المقالات

هل ستنقلب الرئاسة على البرلمان؟!


بقلم: عبد الرزاق السلطاني

رغم التقدم الكبير والواسع في العملية السياسية، فلا زال العراق في صدارة النشرات الاخبارية لما له من ثقل في المنطقة والعالم ولما يلعبه من دور اساس في الخارطة الشرق اوسطية، ولم يعد خافياً ما تتعرض له الحكومة والبرلمان من ضغوط غير مبررة لايصال البناء الوطني الى طرق موصدة وهذا متات أما من ضغط الثقافة القديمة الموروثة، او بسبب ثقل الواقع الذي يحاول سحب المكونات العراقية في اتجاهات متضادة لخلق فتنة قومية بعد ان فشلت القوى الظلامية في اشعال الفتنة الطائفية، اذ ان الخارطة المطروحة لهذه الاتجاهات تحاول تأزيم مشكلة كركوك واعطاءها ابعاداً قوميه من خلال تكتيكات خبيثة لرفع درجة حرارة ملف المدينة، وبالتالي فان التجربة العراقية ظلمت كثيرا ممن ينظرون اليها بسوداوية كونها لا تنسجم مع تطلعاتهم، في الوقت الذي نشهد فيه اجماعا وطنيا للحفاظ على هيبة الدولة وتسييد القانون ودعم واسناد الحكومة، فان ثقافة التسامح تعد قيمة جوهرية في العلاقات وهي اسلوب تقدير التنوع للمفاهيم والآراء وطرق ممارستها بانساقها الصحيحة، كما انها انسجام في الاختلاف القائم في العدل ونبذ التسلط وقبول الآخر، التي لا تنشأ بمقتضى امر معين مرحلي لكنها تنبع من عقلية واسلوب ذاتي تتمظهر في سلوكيات الفرد والجماعة، لذا فالتسامح قد اصبح في فضائنا العراقي ضرورة وحاجة، وعليه فالحوار والتواصل ثقافة منطلقها الفرد وهدفها الجماعة لاقامة علاقات التواصل في البنية المجتمعية للوصول الى مراتب متطورة في التعايش وقبول الآخر لتشكيل الاطار الصائب لدفع المشروع الديمقراطي نحو التعدد وتهيئة الجو العام نحو مسارات تغييرية حقيقية لمنع التدافع القومي والمذهبي وضمن الآليات الديمقراطية.

اننا نعتقد ان المناخات الجديدة تحمل الحكومة مسئولية مضاعفة لتأخذ دورها الطبيعي في التعاطي مع جميع الملفات العالقة باعتبارها حكومة منتخبة وممثلة للعراقيين، كما يتوجب عليها اعتماد محورية اساسها احترام موارد الدستور وعدم تجاوزها واعطاء الصلاحيات الواسعة الى المجالس التي هي مسئولية الحكومة والوزارات، فان ممثلي الشعب في البرلمان والمجالس هم الاقرب الى الجماهير وتشخيصهم الاولويات، وبالتأكيد سيكون ذلك نابعا من صميم الارادة الوطنية وضرورات المرحلة، فضلاً عن توسيع الصلاحيات التي اقرها الدستور للعراق الجديد كونه ضماناً اكيداً لسلطة البلد من الرجوع الى الحالة الرئاسية التي قادت العراق الى مآس لا زال يئن من آثارها التدميرية، لذا فان تدعيم بناء دولة المؤسسات الدستورية مورد مفروغ منه دستورياً وهي الخطوة الاساس على صعيد البناء الوطني الديمقراطي للعراق البرلماني الفيدرالي التعددي الدستوري.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك