المقالات

انا لا ادافع عن الاتفاقية التي لابد منها


بقلم : سامي جواد كاظم

من الطبيعي ان تكون لكل عراقي رؤيا خاصة به على مجريات الاتفاقية العراقية الامريكية والتناقض في الراي امر طبيعي فلو تشابهت الاذواق لبارت السلع ، الا ان المؤلم ان هنالك البعض يقذف المخالف لرايه باتهامات تكون ناتجة اما عن قصد او لقصور بالفهم وهذا ما تعرضت له انا من خلال مقالاتي ولغرض التوضيح كتبت هذا المقال.اولا هنالك فرق بين الاتفاقية بمسودتها المرفوضة وبين رفض الاتفاقية جملة وتفصيلا ، والامر الثاني انه في حالة الرفض نرى الرد متشنج واذا قلت للرافض ما هو الحل ؟ فاما السكوت وهذا القصور واما الاجابة وهذا الغباء لان حيثيات الاتفاق والابعاد الاخرى المتعلقة بصيغة الاتفاق لايمكن لنا ان نعرفها ولكننا نحاول استقراء الحال من خلال تصريحات المسؤولين .

والان لنتحدث عن الوضع الحالي للعراق فالعراق لازال يخضع لقرارات اممية بين السلبية والايجابية والصورية ولهذا ساتجنب الحديث عن السيادة . مسالة خروج القوات الامريكية من العراق لايتم الا وفق اتفاقية وغير هذا فانه خرط القتاد واذكر لاحدى تصريحات كوندليزا رايس عندما قالت اننا قدمنا دماء وهذا ليس من دون ثمن ، كما وان المتعارف عن امريكا انها تبحث عن مصالحها حتى من العدم فكيف هو الحال مع العراق .

الرافض للاتفاقية جملة وتفصيلا الافضل له ان يجلس في غرفة لوحده ويقول انا رافض ، فالاتفاقية ستتم ، ولكن الاهم هل نحن بحاجة للاتفاقية ام لا ؟ اعتقد حتى لو كانت الظروف غير التي هي عليها الان وكنا في وضع افضل ارى انا ومن وجهة نظري الشخصية فالاتفاقية ضرورية للعراق على اساس تبادل المنفعة .اما التكبر والعنجهية على امريكا فانه لا يجدي نفعا وساذكر فقط ببعض الامور الامريكية .امريكا خاضت الحرب على العراق من غير قرار اممي وانها ضربت قرارات الامم المتحدة عرض الحائط فما كان رد دول العالم اتجاه امريكا ؟  بسبب الخلاف بين امريكا وكوريا الشمالية فيما يتعلق بالبرنامج النووي اقر الكونغرس الامريكي قرار بمنع منحة الرز الامريكي المجاني الى كوريا الشمالية ، اذا امريكا تمنح لكوريا مساعدات غذائية من غير ثمن .

الى الان عجزت الامم المتحدة من استصدار قرار ولو ادانة بحق اسرائيل لما اقترفت من اجرام بحق الفلسطينيين والسبب الفيتو الامريكي . في لقاء مع الخبير القانوني طارق حرب حول الصيغة القانونية للاتفاقية ذكر ان الوضع الحالي للعراق قبل الاتفاقية افضل مما لو اريد للاتفاقية ان تعقد من غير النظر الى امر مهم وهو ان الاموال العراقية المودعة في الخارج اخضعتها الادارة الامريكية لحصانتها وهذا يعني ان الدول والشركات التي لها حقوق على العراق لا تستطيع ان تستقطعها من الاموال العراقية المودعة في هذه البنوك حتى لو جاءت بقرار محكمة او قرار اممي .

المانيا واليابان وكوريا الجنوبية وفرنسا كلها لديها اتفاقيات مع امريكا انظروا الى الوضع العام لمواطنيها اما الهند التي اخرجت بريطانيا من غير اتفاقية على اقل تقدير ظاهرا انظروا الى مستوى الفقر الذي يعاني منه المواطن الهندي مع النعرات الطائفية التي تؤجج بين الحين والاخر مع المشاكل الكشميرية . بعد هذا انا ارفض الاتفاقية التي بها مساس لكرامة المواطن العراقي ابتداء من الحكومة حتى اصغر مواطن بما فيهم المتسول المجنون في الشوارع .

احدى نقاط الخلاف هو منح الحصانة للجندي الامريكي اذا ما تصرف تصرف خاطئ يمس العراق والعراقيين وهذا امر مرفوض وهو عين الصواب ولكن عملية الرفض يجب ان يقابلها الاعتبارات التالية :محكمة العدل الدولية التي اقرت بها اكثر من ستين دولة تمنحها الحق في ملاحقة المتهمين قضائيا اينما كانوا باسثناء المواطن الامريكي الذي لايحق لاحد ملاحقته عالميا لان امريكا لم تقر بهذه المحكمة على حساب مواطنيها .

كثيرة جدا هي الانتهاكات الامريكية بحق العراقيين على مدى السنوات الخمس الماضية فهل الرد الامريكي جاء مناسبا على هذه التصرفات الرعناء ؟ كابرت وعاندت ليبيا في قضية لوكربي ماذا كان نتيجة العناد الذي دفع ثمنه المواطن الليبي هو اقرار وخضوع القذافي للمطالب الامريكية ودفع التعويضات لمتضرري لوكربي مع تسليم مواطنيه لمحكمة لاهاي .

عسكريا تدخلت امريكا بالشان العراقي والان بصدد ابرام اتفاقية فهل هنالك دول ليس لها اتفاقية اسوء من اتفاقيتنا هذه مع امريكا من غير تدخلها العسكري ؟ هل تستطيعون ان تجزموا ان مصر والسعودية والاردن مثلا ليس لها اتفاقيات مع امريكا ؟ لو هنالك امر يحتم على هذه الدول اتخاذ قرار معين له مساس مثلا باسرائيل او بمواطن امريكي فهل تستطيع هذه الدول الاقدام على هكذا قرار ؟ خمسة علماء من مصر باختصاص نووي رفضوا العمل في امريكا تم اسقاط الطائرة المدنية التي تقلهم الى مصر من غير مطالبة الحكومة المصرية التحقيق في ذلك .امريكا تاخذ اكثر مما تعطي والسبب لما تمتلكه من قوة عسكرية واقتصادية مع الهيمنة التامة على قرارات الامم المتحدة .

اتذكر عندما رفضت امريكا بطرس غالي واصرت على كوفي عنان كامين عام عربدت وازبدت فرنسا على ذلك مع الاصرار الفرنسي على بطرس غالي واخيرا ماذا حدث ؟ طرد غالي وتعين كوفي . افضل خطوة اقدمت عليها الحكومة العراقية هي من خلال دراسة الاتفاقيات التي ابرمتها الدول مع امريكا وبنفس الحالة العراقية وتشخيص السلبي عن الايجابي حيث هذا يجعلنا ان ندفع الاقل لامريكا . اغلب دول العالم الغت او قللت ديونها على العراق الا امريكا التي تضخم ديونها على العراق . الكونغرس الامريكي اكثر من مرة طنطن على عملية تمويل الحرب على العراق وانه يرفض واخيرا في يوم التصويت ماذا حدث ؟ حدث الموافقة الكونغرسية بالاجماع وتم التمويل .المهجرون العراقيون الذين ينعمون برفاهية الدول المقيمين فيها هم في نفس الوقت يحنون الى ارض الوطن فلو جاء هذا اللاجئ او المهجر الى وطنه وجعلنا الادارة التي تحقق له الرفاهية في الغربة هي نفسها تعمل على تحقيق هذه الرفاهية في وطنه وهذا نفسه ينطبق على المواطن الذي يعيش في وطنه فانه لا يحس بالغربة ولكنه يحس بالمعيشة المتطورة التي يعيشها الغرب وانه يتمناها وهذا حق مشروع .

اذا ما اردنا ان لانخسر شيئا امام امريكا فما علينا الا الالتزام بثقافتنا الاسلامية مهما كانت شيعية او سنية المهم ان احدى اهداف امريكا التي تعول عليها باهمية خاصة هو هدم الفكر الاسلامي في هذا البلد وانها لا تستطيع هذا الهدم الا من خلال هدم اخلاقيات المواطن العراقي وعملية الهدم هذه تتم من خلال الازمات الاقتصادية والاجتماعية التي دأبت الولايات المتحدة الامريكة على انمائها في الدول التي تخضع او لم تخضع لسيطرتها .اتذكر في بداية الاحتلال هنالك عدد من الجنود الامريكيين اعلنوا اسلامهم لما لامسوا من خلق رائع لدى العراقيين بكل مذاهبهم وانهم اطلعوا على حقيقة الاسلام من خلال خلق العراقيين ، وهذا يزعج امريكا وبالتالي استطاعت من خلق عصابات اجرامية بغطاء اسلامي سفكت دماء العراقيين مما جعلت جنودها يتحاشون الاسلام .واذا رفضت الاتفاقية وتم اللجوء الى المقاومة اعتقد ان هذا بات امر فاشل لما الت اليه نتائج هذه الاعمال المقاومتية كما يسمونها وانها كانت اعمال عسكرية لشريحة معينة من الشعب العراقي والمقاومون الان عقدوا الاتفاقية مع المحتل في حماية المحتل مقابل المال والسلاح الذي اغدقت به امريكا عليهم ومنهم انصار السنة وثورة العشرين وما الى ذلك من عصابات اجرامية تعمل تحت اسم المقاومة .اهم عاملان يؤثران على الاتفاقية هما البعد الوهابي والشيعي وهذان البعدان تنطوي تحتهما ابعاد اخرى ، اذكروني في هذا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد
2008-08-19
كلامك صحيح وعلى من يعارض الاتفاقية جملة وتفصيلا ان يراجع التاريخ جيدا وان لا يتأثر بما يحاول به اعلام دول الجوار من تصوير الاتفاقية على انها جزء من الاذلال للشعب العراقي فيما ترضخ جميع هذه الدول شاءت ام ابت من حيث تدري او لا تدري باتفاقيات مع امريكا اشد اذلالا لحكوماتها وشعوبها ووقعت وهي الممنونة ومحد فتح حلكه. لينظر العراقي لمصلحته البحتة قبل كل شيء وليترك دول السوء تعوي مثل الكلاب الضالة لانها مهما قالت اما تريد خراب العراق وليس صلاحه.
Hadi
2008-08-15
Im very optimstic this itifaqia is going to sucseed becuase amreica start with our presedent as they fix his heart and the turned for the iraq's to be fixed next,
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك