخب ومنهم من استطاع الانتخاب الا اننا لم نرى اي شي من هذه القائمه والان اخواننا يذبحون ولم نرى ان حكومتنا تحرك اي ساكن
علي السّراي
2008-08-20
بوركتي... ايتها الحرة الطاهرة وبوركت صرخة الظليمة التي تطلقينها لانقاذ اأخوتنا المساكين في سجون اؤلائك الاوباش وكان حقاً علينا وعلى كل الاحرار والشرفاء واصحاب الغيرة والحمية اجابتك عليها وسنزلزل اوكارهم الارهابية في كل عواصم العالم وصدقيني بان صاحب اليد التي وقعت على اعدام الطاغية المقبور ستمتد الى داخل فم الذئب الوهابي لتستخرج ابنائنا المساكبن هناك فهذا ابا اسراء وسوف لن يقصر بحق ابنائه واخوته
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك