المقالات

قانون الانتخابات انموذجا... مجلس النواب وارهاصاته السياسية


بقلم: علاء الموسوي

يشهد العراق غدا الاحد مرحلة انتقالية هامة ومنعطف جديد في مساره السياسي، والذي سينعكس في الحجم الحقيقي من التمثيل الشعبي في انتخابات مجالس المحافظات، في حال حصول التصويت (بالتوافق) على قانون مجالس المحافظات، والتي يعول عليه انجاز وتمرير الكثير من المشاريع السياسية والامنية والاقتصادية في البلاد، اذ ان انتخاب حكومات محلية لها من المساحة الواسعة في جسد المحافظة التي تمثلها، سيحقق الكثير من الامال والاحلام (الوردية) لدى عامة الشعب الذي عانى من الويلات والمصائب حين اقدم على من كان يظن بهم البلسم الشافي لجروحه وآلامه. وفي خضم هذه الانتقالة المهمة في مسيرة التغيير في العراق الجديد، نجد ان الوعي البرلماني في مجلس النواب (الموقر) ما زال بعيدا كل البعد عن مايتطلع اليه الشعب في رفع الضيم عنه والوصول الى ساحل البر والامان. اذ ما زالت المشاكل والازمات تقاطع السعي الجاد في اجراء الانتخابات في موعدها المحدد، فالتصويت على قانون الانتخابات ما زال (كامثال العشرات من القوانين) يتمايل بين تصريح ذلك وتعقيب هذا... وقضية كركوك ما زالت الورقة الرابحة التي يزايد عليها الجميع في تحالفاتهم ومداولاتهم السرية..... ناهيك عن نوع القائمة التي سيجري عليها التصويت من قبل الناخب. كل هذه الازمات وغيرها من المسارات التعطيلية الاخرى، ستشكل ـ ان لم يتم تجاوزها ـ عذرا شرعيا لتأجيل الانتخابات الى العام المقبل، الامر الذي سيدخل العملية السياسية الى نفق مظلم، لا نعلم متى سيرى العراق عبره النور في خضم قانون التأجيلات المستمرة لاهم المشاريع والقوانين التي تخدم الشعب، ولعل عجز مجلس النواب عن تمرير ابسط القوانين التي تمس الواقع المعاشي للمواطن العراقي، سيجعله العائق الوحيد امام اجراء انتخابات مجالس المحافظات في موعدها المحدد، والخلل ـ كما هو المتعارف عليه ـ يكمن وراء عدم التناغم الوطني بين اعضاء مجلس النواب الذي يعاني من بطالة مقنعة بين صفوفه نتيجة استمرار غياب اكثر من ثلث أعضائه عن حضور الجلسات، الا ماندر بسبب أنشغالهم مع مصالحهم التي تقيم خارج الوطن.!. الحديث عن تأجيل الانتخابات او عدم القدرة على اجرائها في الموعد المحدد، هو بسبب عدم قدرة مجلس النواب بتركيبته المحاصصية في اتخاذ اي قرار يلزم المختلفين والمخالفين من التوافق حول رفع معاناة الشعب والتعبير عن همومهم، ولا ادري ـ حسب فهمي المتواضع ـ هل فعلا مصلحة الشعب والوطن بهذا التعقيد والايهام لكي تختلف الجهات والتيارات والشخصيات في اختيار المصلحة العامة وتحديد المعايير المنطقية للافضلية والاختيار الانسب لمقررات الشعب؟، ام ان المسألة خاضعة للامزجة الفردية والشخصنة السياسية لكي تستخدم تلك الاساليب في الاعتراض والرفض والتي لاتنسجم والتوجه الديمقراطي للعراق من اجل النهوض بواقعه السياسي والامني والاقتصادي؟، اعتقد ان المشكلة لدى تلك الاطراف او الجهات او الشخصيات على اقل تقدير من غير ذكر الاسماء ـ كما تقتضيه المصلحة ـ الافتقار الى الانضباط الوطني والاخلاقي لكي تمارس الازدواجية في عملها السياسي وممارسة نشاطها الحكومي والبرلماني في عرقلتها وتعطيلها لاهم القوانين الناجعة بما تخدم المواطن العراقي في تخفيف حدة معاناته اليومية، والذي كان التعطيل لها سببا رئيسا في حجم هذه المعاناة المتكررة واليومية لكاهله المثخن بالجراح . ما يحدث الآن من حراك تعطيلي في المشهد السياسي، هي ارهاصات سياسية متشنجة مازلت تجد الطريق معبدا لها في المطبخ السياسي عبر جهات وشخصيات لم تأت للعراقيين غير النزاع والتخاصم بين مكوناته. نأمل من الثلة الطيبة من رحم التغيير الحقيقي في العراق الجديد، ان يجعلوا هموم الشعب ومعاناتهم اليومية من جراء نقص الخدمات وارتفاع الاسعار ونقص الوقود وتلوث مياه الشرب وتدهور وضع المستشفيات و......... نصب اعينهم، وان لايزيدوا في الطين بلة ليضيفوا ازمة اجراء الانتخابات الى ازماتهم ومشاكلهم المعطلة داخل اروقة مجلس النواب.

Alaa_almosaowy@yahoo.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك